مع الشروق ..عجرفة نتنياهو تهدّد المنطقة

مع الشروق ..عجرفة نتنياهو تهدّد المنطقة

تاريخ النشر : 07:58 - 2024/02/01

لا يكف رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن إظهار ذلك الجانب الوحشي وتأصّل عقيدة الإجرام لديه لتحقيق نقاط سياسية على جثث الأبرياء من الفلسطينيين بإصراره على إطالة أمد الحرب الظالمة والاعتداءات البشعة التي يشنها على المدنيين في قطاع غزة المنكوب ضاربا عرض الحائط بكل مقررات الشرعية الدولية وبكل الجهود التي تبذل من الوسطاء من أجل وضع حدّ للمأساة الحاصلة والتي انتفضت لها الضمائر الحية في العالم بشكل غير مسبوق رغم الإسناد الغربي من بعض الحكومات في إطار تبادل الأدوار بين الأصيل والوكيل.
فالقناعة باتت راسخة لدى أقرب حلفاء نتنياهو بأنه أصبح عنصرا معرقلا لكل أفق للسلام ولكلّ جهد لإنهاء العدوان الوحشي في غزة لأسباب سياسوية ضيقة تتمثل في ارتباط مستقبله السياسي على رأس الحكومة اليمينية الفاشية المتطرفة تطرفا غير محدود بتواصل هذه الحرب الظالمة التي تمثل فرصته الوحيدة لإطالة أمد حكمه مسنودا بطغمة فاشية من وزير ماليته إلى وزير التراث ممن لا يجدون حرجا في إظهار كل ذلك الحقد والعداء على الفلسطينيين والعرب عبر الدعوات المحرضة على الإبادة الجماعية التي تجرّ الكيان المحتل اليوم أمام المحاكم الدولية.
و رغم المواقف الإجرامية المتطرفة لحكومة نتنياهو إلا أن ذلك لم يمنع وجود وساطات ومفاوضات لتحقيق الحدّ الأدنى من ذلك المحادثات التي جرت بين وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن ونظيره القطري محمد بن عبد الرحمان آل ثاني لبحث هدنة مطولة في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية ووقف القتال أو تلك التي احتضنتها باريس مؤخرا بين مفاوضين من الكيان المحتل والولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر بشأن إمكانية تبادل أسرى محتملة بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية قد تقود إلى الاتفاق على إطار عمل لصفقة جديدة قد تمثل أفقا محتملا لإنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
وتنص المبادرة المذكورة وفق ما كشفته وسائل إعلام غربية وعبرية على إعلان هدنة بـ45 يوما يتم خلالها إطلاق 35 من الرهائن الإسرائيليين مقابل 100 إلى 250 أسيرا فلسطينيا عن الرهينة الإسرائيلي الواحد  بما يمثل تحريرا لـ4000 إلى 5000 من الفلسطينيين وهي الصفقة الممكنة في الأيام المقبلة ولن يجد الصهاينة مخرجا آخر غيرها في ظل عجز الحكومة الفاشية عن تحقيق ولو هدف واحد من الأهداف التي وعدت بها في الحرب الظالمة وهي القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى دون صفقة  وإقامة منطقة عازلة.
ورغم الضغط الشديد الذي يواجهه نتنياهو من أسرى الرهائن الإسرائيليين وانهيار مؤشرات الثقة فيه من المجتمع الصهيوني إلا أنه يصرّ على السير في نهج الغلو والعنجهية من خلال تصريحاته الرعناء التي يؤكد من خلالها مواصلته للحرب دون هوادة حتى تحقيق أهدافها بل لا يجد حرجا في توسيع نطاقها وإشعال المنطقة بأكملها ويعلن صراحة أن بلاده لن تطلق سراح الآلاف من الأسرى الفلسطينيين بما يمثل وأدا مسبقا لصفقة تبادل الرهائن المحتملة وإيغالا في التطرف والدفع نحو المزيد من التقتيل والتصعيد في المرحلة المقبلة خدمة لأغراضه السياسوية الضيقة.
هاشم بوعزيز
 

تعليقات الفيسبوك