مع الشروق .. الهولوكست الجديد» !

مع الشروق .. الهولوكست الجديد» !

تاريخ النشر : 09:11 - 2024/01/29

قبل النطق بأوامر المحكمة ، قالت رئيسة محكمة العدل الدولية "دوناهيو " ان وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة " مارتن غريفيثس"  أكد أن غزة أصبحت مكانا للموت واليأس ، وأن الأسر تنام في الخلاء فيما تنخفض درجات الحرارة ، ونقلت عنه أيضا القول إن الأماكن التي تُوجّه بشأنها أوامر للمدنيين بالانتقال إليها، قد قُصفت كما تتعرض المنشآت الطبية للقصف المستمر.
وأضافت إلى ذلك ما قالته الأمم المتحدة آخر العام الماضي بعد إيفاد مهمة إلى شمال القطاع، أن 93 بالمائة من السكان يواجهون مستويات الأزمة من الجوع مع عدم توفّر الغذاء الكافي وارتفاع معدلات سوء التغذية ، مبرزة أن 25 بالمائة  من الأسر في غزة تواجه ظروفا كارثية وشحّا حادا في الغذاء وتجويعا، مما أدّى إلى اضطرارهم لبيع مقتنياتهم واللجوء إلى تدابير قاسية ليتمكنوا من تحمل تكلفة وجبة بسيطة.
هذا الوصف جاء في جلسة أعلى هيئة قانونية تابعة للأمم المتحدة تأسّست عام 1945 للتعامل مع النزاعات بين الدول، على خلفية التدابيرالمؤقتة التي طلبتها جنوب أفريقيا في قضيتها ضد الكيان الصهيوني المتعلقة بتطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها  في قطاع غزة ..
     نص الحكم ورغم أهميته وانتصاره للشعب الفلسطيني لا يعنينا هنا كثيرا ، فكل ما يعنينا هو ما آلت إليه الظروف في فلسطين بسبب الهجمة الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني على المواطنين العزل في قطاع غزة في محاولة لإبادته إبادة جماعية . 
فالكيان الصهيوني الغاشم، وإلى غاية اليوم يتباكى من المحرقة اليهودية – الهولوكست " ويستغلها أحسن استغلال بعد ان تمكّن الصهاينة من تقديم أنفسهم على انهم ضحايا النازية وضللوا العالم لعقود بهذه الأسطورة فجعلوه يصدق هذه الخرافات ، وتحت شعار " اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون " نجحوا من تحويل أسطورة المحرقة – الهولوكوست - الى حقيقة وتمكّنوا من إقناع النخب الغربية بضرورة تسويق أكاذيب صدقوها لا من باب الاقتناع بل من باب تقاطع المصالح .
يقدّمون أنفسهم ضحايا النازية ويتجاهلون أن الفلسطينيين ضحايا مجازرهم الوحشية  وان ما يقومون به اشدّ واعنف من "الهولوكوست"  ان صحت هذه الرواية التاريخية التي يزعم الصهاينة فيها انهم أبيدوا وهجروا وأحرقوا من القوات النازية .
ما نعيشه اليوم في قطاع غزة ، هو "هولوكست"  جديد ، هولوكوست منسي ومتغاضى عنه في حق الشعب الفلسطيني بإقرار من محكمة العدل الدولية التي أنصفت أبناء غزة ، وللتاريخ فقط نذكر انه في 11 ديسمبر 1946 ، قضت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجريم الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي ، وخلال السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية تمت محاكمة عديد الشخصيات النازية التي ارتكبت جرائم ضد البشرية ..فهل ستتم محاكمة الصهاينة بعد قرار محكمة العالم ؟.
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك