مع الشروق: عندما ينقلب السحر على الساحر !
تاريخ النشر : 07:00 - 2023/10/22
خروج الملايين في العالم للتظاهر ضد جرائم الإبادة التي يقترفها الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة و في الضفة يعكس ضيق الشعوب من هيمنة القوى الصهيونية على قرارات حكوماتها و رغبتهم في الانعتاق من هذا الشبح الذي يقودهم إلى حروب و نزاعات يتأذّون منها.
وبرغم التضييقات التي مارستها الحكومات الغربية العميلة للحركة الصهيونية على حرية الرأي و التعبير في شوارع الدول الأوروبية و برغم تغيير القوانين في ساعات مثلما وقع في فرنسا لمنع الناس من استعمال شبكات التواصل الاجتماعي لدعم الشعب الفلسطيني. و برغم الدعاية الإعلامية الغربية المملوكة أصلا للحركة الصهيونية في أغلب الدول فإن الشعوب كانت إرادتها أقوى في تحدي الأكاذيب وعمليات التزييف التي تمارسها الدعاية الصهيونية عبر ابواقها الغربية و خرجت الملايين من لندن إلى سيدناي و من برلين إلى واشنطن و كلهم يحملون علم فلسطين و يطالبون بالحرية الكاملة للشعب الفلسطيني و إيقاف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب المعزول. عندما يقول الأوروبيون في استطلاعات الرأي أن أكبر منظمة إرهابية تهدد أمنهم هي إسرائيل فإن ذلك يكشف حجم الخطر الذي بات يستشعره الغربيون نتيجة ممارسات الصهيونية العالمية .غير أن حكوماتهم العميلة مازالت مختطفة وهي تدين بالولاء لواشنطن و تل ابيب دون رعاية مصالح شعوبها. فعلى سبيل المثال لا يهم أن يدفع ماكرون مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الفرنسيين من أجل دعم حرب عبثية في أوكرانيا أو أن يدفع مثلها لمساندة نتنياهو في حرب إبادة جماعية و كذا الأمر بالنسبة للمواطنين الأمريكيين الذين قرر رئيسهم صرف 105 مليارات دولار لدعم الحرب في أوكرانيا و إسرائيل و لذلك فإن الاقتحامات التي وقعت في مبنى الكونغرس و حالة العصيان في وزارة الخارجية الأمريكية إلا دليل على أن المستقبل لن يكون في صالح الصهاينة مهما طال الزمن و أن المدد الخارجي الذي يجعلهم باقين على قيد الحياة سيتوقف يوما وما وقع يوم السابع من أكتوبر إلا مجرد بداية.
إن مقولة " وانقلب السحر على الساحر" لهي مقولة تنطبق على واقع الحال في ردود الشارع الغربي على عمليات التضليل الصهيونية ولن تتوقف الحركة الشعبية إلا إذا تحققت المطالب بوقف العدوان على غزة.
وفي مقابل هذا الحراك نرى أنظمة عربية تعمل على تأبيد الوضع الحالي و تأبيد هيمنة إسرائيل على المنطقة و جعلها الحاكمة بأمرها . فهذه الأنظمة مازالت تتمسك بتلابيب الصهاينة و تطالبهم بالعودة إلى مسار السلام المقبور منذ سنوات طويلة. إن هذه الأنظمة التي تسوي في كل خطاباتها بين المدني الاسرائيلي( وهو المستوطن المحتل) و صاحب الأرض الفلسطيني المنتهكة حقوقه هي أنظمة فاسدة عميلة عمالة الأنظمة الغربية للحركة الصهيونية. وهذه الأنظمة لن تصنع سلاما لأنها اضعف من أن تخوض حرب شرف كما يخوضها مواطنون عزّل في فلسطين أو كما تخوضها مقاومة شريفة محاصرة ومعزولة . و السلام يحتاج إلى لغة القوة لا لغة الاستكانة و الضعف.
كمال بلهادي
خروج الملايين في العالم للتظاهر ضد جرائم الإبادة التي يقترفها الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة و في الضفة يعكس ضيق الشعوب من هيمنة القوى الصهيونية على قرارات حكوماتها و رغبتهم في الانعتاق من هذا الشبح الذي يقودهم إلى حروب و نزاعات يتأذّون منها.
وبرغم التضييقات التي مارستها الحكومات الغربية العميلة للحركة الصهيونية على حرية الرأي و التعبير في شوارع الدول الأوروبية و برغم تغيير القوانين في ساعات مثلما وقع في فرنسا لمنع الناس من استعمال شبكات التواصل الاجتماعي لدعم الشعب الفلسطيني. و برغم الدعاية الإعلامية الغربية المملوكة أصلا للحركة الصهيونية في أغلب الدول فإن الشعوب كانت إرادتها أقوى في تحدي الأكاذيب وعمليات التزييف التي تمارسها الدعاية الصهيونية عبر ابواقها الغربية و خرجت الملايين من لندن إلى سيدناي و من برلين إلى واشنطن و كلهم يحملون علم فلسطين و يطالبون بالحرية الكاملة للشعب الفلسطيني و إيقاف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب المعزول. عندما يقول الأوروبيون في استطلاعات الرأي أن أكبر منظمة إرهابية تهدد أمنهم هي إسرائيل فإن ذلك يكشف حجم الخطر الذي بات يستشعره الغربيون نتيجة ممارسات الصهيونية العالمية .غير أن حكوماتهم العميلة مازالت مختطفة وهي تدين بالولاء لواشنطن و تل ابيب دون رعاية مصالح شعوبها. فعلى سبيل المثال لا يهم أن يدفع ماكرون مليارات الدولارات من أموال دافعي الضرائب الفرنسيين من أجل دعم حرب عبثية في أوكرانيا أو أن يدفع مثلها لمساندة نتنياهو في حرب إبادة جماعية و كذا الأمر بالنسبة للمواطنين الأمريكيين الذين قرر رئيسهم صرف 105 مليارات دولار لدعم الحرب في أوكرانيا و إسرائيل و لذلك فإن الاقتحامات التي وقعت في مبنى الكونغرس و حالة العصيان في وزارة الخارجية الأمريكية إلا دليل على أن المستقبل لن يكون في صالح الصهاينة مهما طال الزمن و أن المدد الخارجي الذي يجعلهم باقين على قيد الحياة سيتوقف يوما وما وقع يوم السابع من أكتوبر إلا مجرد بداية.
إن مقولة " وانقلب السحر على الساحر" لهي مقولة تنطبق على واقع الحال في ردود الشارع الغربي على عمليات التضليل الصهيونية ولن تتوقف الحركة الشعبية إلا إذا تحققت المطالب بوقف العدوان على غزة.
وفي مقابل هذا الحراك نرى أنظمة عربية تعمل على تأبيد الوضع الحالي و تأبيد هيمنة إسرائيل على المنطقة و جعلها الحاكمة بأمرها . فهذه الأنظمة مازالت تتمسك بتلابيب الصهاينة و تطالبهم بالعودة إلى مسار السلام المقبور منذ سنوات طويلة. إن هذه الأنظمة التي تسوي في كل خطاباتها بين المدني الاسرائيلي( وهو المستوطن المحتل) و صاحب الأرض الفلسطيني المنتهكة حقوقه هي أنظمة فاسدة عميلة عمالة الأنظمة الغربية للحركة الصهيونية. وهذه الأنظمة لن تصنع سلاما لأنها اضعف من أن تخوض حرب شرف كما يخوضها مواطنون عزّل في فلسطين أو كما تخوضها مقاومة شريفة محاصرة ومعزولة . و السلام يحتاج إلى لغة القوة لا لغة الاستكانة و الضعف.
كمال بلهادي
