مع الشروق .. إنّهم يجرّون مصر إلى الحرب

مع الشروق .. إنّهم يجرّون مصر إلى الحرب

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/10/15

لم تعد مؤامرة التهجير خفية على أحد، فهي فكرة يلهج بها الاحتلال والولايات المتحدة على حد سواء ودون اعتبار لسيادة الدول أو لخيارات الشعوب. المؤامرة تتكشف عن وجهها القبيح، عندما يعلن وزير خارجية أمريكا أنتوني بلينكن من قطر تحديدا التي رعت مشاريع تدمير الدول العربية منذ احتلال العراق إلى الآن وبوصفة واضحة ولا تخفى على أحد " أننا بحاجة إلى مناطق آمنة لسكان غزة" ، ودون تحديد مكان هذه المناطق أو زمان إيجادها، وعندما يتحدث قادة الاحتلال بأنهم سيمحون قطاع غزة من الوجود، ويهددون بل وينفذون تهديداتهم، فإنه يصبح من المنطقي  ألا يكون القطاع هو المكان الآمن وألا تكون الضفة هي المكان الآمن وأن سيناء هي إذن المكان الذي اختاره الاستعمار الصهيو- أمريكي، لتنفيذ مخططه الإجرامي الذي يستعيد سردية يعتقدها الإنجيليون الجدد وهي التمهيد لظهور السيد المسيح بتخريب الشرق وتهجير الفلسطينيين إلى سيناء حيث ينفخ في البوق وتقوم الساعة. ويبدو ان هذه العقيدة الخبيثة  هي التي تقود إلى قيام القيامة في الشرق الأوسط بجرّ مصر ومحاور أخرى إلى حرب وجود ربما تأخر ميعادها كثيرا. 
الموقف السياسي المصري مزال متمسكا بالسلام ولا يريد التصعيد الكلامي بل هو يبحث من خلال مساع متنوعة عن وقف الحرب بأسرع وقت ممكن، ويفاوض  الشركاء الدوليين من أجل إيجاد ممرات إنسانية لإيصال المساعدات. ولكن مخططات الصهاينة هي أبعد من ذلك. وهذا ما يدركه الجانب المصري من خلال التحشيد العسكري الأمريكي والغربي في شرق المتوسط الذي يتجاوز المواجهة بين المقاومة والمحتلة في غزة إلى ما هو أكبر وأشمل.  قائد الجيش المصري كرر ما قاله الرئيس عبد الفتاح السياسي من انه "لن يستطيع أحد أن يدخل أرضنا"، ولن يستطيع أحد أن يأخذ ذرة رمل من سيناء ، وهذا ردّ واضح على قادة الصهاينة الذين يريدون جر مصر إلى حرب جديدة، يقول عنها السيسي إن الجيش الذي فعلها في العام 1973، ومع تغير موازين القوى مصريا وإقليميا ودوليا يمكن أن يفعلها مرة ومرات أخرى،وفي هذا تحذير شديد اللهجة للاحتلال الذي  يبدو أنه مصرّ على جرّ مصر إلى الحرب رغم الصمت المصري بل ورغم  محاولة النأي بالنفس عن أي مواجهة عسكرية في المستقبل القريب. 
محللون مصريون يتحدثون عن تقديرات المواقف داخل المؤسسة العسكرية المصرية يعرفون جيدا أن الحرب آتية لا محالة، والصهاينة يقدمون محاضرات في جامعاتهم يحذرون فيها من تنامي القوة العسكرية  المصرية ومن كونها تشكل تهديدا لوجودهم في فلسطين ويقولون إن تلك القوة المتنامية هي الخطر القادم إليهم. وعليه فإنّ مات يحدث الآن هو تجسيد لفشل خيار السلام والتطبيع غير المقبول لا في مصر ولا في غيرها من دول الخليج أو الدول الأخرى، وهذا يعني العودة إلى حالة اللاحرب واللاسلم ولكنها حالة مؤقتة يدفع كل طرف لإنهائها ويختار لها الأذكى توقيتها المناسب. 
كمال بالهادي   

تعليقات الفيسبوك