مع الشروق: هل باتت ليبيا في حاجة إلى حكومة جديدة ؟
تاريخ النشر : 07:22 - 2023/09/09
كثر الحديث في ليبيا خلال هذه الآونة عن ضرورة تشكيل حكومة جديدة لبسط نفوذها على كامل أراضي الدولة التي تشهد صراعا على السلطة منذ عدّة سنوات ، وتدفع عدّة أطراف دولية ومحلية الفرقاء للتوافق على سلطة بديلة تكون قادرة على توحيد مؤسسات البلاد من شرقها الى غربها لتهيئة الظروف المناسبة لإجراء انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية ، وسط تساؤلات عن مدى قبول الأطراف الماسكة بزمام السلطة بهذا المقترح الجديد.
فالأمم المتحدة وعلى لسان مبعوثها إلى ليبيا عبد الله باتيلي عبرت عن استعدادها لدعم القادة في التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بما في ذلك الاتفاق على تشكيل حكومة موحدة لقيادة البلاد إلى الانتخابات ، وهو نفس الموقف الذي تراه عدة دول غربية كخيار لحل الأزمة الليبية التي تفاقمت خلال الآونة الاخيرة ، خاصة بعد الاضطرابات وخروج المظاهرات لإسقاط حكومة طرابلس المتهمة بجر البلاد نحو مستنقع التطبيع. هذا بالإضافة الى خطورة التطورات والاحداث التي تشهدها دول الجوار الافريقي بعد الانقلابات ، إضافة الى التوتر الأمني على الحدود بعد تكرر اختراق الاراضي الليبية من قبل المسلحين المحسوبين على المعارضة التشادية.
كل هذه الاوضاع الملتهبة والدعوات المتكررة لتشكيل سلطة جديدة لم تجد رغم أهميتها الآذان الصاغية من قبل الممسكين بمقاليد السلطة. ويبدو ان حكومة طرابلس التي يقودها عبد الحميد الدبيبة في مقدمة الأطراف الرافضة لتقديم أي تنازلات لحل الازمة وبلورة خارطة طريق لانهاء الانقسام والصراع الدائر بين غرب البلاد وشرقها.
فهذا الاخير أي رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة مستعد لتقديم أي شيء مقابل البقاء في السلطة حتى انه حاول جرّ بلاده الى مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل التمسّك برئاسة الحكومة ، وهي تنازلات أشعلت الغضب الليبي حيث كشفت تقارير إعلامية متطابقة ان عبد الحميد الدبيبة هو من أعطى الضوء الاخضر لوزيرة خارجيته لعقد لقاء مع نظيرها الصهيوني تمهيدا لتطبيع العلاقات مقابل الحصول على دعم أمريكي وصهيوني لمواصلة مهامه على رأس حكومة طرابلس ، وهو ما يؤكد ان مصالح ليبيا لا تهم هذا الأخير بقدر تمسّكه بمصالحه الشخصية وبقائه في السلطة.
اما في شرق البلاد فيبدو ان قائد الجيش خليفة حفتر قد أبدى مرونة كبيرة لتشكيل سلطة جديدة رغم رفض هذا المقترح خلال الفترة الماضية. هذا الموقف الجديد عبّر عنه حفتر من خلال دعوته لتشكيل حكومة تكنوقراط موحدة لتخلف الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة ،وهو موقف اعتبره مراقبون مؤشرا هاما ونفيا للاتهامات بشأن وجود صفقة بين حفتر والدبيبة لتقاسم السلطة وتعطيل اجراء الانتخابات.
وبعيدا عن موقف حفتر والدبيبة ، فإن جزء كبيرا من أبناء الشعب الليبي باتوا يعبرون عن حاجة بلادهم الى التغيير وتشكيل سلطة جديدة تكون مهمّتها الرئيسية الإشراف على انتخابات رئاسية وبرلمانية لاختيار قيادة شرعية وإنهاء المراحل الانتقالية التي شرّعت للفوضى والتدخلات الاجنبية والاقتتال وحوّلت حياة الليبيين الى جحيم بسبب الانفلات الأمني وعربدة الميليشيات المسلحة..
ناجح بن جدو
كثر الحديث في ليبيا خلال هذه الآونة عن ضرورة تشكيل حكومة جديدة لبسط نفوذها على كامل أراضي الدولة التي تشهد صراعا على السلطة منذ عدّة سنوات ، وتدفع عدّة أطراف دولية ومحلية الفرقاء للتوافق على سلطة بديلة تكون قادرة على توحيد مؤسسات البلاد من شرقها الى غربها لتهيئة الظروف المناسبة لإجراء انتخابات عامة رئاسية وبرلمانية ، وسط تساؤلات عن مدى قبول الأطراف الماسكة بزمام السلطة بهذا المقترح الجديد.
فالأمم المتحدة وعلى لسان مبعوثها إلى ليبيا عبد الله باتيلي عبرت عن استعدادها لدعم القادة في التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بما في ذلك الاتفاق على تشكيل حكومة موحدة لقيادة البلاد إلى الانتخابات ، وهو نفس الموقف الذي تراه عدة دول غربية كخيار لحل الأزمة الليبية التي تفاقمت خلال الآونة الاخيرة ، خاصة بعد الاضطرابات وخروج المظاهرات لإسقاط حكومة طرابلس المتهمة بجر البلاد نحو مستنقع التطبيع. هذا بالإضافة الى خطورة التطورات والاحداث التي تشهدها دول الجوار الافريقي بعد الانقلابات ، إضافة الى التوتر الأمني على الحدود بعد تكرر اختراق الاراضي الليبية من قبل المسلحين المحسوبين على المعارضة التشادية.
كل هذه الاوضاع الملتهبة والدعوات المتكررة لتشكيل سلطة جديدة لم تجد رغم أهميتها الآذان الصاغية من قبل الممسكين بمقاليد السلطة. ويبدو ان حكومة طرابلس التي يقودها عبد الحميد الدبيبة في مقدمة الأطراف الرافضة لتقديم أي تنازلات لحل الازمة وبلورة خارطة طريق لانهاء الانقسام والصراع الدائر بين غرب البلاد وشرقها.
فهذا الاخير أي رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة مستعد لتقديم أي شيء مقابل البقاء في السلطة حتى انه حاول جرّ بلاده الى مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل التمسّك برئاسة الحكومة ، وهي تنازلات أشعلت الغضب الليبي حيث كشفت تقارير إعلامية متطابقة ان عبد الحميد الدبيبة هو من أعطى الضوء الاخضر لوزيرة خارجيته لعقد لقاء مع نظيرها الصهيوني تمهيدا لتطبيع العلاقات مقابل الحصول على دعم أمريكي وصهيوني لمواصلة مهامه على رأس حكومة طرابلس ، وهو ما يؤكد ان مصالح ليبيا لا تهم هذا الأخير بقدر تمسّكه بمصالحه الشخصية وبقائه في السلطة.
اما في شرق البلاد فيبدو ان قائد الجيش خليفة حفتر قد أبدى مرونة كبيرة لتشكيل سلطة جديدة رغم رفض هذا المقترح خلال الفترة الماضية. هذا الموقف الجديد عبّر عنه حفتر من خلال دعوته لتشكيل حكومة تكنوقراط موحدة لتخلف الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة ،وهو موقف اعتبره مراقبون مؤشرا هاما ونفيا للاتهامات بشأن وجود صفقة بين حفتر والدبيبة لتقاسم السلطة وتعطيل اجراء الانتخابات.
وبعيدا عن موقف حفتر والدبيبة ، فإن جزء كبيرا من أبناء الشعب الليبي باتوا يعبرون عن حاجة بلادهم الى التغيير وتشكيل سلطة جديدة تكون مهمّتها الرئيسية الإشراف على انتخابات رئاسية وبرلمانية لاختيار قيادة شرعية وإنهاء المراحل الانتقالية التي شرّعت للفوضى والتدخلات الاجنبية والاقتتال وحوّلت حياة الليبيين الى جحيم بسبب الانفلات الأمني وعربدة الميليشيات المسلحة..
ناجح بن جدو
