مع الشروق.. الحرب في أوكرانيا قد تخرج عن السيطرة

مع الشروق.. الحرب في أوكرانيا قد تخرج عن السيطرة

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/10/25

تتوالى التحذيرات الروسية من مسؤولين رفيعي المستوى من خروج الأمور عن السيطرة في أوكرانيا، في ظلّ الاصرار الغربي على إطالة أمد الحرب لاستنزاف موسكو وكشف الأخيرة عن اقتراب كييف من تصنيع القنبلة القذرة.
يدرك الروس بل ويصرّحون بذلك علانية أنّهم في مواجهة مع الناتو في اوكرانيا وأن الأمر اقترب من صدام مباشر وواسع  مع الحلف الأطلسي الذي أغدق كميات هائلة من التمويلات و السلاح على نظام كييف.
ولم يعد الأمر يقتصر على تصريحات الخارجية الروسية فحسب بل أنه أصبح أكثر جدّية بعد دخول وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على الخط محذّرا جميع الأطراف الغربية  من خروج الأمور عن السيطرة.
شويغو وبصفة غير مسبوقة تبيّن المرحلة الحرجة التي وصلت إليها الامور، أجرى أول أمس محادثات هاتفية مع كل من نظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنيو، والبريطاني بن والاس، والتركي خلوصي أكار، فيما جدد اتصاله بنظيره الأمريكي لويد أوستن، بعد يومين فقط من اتصال سابق معه.
ويبدو أن شويغو أراد من هذه المحادثات الجماعية تحميل كل طرف مسؤوليته مع تبيان حدة الرد الروسي على أي استفزاز اوكراني في ظلّ الكشف عن  تحضير نظام كييف لاستخدام قنبلة قذرة في أوكرانيا، من أجل اتهام روسيا باستخدام السلاح النووي.
فموسكو لن تتوانى ولو للحظة في استخدام أسلحة نووية تكتيكية إذا قامت كييف بتفجير قنبلة قذرة خاصة في جبهة الجنوب التي تعدّ أكثر المناطق اشتعالا في الحرب ويريد نظام كييف ومن ورائه أمريكا تحديدا حسمها بأي ثمن.
ويأتي هذا الإصرار الأمريكي على انتصار ما خدمة للإدارة الديمقراطية الحالية التي تستعدّ لخوض انتخابات نصفية ضدّ الجمهوريين قد تكون حاسمة في طريق الانتخابات الرئاسية المقبلة سنة 2024، في ظلّ تدهور شعبية بايدن والديمقراطيين من ورائه.
ولا يستبعد محلّلون أن واشنطن تريد جرّ روسيا جرّا لرد فعل عنيف كاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية لتهيئ الشعب الأمريكي بعد ذلك لحالة الحرب حتى تستفيد منها سياسيا واقتصاديا.
فتاريخ الديمقراطيين حافل بالحروب الكبرى والأكثر دموية التي خاضتها الولايات المتحدة  الأمريكية مثل الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، والحرب الكورية، وحرب فيتنام.
وفي ظلّ الوضع الداخلي الذي تعيشه أمريكا حاليا من صراع سياسي حاد بين الجمهوريين والديمقراطيين وتمييز عنصري وفوضى سلاح وتحذيرات جدّية من حرب أهلية، فإن الحل الأمثل هو إشعال حرب خارجية كبرى.
عبر هذا الأمر يمكن لواشنطن صيد عصافير عدة بحجر واحد، فهي بذلك تريد تثبيت عالم القطب الواحد و ذلّ روسيا وإجهاض طموحاتها لتصبح دولة قائدة والتفرّغ لمواجهة الصين ثم توحيد جبهتها الداخلية وأخيرا تثبيت ترؤسّها للأوروبيين عبر حلف الناتو الذي يكاد عقده أن ينفرط.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك