مع الشروق :أولويات ترامب... طموحات نتنياهو: لمن الغلبة؟

مع الشروق :أولويات ترامب... طموحات نتنياهو: لمن الغلبة؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/12/26

في جدول أعمال زيارة نتنياهو إلى واشنطن ملفان كبيران، يتعلق الأول بتفاصيل تطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار في غزة. ويتعلق الثاني بما يخطط له نتنياهو من حرب على إيران.
وقد سبقت الزيارة ورافقتها تجاذبات كثيرة بين الطرفين الأمريكي والاسرائيلي لجهة الأولويات.. ففي حين تنظر إدارة الرئيس ترامب إلى غزة وتصرّ على دخول المرحلة الثانية للاتفاق لتدور عجلة مخططها الكبير لشطر غزة الواقع خلف الخط الأصفر يناور نتنياهو ويسعى كعادته إلى ابتزاز حليفه الأمريكي.. وذلك من خلال اظهار شيء من المرونة في الملف الفلسطيني مقابل جرّ قدم أمريكا إلى ما يخطط له ن حرب على إيران.
من هنا تبدأ الخلافات في الرؤى. ذلك أن الطرف الأمريكي يدرك جيدا الادراك أن  ما يبديه نتنياهو من تلكؤ بشأن اتفاق غزة لإدراكه أنه بات حاجة أمريكية ملحة مردّه سعيه إلى ابتزاز إدارة ترامب واستدراجها إلى مقايضة المضي قدما في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة بتعهد أمريكي بتوفير الدعم العسكري والمادي والغطاء السياسي للعدوان الذي يبيّت له على إيران.
وعند هذه النقطة تتصادم وجهات نظر وتقييمات الطرفين. ففي حين يرى الجانب الأمريكي أن الضربات التي وجهها للمنشآت النووية الايرانية (مفاعل نتانز بالخصوص) كانت كفيلة بإنهاء الطموحات الايرانية المزعومة بالسعي لحيازة سلاح نووي.. يرى الجانب الاسرائيلي أن إيران أعادت تشغيل برنامجها النووي في قسمه الأكبر.. علاوة على القدرات الصاروخية الجبّارة التي تمتلكها وتطورها إيران. وقد أثبتت هذه الصواريخ فعالياتها في مواجهة الـ 12 يوما التي شهدت توجيه ضربات صاروخية إيرانية موجعة جمعت بين الدقة والقدرة على مراوغة القبة الحديدية وبين القدرات التدميرية الهائلة. حتى أن الرئيس ترامب نزل بثقله إلى الميدان لغرض وقف فوري للحرب التي رجحت كفتها بالكامل لصالح إيران بفعل القدرات الصاروخية والضربات المدمرة التي وجهتها بعمق الكيان الصهيوني.. وكذلك بفعل قدرة النظام الايراني على استيعاب صدمة الأيام الأولى للحرب واغتيال العديد من قيادات الصف الأول في المؤسسة العسكرية ومن ثم استعادة زمام المبادرة وإبداء كل تلك القدرات على ادارة الحرب وتلقين الكيان الصهيوني درسا يجد صعوبة كبرى في هضمه.. ولذلك نجده يعدّ العدة ويحاول جرّ الولايات المتحدة إلى شوط ثان للحرب.. لاستهداف  البرنامج النووي الايراني فقط هذه المرة بل وأساسا للقدرات الصاروخية التي أحدثت توازن الرعب مع القوة الجوية الصهيونية علاوة على هدف اسقاط النظام إن وجدوا إلى ذلك سبيلا.
والسؤال الذي يبقى مطروحا: من سيسحب الآخر إلى مربعه؟ هل يسحب ترامب الراغب في تهيئة أجواء للتهدئة والتطبيع في الشرق الأوسط والراغب في إطلاق «الريفييرا» على الجزء الواقع خلف الخط الأصفر في غزة حليفه نتنياهو.. أم أن ترامب سيقبل بتقديم هذه المكاسب قربانا لحرب اسرائيلية يدرك تماما أن نتيجتها باتت محسومة لصالح إيران في ظل ما باتت تمتلكه من قدرات صاروخية هائلة وفي ظل ما تمتلكه من عمق جغرافي وما أبداه الشعب الايراني من التفاف حول قيادته؟
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك