مع الشروق..قمة الجزائر «قمّة المصالحات العربية الكبرى»... لـم لا؟

مع الشروق..قمة الجزائر «قمّة المصالحات العربية الكبرى»... لـم لا؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/09/14

هل تكون القمة العربية التي تحتضنها الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر المقبل «قمة المصالحات الكبرى»!؟ سؤال بدأت مؤشراته الإيجابية تتكدس لتوحي بأن الصراعات والخلافات العربية ـ العربية ليست قدرا... وبأن منطق التهدئة والمصالحات يمكن أن يجد طريقه إلى أرض الواقع حتى يتفرغ العرب لقضاياهم الحقيقية وللتحديات الكبيرة والخطيرة التي تواجههم.. وهي قضايا وتحديات تتطلب مواجهتها وحدة الصف وتوحيد الرؤى والجهود لتأمين المستقبل العربي وسط وضع إقليمي متحرك ووسط وضع دولي ما انفكّ يتردى مع الأيام ويطرح المزيد من التعقيدات ومن التحديات.
الوضع في منطقتنا المغاربية يتّسم باستفحال قضية الصحراء الغربية التي تضع الجزائر والمغرب الشقيقين في صراع إرادات مفتوح منذ عشرات السنين. صراع يعكّر صفو العلاقات بين البلدين والشعبين وينثر سحبا من الشكّ والريبة في المنطقة المغاربية كلها...
وهو وضع أدى إلى إصابة العمل المغاربي المشترك بالشلل التام وإلى تحويل الاتحاد المغاربي إلى جسد بلا روح وإلى هيكل بلا حركية ولا حراك... والحال أن قيام هذا الفضاء المغاربي هو فرصة تاريخية لكل دول وشعوب المنطقة.. سيما أن مجرد قيام هذا الفضاء سيمكن كل بلد على حدة من زيادة بـ٪1 في معدلات نموه وفق تقديرات تعود إلى سنوات مضت، وقد تكون هذه النسبة أرفع حاليا بالنظر إلى الآفاق الرحبة التي يفتحها التعاون المغاربي الثنائي والجماعي... وكذلك بالنظر إلى الفرص التي يتيحها لاقتصاديات الدول المغاربية وما يمكن أن تحققه ديناميكية تدفق البضائع ورؤوس الأموال المغاربية في اتجاه دول الاتحاد، وكذلك ما يمكن أن تجنيه السوق المغاربية المشتركة من مغانم مع زوال التعقيدات السياسية وتوافق القيادات المغاربية على استرايتجيات وسياسات واضحة وشفافة يمكن أن تعود بالخير العميم على الجميع.
ما يدعم التفاؤل بحصول مصالحة تايخية كبرى بين الجزائر والمغرب خاصة هو هذه الرياح الإيجابية التي تهب قبيل انعقاد القمة العربية في الجزائر وهي رياح تشي باحتمال مشاركة الملك المغربي محمد السادس شخصيا في هذه القمة مع ما تمثله هذه الخطوة من أيد ممدودة في اتجاه الشقيق الجزائري وما ترسمه من إرادة واضحة في طي صفحة الخلاف والنظر إلى المستقبل المشترك وما يفترضه من تعاون الجزائر والمغرب وطي صفحة الماضي، والأكيد أن هذه الخطوة المغربية لو تحققت سوف تقابل بخطوات جزائرية، في حجمها وهو ما سوف تستفيد منه العلاقات الثنائية أولا والمغاربية ثانيا والعربية ثالثا. ذلك أن الدول المغاربية أهدرت حتى الآن وقتا ثمينا وفرصا نادرة في التنافر والتصارع وقد آن الأوان لإعادة صياغة العلاقات البينية على أسس موضوعية يمكن البناء عليها والانطلاق إلى تفعيل العمل المغاربي المشترك وبث الروح مجددا في الاتحاد المغاربي كهيكل أوكل له المؤسسون في قمة مراكش (1989) مسؤولية وأمانة متابعة العمل المغاربي المشترك على درب الفعل والإنجاز.
والأكيد أن خطوة من هذا الحجم لو تحققت سوف تكون خير رافعة للعمل العربي المشترك... خطوة يمكن الاقتداء بها لتحقيق الاختراق الكبير الآخر على ساحة المشرق العربي ممثلة في طي صفحة الخلاف بين سوريا ودول الخليج بما سوف يسمح بتنقية الأجواء العربية وعودة سوريا إلى موقعها الطبيعي صلب منظومة العمل العربي المشترك. التفاؤل ممكن والأمل مشروع في رؤية قمة الجزائر تتحول فعلا إلى قمة المصالحات العربية الكبرى.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك