مع الشروق.. كيف سيردّ بوتين على التقدّم الأوكراني؟

مع الشروق.. كيف سيردّ بوتين على التقدّم الأوكراني؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/09/13

بعد ضخّ كميات هائلة من الأسلحة والعتاد والدعم المالي على مدار الأشهر الماضية، حقّق الغرب وتحديدا واشنطن تقدّما ميدانيا ملموسا ضدّ القوات الروسية في  الشرق الأوكراني بعد هجوم مباغت.
نقول الغرب ولا نقول أوكرانيا لأن من يدير ويخطّط  ويسلّح ويموّل الحرب في أوكرانيا هو حلف "الناتو" وليس كييف لذلك أي خسارة هي بمثابة خسارة للناتو وأي ربح هو ربح للناتو.
فمنذ بدء العملية العسكرية الروسية في 24 فيفري الماضي، قدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا ما يقرب من 9.1 مليارات دولار من المساعدات الأمنية ، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي "ستينغر"، وصواريخ "جافلين" المضادة للدبابات، ومدافع "الهاوتزر" عيار 155 ملم، والمدفعية المضادة للطائرات "غيبارد"، والمدفعية الصاروخية طراز "هيمارس".
كما تعد بريطانيا ثاني أكبر مانح لأوكرانيا، إذ قدمت 2.3 مليار جنيه إسترليني (2.72 مليار دولار) كدعم عسكري. ووافق الاتحاد الأوروبي على منح أوكرانيا 2.5 مليار يورو (2.51 مليار دولار) كمساعدات أمنية.
هذا الكم الهائل من العتاد والسلاح والأموال، أحدث أخيرا تغييرا لا بأس به في الشرق الأوكراني تحديدا في مقاطعة خاركيف أين تتمركز القوة الضاربة للمرتزقة الأجانب في صفوف الجيش الأوكراني.
وتحدّثت تقارير غربية عن تمويه قام به المخططون العسكريون الغربيون حيث ظلّلو الروس بهجوم في الجنوب على خيرسون مما دعا موسكو الى تكثيف دفاعاتها هناك بينما كان الهجوم الحقيقي  شرقا في خاركيف أين سحبت موسكو تشكيلات نظامية ذات كفاءة عالية.
الآن يقول الكرملين أن بوتين على علم بهذه التطوّرات الأخيرة، لكن ما ينتظره الغرب قبل الروس هو كيف سيردّ بوتين على هذه الانتكاسة الصغيرة  التي  يمكن أن تتحوّل الى نكسة حقيقية؟
من المعلوم أن بوتين يخوض حربا على جبهتين، جبهة عسكرية وهي مواجهة حلف الناتو بعتاده وأسلحته ومقاتليه في اوكرانيا، وجبهة اقتصادية أين يخوض حرب الطاقة ضدّ الاوروبيين ردّا على العقوبات القاسية ضدّ بلاده.
ويبدو أن بوتين سيردّ على التطوّر الأخير في الشرق الأوكراني على جبهتين أيضا، فعسكريا استقدمت موسكو طوابير هائلة من الدعم العسكري الى الشرق الاوكراني، فيما يستعدّ حليفها الشيشاني رمضان قديروف الى ارسال حوالي 10 آلاف  مقاتل ذو خبرات وتجهيزات عالية.
وقبل تنفيذ موسكو لهجوم جوي شامل وعنيف جدّا على البنية التحتية الاوكرانية ردّا على انتكاسة خاركيف، أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو أن احتمال إدخال صواريخ "زيركون" المتطورة المعركة سيكون قريبًا مما قد يقلب الموازنة في المعركة.
هذا بالإضافة الى ذلك بدء الحديث داخل أروقة القوميين الروس على ضرورة حسم الحرب بأي ثمن  وهو ما جعل بعض المتابعين يرجّحون استخدام بوتين للأسلحة النووية التكتيكية في المعركة.
أما اقتصاديا، فسيلعب بوتين بورقة الحبوب والطاقة كسلاح فتّاك حتى إنه توعّد بجعل أوروبا تتجمّد هذا الشتاء، كما أن انسحاب موسكو من اتفاقية الحبوب سيضع أوروبا بين فكي كماشة الطاقة والغذاء.
الأكيد أن الحرب الحقيقية قد بدأت لتوّها عسكريا واقتصاديا والخاسر فيها سيكون من يصرخ أولا، فإما تثبيت واشنطن والغرب لعالم القطب الواحد المهيمن عبر هزيمة بوتين وإما بزوغ عالم جديد ثنائي او متعدّد القطبية ستكون  موسكو مركزه.
بدرالدّين السّيّاري
 

تعليقات الفيسبوك