مع الشروق...معركة حاسمة في الشرق الأوكراني

مع الشروق...معركة حاسمة في الشرق الأوكراني

تاريخ النشر : 08:03 - 2022/04/12

بينما العملية السياسية لاتزال مجهولة المستقبل والنتائج، تلوح في الأفق معركة شرسة وحاسمة في الشرق الأوكراني إذ تعوّل موسكو على فرض سيطرتها على إقليم الدونباس لحماية حلفائها هناك في إقليمي دونيتسك ولوغانسك.


على عكس ما تمّ الترويج له سياسيا وإعلاميا في الأوساط الغربية من نيّة روسيا احتلال العاصمة كييف وإسقاط نظام الرئيس زيلينسكي، فإن معركة موسكو الحقيقية هي تثبيت واقع جديد في الشرق والجنوب الأوكراني.


هذه المعركة أعادت أقرب حليف لبوتين وهو الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف التي تلعب قواته رأس حربة في الحرب الدائرة، الإفصاح عنها بوضوح حيث قال إن " دونباس أولاً ثم كييف".


لماذا دونباس بالذات؟ بوتين رجل مخابرات ورجل تخطيط طويل المدى، فإضافة الى العامل الديمغرافي (الاغلبية الروسية للسكان) الذي استند عليه في الحرب لوقف ما يسميه الابادة التي تقوم بها الكتائب الاوكرانية المتطرفة، له أهداف حيوية أخرى.


ورأس هذه الأهداف هي حماية وتثبيت حدود الجمهوريتين الناشئتين المواليتين لموسكو وهما لوغانسك ودونيتسك واستثنائهما من أي مطالب اوكرانية بإعادتهما تحت سيادتها المطلقة.


فيما يتمثّل الهدف الثاني لبوتين في ربط هاتين الجمهوريتين المواليتين بجزيرة القرم برّيا، وما معركة ماريوبول الطاحنة إلا أبرز مثال على ذلك باعتبار موقعها الجغرافي المهم الرابط بين إقليم دونباس وجزيرة القرم.


أما الهدف الثالث وهو الأهم لموسكو فهو تثبيت  منطقة عازلة بين روسيا وأوكرانيا والناتو خاصة انطلاقا من خاركيف ومرورا باقليم دونباس ومدينة ماريوبول وصولا الى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو منذ 2014 وترفض رفضا قاطعا التنازل عنها مجددا.


لأجل كل ذلك، تحشد موسكو الآن قوات هائلة في الشرق الاوكراني وذلك لتنفيذ هجوم واسع النطاق سيبدأ من مدينة خاركيف ذات الأهمية الكبرى وينتهي ظرفيا على حدود إقليم دونباس.


على الجانب الآخر، يواصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نداءاتها التي أصبحت بلا طائل الى القوى الغربية من أجل مزيد مدّ بلاده بالأسلحة المتطورة لمواجهة الجيوش الروسية.


فالرئيس زيلينسكي يعرف جيدا أن سيطرة موسكو على الجنوب والشرق الاوكراني لا يعني فقط سقوطه هو وإنما تقسيم اوكرانيا رويدا رويدا بين شرق خاضع لموسكو وغرب خاضع لأوكرانيا والقوى الغربية.


لذلك تستميت الكتائب المتطرفة الاوكرانية مثل كتيبة آزوف وبانديرا في الدفاع  عن مدينة ماريوبول وعن خاركيف واقليم دونباس وتواصل القتال حتى آخر رمق، لأن خسارة هذه المناطق الثلاثة يعني خسارة كل شرق أوكرانيا.


وخسارة شرق أوكرانيا المحاذي لروسيا يعني تهديدا مباشرا للعاصمة كييف التي ستظلّ هدفا لموسكو وإن انسحبت منها سابقا لإعطاء فرصة للمفاوضات السياسية التي لم ينتج عنها أمرا كبيرا لحد الآن.


بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك