مع الشروق.. «قفة» هزيلة... ونفوس عليلة !

مع الشروق.. «قفة» هزيلة... ونفوس عليلة !

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/01/31

إحصائياتكم كاذبة، وأرقامكم مزورة، وكلماتكم مخادعة.. فالواقع الذي نعيش مر، وسنواته علقم، وحياتنا معكم لعب على حبال ارتفاع الأسعار المهرولة إلى الأمام بلا نهاية ..
"قفة" المواطن هزيلة نحيلة يرفعها فقير وغير فقير بيد ثقيلة ويرقبها بعين حزينة تحملق في قائمة الأثمان المتطايرة بقلب حزين على سنوات تمر من العمر بلا طعم وتقتطع جزءا من حياة مالحة مزيجها قصف الجوع وزحمة خلافاتكم المدمرة لما تبقى من الأعصاب.
حياتنا سادتي ضاعت معكم في زحمة مشاداتكم التي لا تنتهي.. كل الحروب تضع أوزارها وتتوقف، إلا حروب ساستنا لا تعرف نقاط الختام وفواصل الهدنة حتى عند أبواب الأسواق التي يجر فيها المواطن أقداما مثقلة متعبة ضائعة في زحمة التجار وصياحهم الذي ما جلب الحريف..
 الأسعار في هذه السنوات بدت بلا عقال، تقفز، تهرول، ترتفع لكنها لا تنزل ..كراء مسكن، فاتورة ماء وكهرباء، "وسيط و"هباط" مستكرش وفاسد لجيوب الفقراء متعطش ..بنزين ملتهب لمن أكرمه الله بوسيلة نقل عجوز يصلحها إن تعطبت " ميكانيكي " مخادع محتال..
 طبيب يتفنن في وصفات دواء طويلة كتبها بخط رديء وذيلها بتحاليل مرهقة معقدة تفضح محاباته لصاحب مخبر وتستنزف جيب عليل يزداد مرضا وهو يقترض نصف مرتبه لـ " كحة " أصابته بسبب نقص الغطاء، وقلة الغذاء .. 
 سنوات ضاعت وراء إداري متكبر متغطرس، الكل يجري ويهرول وراء سراب خداعكم وطرقاتكم وجسوركم التي قلتم انها تحت الإنشاء ومشاريعكم التي تستوجب الدراسة تلو الدراسة، والاجتماع تلو الاجتماع، والقرار تلو القرار..وفي الأخير قرار لا ينفذ و أنّى له أن ينفذ بخزائن أفرغها ساستنا من المال وملؤوها بالأوهام وقبيح الكلام . 
 الدنانير القليلة للمرتبات الهزيلة تتأخر، وأن حضرت لا تكفي حتى نهاية الأسبوع، أما بقية الشهر فقرض و"سلفة" ودين، هم بالليل ومذلة بالنهار وجوع وقلة حيلة بينهما، المدعم مفقود، والإعلان الإشهاري الكاذب موجود و"شبه صحفي" يمجد "أولياء نعمته" بلا كلل، ويبيع الوهم عنهم بلا ملل. 
 الفساد شاع وذاع، فالحاكم فاسد، والمحكوم فاسد ..والكل يأكل من لحم بني وطنه، بل ويأكل لحمه بلا أوجاع ..هذا يقتات من ذاك، وذاك يشرب دم ذاك، والكل مجرم وضحية، والسبب فقر وجهل وأخلاق تضيع في أروقة الفساد، و"رويبضة" يتفاخر.. وغياب ما تحدثوا عنه في خطاباتهم المثقوبة ووصفوه بالعدالة الاجتماعية..
أستحلفكم بالله، ألا تشعرون بمرارة حياتنا معكم يا من أبتلينا بكم، ألا تتحسسون بغثيان ساعات اليوم بينكم.. أقولها بالختم والإمضاء سنشتكيكم الرب ونقف بين يدي الواحد الأحد رافعين أكفنا التي أفرغتموها في بطونكم: اللهم إنهم كانوا تائهين ضائعين على حب الكراسي متلهفين ..اللهم اغفر لهم لقد كانوا في ظلمات جهلهم لا يفقهون لكن الأقدار جعلتهم يحكمون ..
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك