مع الشروق..ليبيا تتحسّس طريق الاستقرار

مع الشروق..ليبيا تتحسّس طريق الاستقرار

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/01/11

مع فشل اجراء الانتخابات في موعدها الأول الذي كان محددا في 24 ديسمبر الماضي،يعوّل المجتمع الدولي على رسم خارطة طريق جديدة حقيقية تلتزم بها جميع الأطراف ويتم تنفيذها على أرض الواقع.
في الحقيقة لم تكن الأطراف الليبية وحدها من أفشل اجراء  الانتخابات في ديسمبر  الماضي، بل كان للمجتمع الدولي وخاصة الدول المتداخلة في الأزمة نصيب الأسد وهي التي لعبت بملفات المترشحين للانتخابات كما أرادت.
و لم يكن الشعب الليبي هو من بصدد تقرير مصيره بل الدول التي تختفي وراء مرشّحيها المحتملين هي من تريد تقرير مصير الشعب الليبي عبر فرض مرشح معين ووصاية خاصة.
الآن، ربما ازدادت حسابات المجتمع الدولي واللاعبين الإقليميين نضجا أكبر وأصبحت براغماتية أكثر منها ايديولوجية، وهذا ما ترجمه لقاء الخصمين المشير خليفة حفتر(مرشح الشرق) ووزير داخلية حكومة الوفاق السابقة فتحي باشاغا(مرشح الغرب).
ومصر وتركيا أساسا توصّلا لقناعة تامة مفادها ان المواجهة لا رابح منها وأن الاستقرار سيعود بالنفع على الطرفين اللذين يواجهان صعوبات اقتصادية جمة خاصة أنقرة التي تتخبط في أزمة اقتصادية خانقة.
وهذا ما كان ينقص الأزمة الليبية في الفترة الماضية، التوافق الدولي والإقليمي المقترن بتوافق ليبي ليبي الذي بدأ يتجسّد تدريجيا على أرض الواقع، ففي النهاية التوافقات هي أساس كل عملية تسوية.
فإضافة إلى عائق القوات الأجنبية والمرتزقة الذي تسارعت الخطوات نحو التخلّص منه نهائيا بحلول الموعد الانتخابي المقبل، تتواصل بنفس الوتيرة التوافقات الداخلية المهمة وأساسا المتعلقة بتوحيد الجيش الليبي.
كان لافتا اللقاء الذي عقد بين القائد العام المكلف بقيادة "الجيش الوطني" الفريق عبد الرازق الناظوري  برئيس الأركان العامة بحكومة الوحدة الوطنية الفريق أول محمد الحداد في سرت في ديسمبرالماضي والذي سيتجدد هذه الأيام.
هذه اللقاءات غير المسبوقة، على قدر كبير من الأهمية، فهي مسار رئيسي في طريق توحيد المؤسسة العسكرية التي هي بدورها مقدمة لتوحيد البلاد ومؤسساتها وضمانة قوية لإنجاح اي استحقاق انتخابي.
وهي أيضا ترجمة لرغبة اقليمية و دولية في اتباع  خيار "الكل رابح" عوض التمشي القديم الذي كان الجميع خاسرا فيه، فاللا استقرار يعني اللاربح ويعني هدر الوقت الثمين على حساب معارك جانبية لا تصب في مصلحة الاقتصاد " الديانة الحقيقية للدول".
وكما لم يسبق أن ظهرت سابقا، تحيل المؤشرات الآن أن ليبيا بدأت فعليا في تحسّس طريق الاستقرار الحقيقي الذي ستكون انتخابات عامة شفافة ونزيهة ومعترف بها، هي نواته الصلبة.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك