مع الشروق.«فواكه..ولحم طير مما يشتهون» !

مع الشروق.«فواكه..ولحم طير مما يشتهون» !

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/01/03

لم تشأ سنة 2021 أن ترحل بهدوء، بل أرادت أن تغادر التاريخ بصياح وصخب، تاركة واقعا ساخنا مضطربا مثقلا بالوجع ناولته باليمنى واليسرى للسنة الجديدة بلا تردد قائلة : خذه فهو لك..
سنة مرت بآلامها وأوجاعها وخيباتها التي صنعنا بأيدينا، فالزمن لم يغدر، لكننا نحن الغادرون... بعنا وطنا بثمن قليلا، بالفساد والإفساد، بالأنانية والنرجسية، بقهر الفقير وظلم المسكين والتسلط على أرملة مرضعة "أثقل الإملاق ممشاها"..
بطالة قاتلة للآمال صانعة للآلام، أسعار مرتفعة وأثمان مجنونة مسعورة، مفسدون وفاسدون يسكرون بدماء الشعب ويعربدون في حانات النفاق... "رويبضة " تفتي في الشأن العام وتقدم وهما كل الحلول... وفيات بالطاعون وروايات عن الاغتيالات وحديث عن رصد المكالمات... إيقافات وسجون .
 ذاك هو 2021، عنوانه البارز خيبات وإخفاقات واضطرابات صنعها بأيديهم الوسخة سياسيون أو شبه سياسيين وقالوا للشعب هاكم الماء الطهور... اغتسلوا وتوضؤوا، فإن لم تجدوا فاكتفوا بالتيمم "صعيدا طيبا"، فالماء شربناه، وسنصلي عوضا عنكم فنحن الخاشعون... 
في وطني ساسة بعضهم مفسدون، بهموم الشعب يتيممون، وبدمه يتوضؤون، وعلى سجاد عذاباته يصلون... يستقبلون القبلة بلا نية، ويركعون لكنهم لا يسجدون... هم فقط يناورون، يتخاصمون، يسبون ويشتمون الزمن والدهر ولا يعلمون أنهم هم المفسدون..
ساستي ان أعياكم أمرنا، احملونا زقفونة، وارحلوا بنا إلى زمن غير زمانكم، ففي عهدكم أغان لا تحرك الشجون وقصائد لا تسكر بحب الوطن عاشقا مجنون..أنتم يا ساستي ساديون، تتفننون في تعذيب مواطن مهموم، بحث ليلة رأس العام عن " فاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون" أبناؤه ويتمنون..فلم يجد مالا وقد سرقه اللصوص الفاسدون... 
نستقبلك أيها القادم مثقلا بأكياس الخيبات لكننا متفائلون، لم نجد بيضة وقطعة "قاطو" ولحم طير ليلة رأس سنة إدارية أو ميلادية، فالعناوين لا تعنينا أمام خلو البطون... 
 اكتبوا على دفاتركم الممزقة أن الشعب الجائع لا تعنيه اليافطات والعناوين «إن هي إلا أسماء سميتموها»... ففي التفاصيل يبرز الألم وتتضح العذابات وتقفز الهموم... سجلوا على أوراقكم البالية انا كرهنا معكم ماء زمزم الذي تدعون، وحبتكم السوداء التي تزعمون، وطير الدجاج الذي نشتهي ولا تشتهون... 
ارحلوا عنا بأشعاركم البالية وقصائدكم الكاذبة الساذجة، فعلى تربة هذه الأرض الطيبة ما يستحق الحياة، فدونكم وطني جنات النعيم والرحيق المختوم... ارحلوا عنا في يومنا هذا، في عامنا هذا، وعضوا على أيديكم على ما فعلتم... وكل عام وتونس بخير...
 

تعليقات الفيسبوك