مع الشروق ..هل تتخلص فرنسا نهائيا من إرثها الاستعماري؟
تاريخ النشر : 07:00 - 2021/12/12
أخيرا، وبعد طول مماطلة وتلكؤ تقف فرنسا أمام المرآة لتواجه ماضيها الاستعماري وتحاول التخلّص من إرث بشع ظلّ يعشّش في ذاكرتها ويرجّ ضميرها ويستدعيها إلى التسلح بالجرأة السياسية اللازمة وبالشجاعة المطلوبة لتفتح «الصندوق الأسود» وتعترف بالجريمة وتتصالح مع الضحايا.
فقد قبلت باريس فتح ارشيف حرب الجزائر. هذا الأرشيف الحافل بالغسيل القذر لجرائم وفظاعات «الامبراطورية» الفرنسية في حق الشعب الجزائري وفي حق ثورته وثواره... وتاريخ الثورة الجزائرية، وذاكرة الشعب الجزائري الشقيق يحفظان كل تلك الجرائم والفظاعات في حق الأحرار والجزائر.
التاريخ والذاكرة الجزائريان يحفظان بطش الجيش الفرنسي وتنكيله بالمقاومين ويحفظان سيرة سوداء لسلوكات عنصرية مقيتة ولموجات ثورية متعاقبة قمعها الجيش الاستعماري بالرصاص والقنابل والتعذيب طورا وبالقصف الجوي للمتظاهرين العزّل أطوارا أخرى.
جيش الاحتلال الفرنسي وفي مسعاه لتكريس ما سماه «الجزائر الفرنسية» (L'Algérie française) لم يدّخر وسيلة أو أداة بطش وتنكيل لإطفاء كل شمعة نضال وكل نفس تواق للتحرر والانعتاق يوقده الشعب الجزائري الثائر. ورغم كل ذلك البطش والتنكيل ورغم القاء المحتل الفرنسي بثقله لطمس هوية الشعب الجزائري في اطار سعيه المحموم لـ«فرنسة» الجزائر تاريخا وهوية وحضارة وانتماء، فإن الشعب الجزائري رفع التحدي ورفع راية النضال ومقاومة الاحتلال حتى دحره بالكامل وتخليص الجزائر من دنس الاستعمار.
هذا التاريخ الأسود الحافل بالجرائم وبالفظاعات ظلت فرنسا الرسمية تنكره وتحاول تجاهله.. وظل شق كبير من الفرنسيين يحاولون طمسه عسى الأيام والزمن وموازين القوى تساعد على دفن الماضي وتدفع الجزائريين إلى نسيان الماضي وفتح صفحات جديدة في العلاقات الثنائية بين فرنسا والجزائر... لكن بلد المليون ونصف المليون شهيد استبسل في معركة الذاكرة استبساله في معركة التحرير. الشعب الجزائري ظل على الدوام يعتبر معركة تخليص أرشيف حرب الجزائر من براثن النسيان التي طوقته بها باريس جزءا لا يتجزأ من حرب التحرير الوطنية التي دفع فيها مئات آلاف الشهداء وروى فيها بدمائه الطاهرة الزكية كل شبر من تراب الجزائر.
ولم تجد فرنسا نفعا كل مناوراتها وكل بهلوانياتها وحتى كل اغراءاتها للجزائر دولة وشعبا.. وفي الأخير ها هي ترضخ لإرادة الشعب الجزائري وتقف صاغرة أمام تاريخها الاستعماري الحافل بالجرائم وبالفظاعات.. في مسعى لتخليص تاريخ فرنسا وذاكرة فرنسا وضمير فرنسا من ذلك الارث الاستعماري القبيح.
إنها خطوة إيجابية تقطعها فرنسا ـ ماكرون في الاتجاه الصحيح. خطوة يفترض أن تتلوها خطوات تبدأ بالاعتذار العلني والصريح من الشعب الجزائري وتنتهي بجبر الأضرار ودفع التعويضات المجزية عن فظاعات الاحتلال في حق الشعب الجزائري وفي حق خيراته وثرواته. وعسى أن تكون هذه الخطوة باكورة خطوات تفضي إلى فتح سجل الامبراطورية الفرنسية الأسود وفظاعاتها في حق الدول التي أخضعت للاحتلال الفرنسي في القارة الافريقية وغيرها وفي طليعتها تونس التي عانت بدورها الويلات من الاحتلال الفرنسي وتنتظر هي الأخرى فتح أرشيف الحقبة الاستعمارية توطئة للاعتراف والاعتذار ودفع التعويضات عما لحق تونس شعبا وخيرات وثروات من نهب ومن دمارات.
لقد تحلت ايطاليا قبيل اسقاط نظام الشهيد معمر القذافي بالجرأة اللازمة عندما اعتذرت وقبلت بدفع التعويضات لليبيا عن فظاعات ونهب الاحتلال الايطالي.. ونعتقد أن باريس بإمكانها السير على نفس النهج إذا ما أرادت تنقية تاريخها وذاكرتها من الارث الاستعماري الكريه والثقيل.
عبد الحميد الرياحي
أخيرا، وبعد طول مماطلة وتلكؤ تقف فرنسا أمام المرآة لتواجه ماضيها الاستعماري وتحاول التخلّص من إرث بشع ظلّ يعشّش في ذاكرتها ويرجّ ضميرها ويستدعيها إلى التسلح بالجرأة السياسية اللازمة وبالشجاعة المطلوبة لتفتح «الصندوق الأسود» وتعترف بالجريمة وتتصالح مع الضحايا.
فقد قبلت باريس فتح ارشيف حرب الجزائر. هذا الأرشيف الحافل بالغسيل القذر لجرائم وفظاعات «الامبراطورية» الفرنسية في حق الشعب الجزائري وفي حق ثورته وثواره... وتاريخ الثورة الجزائرية، وذاكرة الشعب الجزائري الشقيق يحفظان كل تلك الجرائم والفظاعات في حق الأحرار والجزائر.
التاريخ والذاكرة الجزائريان يحفظان بطش الجيش الفرنسي وتنكيله بالمقاومين ويحفظان سيرة سوداء لسلوكات عنصرية مقيتة ولموجات ثورية متعاقبة قمعها الجيش الاستعماري بالرصاص والقنابل والتعذيب طورا وبالقصف الجوي للمتظاهرين العزّل أطوارا أخرى.
جيش الاحتلال الفرنسي وفي مسعاه لتكريس ما سماه «الجزائر الفرنسية» (L'Algérie française) لم يدّخر وسيلة أو أداة بطش وتنكيل لإطفاء كل شمعة نضال وكل نفس تواق للتحرر والانعتاق يوقده الشعب الجزائري الثائر. ورغم كل ذلك البطش والتنكيل ورغم القاء المحتل الفرنسي بثقله لطمس هوية الشعب الجزائري في اطار سعيه المحموم لـ«فرنسة» الجزائر تاريخا وهوية وحضارة وانتماء، فإن الشعب الجزائري رفع التحدي ورفع راية النضال ومقاومة الاحتلال حتى دحره بالكامل وتخليص الجزائر من دنس الاستعمار.
هذا التاريخ الأسود الحافل بالجرائم وبالفظاعات ظلت فرنسا الرسمية تنكره وتحاول تجاهله.. وظل شق كبير من الفرنسيين يحاولون طمسه عسى الأيام والزمن وموازين القوى تساعد على دفن الماضي وتدفع الجزائريين إلى نسيان الماضي وفتح صفحات جديدة في العلاقات الثنائية بين فرنسا والجزائر... لكن بلد المليون ونصف المليون شهيد استبسل في معركة الذاكرة استبساله في معركة التحرير. الشعب الجزائري ظل على الدوام يعتبر معركة تخليص أرشيف حرب الجزائر من براثن النسيان التي طوقته بها باريس جزءا لا يتجزأ من حرب التحرير الوطنية التي دفع فيها مئات آلاف الشهداء وروى فيها بدمائه الطاهرة الزكية كل شبر من تراب الجزائر.
ولم تجد فرنسا نفعا كل مناوراتها وكل بهلوانياتها وحتى كل اغراءاتها للجزائر دولة وشعبا.. وفي الأخير ها هي ترضخ لإرادة الشعب الجزائري وتقف صاغرة أمام تاريخها الاستعماري الحافل بالجرائم وبالفظاعات.. في مسعى لتخليص تاريخ فرنسا وذاكرة فرنسا وضمير فرنسا من ذلك الارث الاستعماري القبيح.
إنها خطوة إيجابية تقطعها فرنسا ـ ماكرون في الاتجاه الصحيح. خطوة يفترض أن تتلوها خطوات تبدأ بالاعتذار العلني والصريح من الشعب الجزائري وتنتهي بجبر الأضرار ودفع التعويضات المجزية عن فظاعات الاحتلال في حق الشعب الجزائري وفي حق خيراته وثرواته. وعسى أن تكون هذه الخطوة باكورة خطوات تفضي إلى فتح سجل الامبراطورية الفرنسية الأسود وفظاعاتها في حق الدول التي أخضعت للاحتلال الفرنسي في القارة الافريقية وغيرها وفي طليعتها تونس التي عانت بدورها الويلات من الاحتلال الفرنسي وتنتظر هي الأخرى فتح أرشيف الحقبة الاستعمارية توطئة للاعتراف والاعتذار ودفع التعويضات عما لحق تونس شعبا وخيرات وثروات من نهب ومن دمارات.
لقد تحلت ايطاليا قبيل اسقاط نظام الشهيد معمر القذافي بالجرأة اللازمة عندما اعتذرت وقبلت بدفع التعويضات لليبيا عن فظاعات ونهب الاحتلال الايطالي.. ونعتقد أن باريس بإمكانها السير على نفس النهج إذا ما أرادت تنقية تاريخها وذاكرتها من الارث الاستعماري الكريه والثقيل.
عبد الحميد الرياحي