مع الشروق.. «منزوعة الصلاحيات أم كاملة المسؤوليات»؟
تاريخ النشر : 07:00 - 2021/10/04
بعيدا عن منطق التهليل أو الترذيل ، تونس جاهزة ثقافيا واجتماعيا أن تترأس حكومتها امرأة من جيل نساء أخريات كثيرات قدن الطائرة وأدرن الشركات والمؤسسات وجلسن للقضاء وكتبن الأدب والشعر وتحملن المسؤوليات في المستشفيات والطب والهندسة والتعليم والإعلام ..
قد تطول القائمة عند سرد ما بلغته المرأة التونسية التي راهنت عليها أجيال بدءا بالطاهر الحداد وصولا إلى يومنا هذا في بلدنا هذا ، ولنا في تاريخنا وثقافتنا وعراقة تجربة المرأة العربية المسلمة عموما ، والتونسية خصوصا ما يجعلنا نتباهى ونتفاخر بكل تواضع ، لكن على استحياء شديد ..
قد أعود إلى "خديجة" امرأة الأعمال وزوج الرسول صلى عليه وسلم ، وقد أقفز على تاريخ "عليسة" لأن هذه الورقة لا تكفي لجرد دور نصف المجتمع الذي حمل في أرحامه النصف الثاني .. التاريخ لم ينصف "شقائق الرجال" ، لكن تونس "أنصفتها" بمجلة الأحوال الشخصية التي أقرأ فيها يوميا أمي أولا وشقيقتي وابنتي وشريكة حياتي وزميلتي وصديقتي ، والقائمة تطول مرة أخرى .
نجلاء بودن ، رئيسة للحكومة التونسية كأول تجربة في المنطقة العربية ..جميل لمسار تاريخي كان سيقودنا حتما إلى هذا اليوم مع قيس سعيد أو غيره ، فعجلة التاريخ لا تتوقف، وتراكماتها وأن سدوا أمامها المنافذ متواصلة ..
تطبيقا للمرسوم 117 ، تم تعيين نجلاء بودن حرم رمضان رئيسا للحكومة .. تعيين نفاخر به الرؤوس المتصلبة من العرب ، ونكسب به دعاية بين المتشدقين بالمساواة في الغرب ، لكننا لن نستبق الأحداث للحكم لها أو ضدها ، فالنتائج هي الفيصل في العمل السياسي ، والخطأ خطيئة في إدارة الشأن العام وخاصة في هذا الظرف الدقيق والصعب جدا في تونس التي راهنت على رجال لذات المسؤولية ، فجاءت النتائج ما نعيشه اليوم ويحتاج هو الآخر إلى حبر كثير لا تتحمله هذه الافتتاحية .
وحتى نحكم بموضوعية على النتائج عندما يحين زمن الحكم والتقييم ، نريدها رئيسة حكومة كاملة المسؤوليات لا "منزوعة الصلاحيات" لتخوض تجربة فريدة في المنطقة تحت قصف من يرى ان حكومتها "فاقدة للشرعية" في ظل تجميد مجلس النواب المراقب في مهامه الأصلية للحكومة وأدائها، والمعدل "للبوصلة الضائعة" اليوم في تونس بين " ربابنة " كثيرون اختارهم الشعب ، وانتفض على بعضهم ذات الشعب، وهلل لبعض آخر هذا الشعب بعينه ..
تحديات كبيرة أمام نجلاء : فساد ، فقر، إدارة تترنح ، بطون خاوية وأسعار مرتفعة ، وشارع منقسم بين مؤيد للرئيس قيس سعيد ، وبين مناهض له ..رافضا لأوامره وقراراته ، مستنكرا احتكاره لكل السلطات ..
من هلل للشكل أي تعيين امرأة لرئاسة الحكومة ، عليه أن يغوص في الجوهر ، امرأة في ظرف سياسي واجتماعي ومالي واقتصادي صعب ..ومن رذل وقلل من شأن الشكل واعتبره " خبطة إعلامية " لرئيس تونسي أراد أن يضع لبنة إضافية في الحقوق النسوية "نكاية" بالخصوم وتدعيما لشعبيته ،عليه أن يستحضر أخطاء "الرجال" في بلد فيه رجال ونساء صدقوا ما عاهدوا الوطن عليه ..فيتقاسمون الأدوار في الشكل والمضمون والجوهر والاصل ..
راشد شعور
بعيدا عن منطق التهليل أو الترذيل ، تونس جاهزة ثقافيا واجتماعيا أن تترأس حكومتها امرأة من جيل نساء أخريات كثيرات قدن الطائرة وأدرن الشركات والمؤسسات وجلسن للقضاء وكتبن الأدب والشعر وتحملن المسؤوليات في المستشفيات والطب والهندسة والتعليم والإعلام ..
قد تطول القائمة عند سرد ما بلغته المرأة التونسية التي راهنت عليها أجيال بدءا بالطاهر الحداد وصولا إلى يومنا هذا في بلدنا هذا ، ولنا في تاريخنا وثقافتنا وعراقة تجربة المرأة العربية المسلمة عموما ، والتونسية خصوصا ما يجعلنا نتباهى ونتفاخر بكل تواضع ، لكن على استحياء شديد ..
قد أعود إلى "خديجة" امرأة الأعمال وزوج الرسول صلى عليه وسلم ، وقد أقفز على تاريخ "عليسة" لأن هذه الورقة لا تكفي لجرد دور نصف المجتمع الذي حمل في أرحامه النصف الثاني .. التاريخ لم ينصف "شقائق الرجال" ، لكن تونس "أنصفتها" بمجلة الأحوال الشخصية التي أقرأ فيها يوميا أمي أولا وشقيقتي وابنتي وشريكة حياتي وزميلتي وصديقتي ، والقائمة تطول مرة أخرى .
نجلاء بودن ، رئيسة للحكومة التونسية كأول تجربة في المنطقة العربية ..جميل لمسار تاريخي كان سيقودنا حتما إلى هذا اليوم مع قيس سعيد أو غيره ، فعجلة التاريخ لا تتوقف، وتراكماتها وأن سدوا أمامها المنافذ متواصلة ..
تطبيقا للمرسوم 117 ، تم تعيين نجلاء بودن حرم رمضان رئيسا للحكومة .. تعيين نفاخر به الرؤوس المتصلبة من العرب ، ونكسب به دعاية بين المتشدقين بالمساواة في الغرب ، لكننا لن نستبق الأحداث للحكم لها أو ضدها ، فالنتائج هي الفيصل في العمل السياسي ، والخطأ خطيئة في إدارة الشأن العام وخاصة في هذا الظرف الدقيق والصعب جدا في تونس التي راهنت على رجال لذات المسؤولية ، فجاءت النتائج ما نعيشه اليوم ويحتاج هو الآخر إلى حبر كثير لا تتحمله هذه الافتتاحية .
وحتى نحكم بموضوعية على النتائج عندما يحين زمن الحكم والتقييم ، نريدها رئيسة حكومة كاملة المسؤوليات لا "منزوعة الصلاحيات" لتخوض تجربة فريدة في المنطقة تحت قصف من يرى ان حكومتها "فاقدة للشرعية" في ظل تجميد مجلس النواب المراقب في مهامه الأصلية للحكومة وأدائها، والمعدل "للبوصلة الضائعة" اليوم في تونس بين " ربابنة " كثيرون اختارهم الشعب ، وانتفض على بعضهم ذات الشعب، وهلل لبعض آخر هذا الشعب بعينه ..
تحديات كبيرة أمام نجلاء : فساد ، فقر، إدارة تترنح ، بطون خاوية وأسعار مرتفعة ، وشارع منقسم بين مؤيد للرئيس قيس سعيد ، وبين مناهض له ..رافضا لأوامره وقراراته ، مستنكرا احتكاره لكل السلطات ..
من هلل للشكل أي تعيين امرأة لرئاسة الحكومة ، عليه أن يغوص في الجوهر ، امرأة في ظرف سياسي واجتماعي ومالي واقتصادي صعب ..ومن رذل وقلل من شأن الشكل واعتبره " خبطة إعلامية " لرئيس تونسي أراد أن يضع لبنة إضافية في الحقوق النسوية "نكاية" بالخصوم وتدعيما لشعبيته ،عليه أن يستحضر أخطاء "الرجال" في بلد فيه رجال ونساء صدقوا ما عاهدوا الوطن عليه ..فيتقاسمون الأدوار في الشكل والمضمون والجوهر والاصل ..
راشد شعور
