مع الشروق..ليبيا و المصالحة مع رجال القذّافي

مع الشروق..ليبيا و المصالحة مع رجال القذّافي

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/09/07

بعد ساعات من إطلاق سراح الساعدي القذافي  نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، أعلن المجلس الرئاسي الليبي، امس، الإفراج عن مدير مكتب معلومات الرئيس السابق، أحمد رمضان، بعد سبع سنوات من الاعتقال.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وفي خطوة تعتبر استثنائية أبلغ أعيان مدينة مصراتة أعيان قبيلة القذاذفة لاستلام رفات كل من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي ونجله المعتصم وأبو بكر يونس المجبري.
خطوات قد تبدوا أمرا عاديا في إطار  مشروع المصالحة الشاملة الذي يقوده المجلس الرئاسي،  والذي من المتوقع أن يشمل أيضا الإفراج عن مدير مخابرات القذافي وأحد أبرز المقرّبين منه عبدالله السنوسي.
غير أن المتمعّن في الشأن الليبي  وبعيدا عن "المصالحة الشاملة" يلحظ أن هذه الخطوة أتت بسبب عاملين بالغي الأهمّية كان وسيكون لهما التأثير الكبير في صنع حاضر ليبيا ومستقبلها الذي لايزال محفوفا بالمخاطر.
العامل الأوّل هو النّقمة الشعبية عن المنظومة السياسية التي أتت بعد الاطاحة بنظام العقيد سنة 2011 والتي أدخلت البلاد في انقسامات وصراعات وحروب مدمّرة وفوضى عارمة لاتزال ليبيا تغرق فيها الى الآن.
هذا بالإضافة الى استفحال ظاهرة الارهاب والميليشيات المسلّحة الجاثمة على قلوب الليبيين منذ سنوات وتحكم بأحكامها دون أي حسيب أو رقيب ولا تزال تخوض جولات قتال فيما بينها من أجل تقاسم النفوذ الى الآن.
هناك أيضا جزء كبير أيضا من الليبيين بدأت تتملّكهم الحسرة والحنين الى وضع ما قبل 2011  أين لم يكن هناك حرّية ولكن كان هناك أمن وسلام واستقرار واكتفاء اقتصادي لجل المواطنين الليبيين.
أما العامل الثاني  وهو الأهم فيتمثّل في سيف الاسلام القذافي الذي أصبح رقما صعبا في المعادلة الليبية ويستعدّ لخوض غمار الانتخابات العامة المزمع عقدها في ديسمبر المقبل وقد يكون في طريق مفتوح للفوز بها.
يعتقد الليبيون وخاصة أنصار الرئيس الراحل معمّر القذافي أن ما وقع سنة 2011 هو احتلال وغزو قام به حلف شمال الأطلسي ضدّ ليبيا  لنهب ثرواتها وليس لإرساء الديمقراطية المزعومة.
أكثر من ذلك، أصبح سيف الاسلام الحصان الرابح  لعديد القوى الدولية التي تتقدّمهم موسكو والتي تتحدّث تقارير اعلامية عن وقوفها وراءه ودعمها الكامل له مع دول أخرى اقليمية ودولية.
هؤلاء يجدون الآن ضالّتهم في سيف الاسلام للعودة الى الحكم أو لنقل  للانتقام سياسيا على الأقل ممّن أسقطوا النظام السّابق وأدخلوا البلاد في وضع مأساوي لا يزال من المبكّر الحسم في مغادرته.
بالإضافة إلى ذلك ايقنت جميع الأطراف سواء الداخلية أو الاقليمية أو حتى الدولية أنه لا تقدّم في ليبيا دون ارساء مصالحة حقيقية مع رجالات النظام السابق الذين يقبع أغلبهم في السجون، وفي المصالحة معهم مصالحة بين مكوّنات المجتمع الليبي الذي لاتزال تحكمه النزعة القبليّة.
يبقى فقط هناك سؤال محوري وهو هل سينجح سيف الاسلام في خوض الاستحقاق الانتخابي؟  وقبل ذلك هل يجرى هذا الاستحقاق في موعده المحدّد كما تسعى جميع الاطراف الدولية أم لا؟
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك