مع الشروق.. أفغـانستــان فــي قبضــة طالبــان
تاريخ النشر : 08:01 - 2021/08/17
بينما الرئيس أشرف غني يفرّ محمّلا بأكياس مملوءة بالمال إلى وجهة غير معلومة، جلس الملا عبدالقيوم القيادي في حركة طالبان داخل مكتب الرئيس في القصر الجمهوري في العاصمة كابل ، هذه حصيلة حرب الـ20 سنة الأمريكية في أفغانستان.
لم يكن مستبعدا سقوط أفغانستان في قبضة طالبان بعد اكمال واشنطن انسحابها النهائي من البلاد نهاية جويلية الماضي، ولكن الصادم هو سرعة هذا السقوط المدوّي.
فقد كان من المفترض أن تكون قوات الجيش والشرطة الوطنية الأفغانية التي يبلغ تعدادها نظريًا 350 ألف مقاتل، ومجهزة بتكلفة باهظة من قبل الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين رادعًا قويًا لطالبان (75ألف مقاتل).
الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه قال سابقا إنه يتوقّع صمود الحكومة الأفغانية بوجه طالبان لسنوات، أو ربما لعدة أشهر وليس أياما كما وقع فعليا.
وهذا يحيلنا إلى حقيقة واحدة وهي أن الانسحاب الأمريكي كان قرارا خاطئا خاصة بعد سحبها للدعم الجوي والاستخبارات والمقاولين الذين يشغلون الطائرات والمروحيات الأفغانية.
وهو أمر يشبه إلى حد كبير ما وقع في السبعينات مع الجيش الفيتنامي الجنوبي، لتتكبّد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها مجددا هزيمة نكراء.
هناك عديد الأسباب التي بنت عليها الادارة الامريكية مبررات "الهروب" من أفغانستان، لعل أبرزها التكلفة المادية والبشرية العالية بالإضافة إلى أنها حرب بلا نهاية ولا طائل منها.
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية أن تكلفة الحرب منذ أكتوبر 2001 إلى سبتمبر 2019 قد قدرت تكلفتها بنحو 778 مليار دولار، فيما أنفقت وزارة الخارجية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية نحو 44 مليار دولار لمشاريع إعادة الإعمار، ليبلغ بذلك إجمالي التكلفة 822 مليار دولار.
أما بشريا فقد أشارت الجهات الرسمية الأمريكية إلى مصرع نحو 2448 جندياً أمريكياً بحلول أفريل الماضي، إضافة إلى مقتل 3846 من المتعاقدين الأمريكيين. فيما قدر عدد الإصابات بنحو 20660 جندياً أمريكياً في أثناء القتال.
كما قتل نحو 641 ألف شخص من قوات الجيش والشرطة الأفغانية منذ عام 2001 حسب تقرير لجامعة "براون"، فيما كشفت البعثة الأممية لمساعدة أفغانستان أنه قتل نحو 111 ألف مدني.
إضافة إلى كل ما ذكر سابقا تبدو واشنطن بصدد إعادة ترتيب الاستراتيجيات والأولويات والأعداء التي تجلس الصين على رأس قائمتهم ولذلك تتخوّف بكين من زعزعة أمن آسيا الذي يعني زعزعة أمنها القومي وخاصة الإقتصادي.
بدرالدين السياري
بينما الرئيس أشرف غني يفرّ محمّلا بأكياس مملوءة بالمال إلى وجهة غير معلومة، جلس الملا عبدالقيوم القيادي في حركة طالبان داخل مكتب الرئيس في القصر الجمهوري في العاصمة كابل ، هذه حصيلة حرب الـ20 سنة الأمريكية في أفغانستان.
لم يكن مستبعدا سقوط أفغانستان في قبضة طالبان بعد اكمال واشنطن انسحابها النهائي من البلاد نهاية جويلية الماضي، ولكن الصادم هو سرعة هذا السقوط المدوّي.
فقد كان من المفترض أن تكون قوات الجيش والشرطة الوطنية الأفغانية التي يبلغ تعدادها نظريًا 350 ألف مقاتل، ومجهزة بتكلفة باهظة من قبل الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين رادعًا قويًا لطالبان (75ألف مقاتل).
الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه قال سابقا إنه يتوقّع صمود الحكومة الأفغانية بوجه طالبان لسنوات، أو ربما لعدة أشهر وليس أياما كما وقع فعليا.
وهذا يحيلنا إلى حقيقة واحدة وهي أن الانسحاب الأمريكي كان قرارا خاطئا خاصة بعد سحبها للدعم الجوي والاستخبارات والمقاولين الذين يشغلون الطائرات والمروحيات الأفغانية.
وهو أمر يشبه إلى حد كبير ما وقع في السبعينات مع الجيش الفيتنامي الجنوبي، لتتكبّد الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها مجددا هزيمة نكراء.
هناك عديد الأسباب التي بنت عليها الادارة الامريكية مبررات "الهروب" من أفغانستان، لعل أبرزها التكلفة المادية والبشرية العالية بالإضافة إلى أنها حرب بلا نهاية ولا طائل منها.
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية أن تكلفة الحرب منذ أكتوبر 2001 إلى سبتمبر 2019 قد قدرت تكلفتها بنحو 778 مليار دولار، فيما أنفقت وزارة الخارجية الأمريكية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية نحو 44 مليار دولار لمشاريع إعادة الإعمار، ليبلغ بذلك إجمالي التكلفة 822 مليار دولار.
أما بشريا فقد أشارت الجهات الرسمية الأمريكية إلى مصرع نحو 2448 جندياً أمريكياً بحلول أفريل الماضي، إضافة إلى مقتل 3846 من المتعاقدين الأمريكيين. فيما قدر عدد الإصابات بنحو 20660 جندياً أمريكياً في أثناء القتال.
كما قتل نحو 641 ألف شخص من قوات الجيش والشرطة الأفغانية منذ عام 2001 حسب تقرير لجامعة "براون"، فيما كشفت البعثة الأممية لمساعدة أفغانستان أنه قتل نحو 111 ألف مدني.
إضافة إلى كل ما ذكر سابقا تبدو واشنطن بصدد إعادة ترتيب الاستراتيجيات والأولويات والأعداء التي تجلس الصين على رأس قائمتهم ولذلك تتخوّف بكين من زعزعة أمن آسيا الذي يعني زعزعة أمنها القومي وخاصة الإقتصادي.
بدرالدين السياري
