مع الشروق.. فشلنا ..حتى في صناعة اللقاحات

مع الشروق.. فشلنا ..حتى في صناعة اللقاحات

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/07/07

في الوقت الذي بدأت فيه عديد الدول العربية انتاج اللقاحات المضادة لفيروس كورونا على أراضيها لتلبية حاجيات مواطنيها من اللقاح، لا توجد إلى الآن في تونس اليوم أية مؤشرات عن إمكانية تصنيع اللقاح في مصانع ومخابر الادوية التونسية. ورغم أن تونس كانت منذ ثمانينات القرن الماضي رائدة إفريقيا وعربيا في مجال صناعة الدواء وواصلت هذه الريادة إلى حدود السنوات الأخيرة وحققت اكتفاءها الذاتي من كل الأدوية تقريبا وتُصدّر نسبة هامة من المنتوج، إلا أن التونسيين لم يروا اليوم أثرا لهذه الريادة بالنسبة لتصنيع لقاح كورونا..
في تونس، فشل الجميع على امتداد العام الماضي في التعاطي مع الوضع الوبائي وهو ما حول بلادنا إلى "رائدة" في عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا. فالدولة  لم تنجح في وضع استراتيجية واضحة وخطة ناجعة لمجابهة الوباء ولم تجتهد في تحسين حال المستشفيات والمنظومة الصحية العمومية. أما مصانع ومخابر الادوية الموجودة على الأراضي التونسية، ورغم تطورها وخبرتها، إلا أنها لم تنجح طيلة العام المنقضي في نقل صناعة اللقاح الى البلاد التونسية من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي او على الأقل لتوفير نسبة هامة منها.  

في الأيام الأخيرة، أكدت مصر بدء تصنيع عشرات الملايين من جرعات لقاح كورونا بعدة مصانع على أراضيها كافية لتطعيم أكثر من 40 مليون مصري، وأعلنت المغرب توقيع ثلاث اتفاقيات مع الصين لإنتاج 5 ملايين جرعة من لقاح كورونا شهريا باستثمارات قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي.. وأعلنت الجزائر أيضا بدء إنتاج اللقاحات بمصانعها في سبتمبر المقبل. كما أعلنت البحرين الاتفاق مع روسيا على تصنيع اللقاح وكذلك السعودية في انتظار أن تلتحق بهذه الدول دول أخرى عربية وربما افريقية.. 
على امتداد العام الماضي كان الهمّ الوحيد لمصانع ومخابر الأدوية في تونس استغلال حاجة المواطن والبلاد للمستلزمات الدوائية والطبية التي يتطلبها التعهد بمرضى كورونا وعلاجهم، فرفّعت أسعار الدواء بشكل كبير لتحقيق أقصى ما يمكن من الأرباح، لكنها في المقابل لم تجتهد في نقل صناعة اللقاحات الى تونس. وتتحمل الدولة جانبا كبيرا من مسؤولية هذا الفشل في تصنيع اللقاحات من خلال عدم حث المصانع والمخابر على ذلك وتشجيعهم ولم لا فرض هذه الصناعة باعتبارها من الأمن القومي للبلاد.
اليوم، وفي ظل تواصل مؤشرات تفشي الوباء وامتداده إلى فترة أخرى، وبالنظر الى تواصل ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات، لا يوجد خيار أمام تونس غير الاقتداء ببقية الدول العربية في تصنيع اللقاحات على أراضيها وذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح. فمصانع ومخابر الدواء في تلك الدول ليست أفضل من مصانعنا ومخابرنا وكذلك الأمر بالنسبة للخبرات والكفاءات البشرية.. أما الاكتفاء بالحصول على التلاقيح من منظمة الصحة العالمية في إطار منظومة كوفاكس أو عبر الهبات والتبرعات والمساعدات الخارجية لن يُجدي نفعا في مجابهة الأزمة..
فاضل الطياشي
 

تعليقات الفيسبوك