مع الشروق..رحلة التسول... وغراب الاسلام السياسي !

مع الشروق..رحلة التسول... وغراب الاسلام السياسي !

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/06/03

عاد رئيس الحكومة هشام المشيشي من رحلته إلى الدوحة العاصمة القطرية دون توقيع أتفاق واحد في أي مجال بأستثناء بيان أنشائي فضفاض ووعد بتمليك القطريين من الأراضي الخصبة تبرأ منه أمس ونفاه وتزامنت زيارة المشيشي إلى الدوحة مع زيارة يؤديها رئيس الحكومة الفرنسية إلى تونس جان كستيكس وزيارة لرئيس الدولة قيس سعيد إلى عاصمة الأتحاد الأوروبي  بروكسال وزيارة أخرى مرتقبة سيؤديها هشام المشيشي إلى جينيف في سويسرا من أجل تسريع جلب اللقاح. 
كل هذه التحركات الديبلوماسية التي سبقتها زيارة سعيد والمشيشي إلى طرابلس تندرج ضمن التسول الرسمي في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة صحية غير مسبوقة تتحمل الحكومة جزءا كبيرا من المسؤولية فيها لأنها لم توفر الكميات اللازمة للتلقيح مما جعل بلادنا في آخر تصنيف البلدان العاجزة عن توفير التلقيح لمواطنيها وهي الدولة التي أسست لوهم "الربيع العربي" و"ثورة الياسمين" وغير ذلك من ألقاب الوهم التي طالما تم ترويجها في الوقت الذي تتواصل فيه هرسلة الوطنيين والتنكيل بهم وبعضهم  لم يصدر فيه أي حكم منذ عشر سنوات مع منعه من التصرف في ممتلكاته البسيطة رغم أنه لم يحقق أي فائدة ولا أرباح لا له ولا لعائله من الذين خدموا الدولة طيلة نصف قرن ! 
أن تونس تعاني من بؤس الطبقة السياسية   الحاكمة ومن سوء التقدير ومن تبعات الوهم الثوري الذي ساهمت في ترويجه قوى سياسية غريبة عن الدولة وطارئة على الحكم ويدفع التونسيون اليوم ثمن الجرائم التي أرتكبت بأسم "الشعب يريد" من أعتصامي القصبة وصولا إلى المجلس التأسيسي و"أحسن دستور في العالم" وحكومتي الترويكا ووهم جائزة نوبل . 
إن رحلة التسول الرسمي التونسي في بلاد قرطاج وعليسة والكاهنة وحنبعل وسانت اوغسطين وأبن خلدون والشابي ومحمد علي الحامي  والطاهر الحداد والحبيب بورقيبة  وعلي بلهوان والطاهر صفر وغيرهم ستتواصل وتستمر طالما مازالت منظومة الوهم تحكم تونس ومازال بعض الثورجيين منتشين بشعارات الثورة الوهمية. 
سيكتب التاريخ أن هذه الطبقة الفاسدة بوعي أو بحسن نية  والواهمة أضاعت بلدا عظيما كان مثالا في العالم في الأنفتاح والحداثة قبل أن يجثم عليه غراب الاسلام السياسي. 
نورالدين بالطيب 
 

تعليقات الفيسبوك