مع الشروق.. كمامات للتقارب السياسي!

مع الشروق.. كمامات للتقارب السياسي!

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/08/10

من جديد وفي إطار سمفونية «الترفيع في سن التقاعد»، عادت الكمامات لتلتصق بالوجوه بعد أن خلنا أنها أحيلت على "شرف المهنة" بمعجزة لم يتمكن خبراؤنا وعلماؤنا وأطباؤنا بعد من تفسيرها وتوضيح الأسباب العلمية في قدرتنا على تجاوز فيروس الكوفيد الحاصد للأرواح ..
«كوفيد العنيد» يعود من جديد وبقوة إلى وطني من باب المطارات والمواني والمعابر التي كنا قد أحكمنا غلقها، لكننا بعد الغلق قررنا فتحها من جديد تحت عنوان كبير «التعايش مع الفيروس»...
فتحنا الحدود على أمل «دولارات» و«أوروهات» سائح ينعش اقتصادنا ، فغاب السائح والدولارات وحضر الوباء والفيروسات ليضرب هنا وهناك في مناطق مختلفة من البلاد ويربك من جديد ما تبقى من الحكومة التي انفرط عقدها وبات تجميع مكوناتها من المهام الصعبة لهشام المشيشي الذي عليه أن يبحث عن لقاح التقارب بعد كل هذا «التباعد السياسي»...
كوفيد 19، لم يحترم قانون رفع السرعة بالتدرج ، بل ضغط على الدواسة وقال "قادمون" وسنستغل سذاجة من قال أن ضيوف ما وراء البحار سيجلبون الخيرات لتونس وسيملؤون الخزائن مالا لتفيض على المعطلين والفقراء والمساكين .. 
فتحنا الحدود وانتظرنا على الباب سائحا متلهفا على شمسنا ورمالنا ، لكنه لم يأت وفوض الأمر إلى فيروس خبيث عنيد دوّخ علماءهم فقالوا اللقاح قادم ولو بعد حين ..لم ننتظر اللقاح ، وسارعنا بفتح ما أغلقناه بالأمس وقلنا له "هيت لك" بتبريرات وتفسيرات وتحاليل ومحاضرات..
مسالك للكوفيد، كانت على حساب مرضى آخرين ربما بعضهم الآن بين يدي الرحمان.. مصانع مغلقة ، مدارس بلا مدرس وتلاميذ، و"أعطوه مائتي دينار" ثمن غلق المقاهي والمطاعم بل وحتى الصحف والمجلات والحمد لله انها لم تطل القنوات التلفزية والإذاعات !..
من خيار أول يقوم على حماية البشر، أو رأس مال هذا الوطن ، قفزنا إلى خيار ثان يقوم نظريا على حماية الاقتصاد ..من سياسة اجتماعية رغم خسائرها نجحت في حماية شيوخنا ومرضانا ، إلى ثانية وحشية ستأتي لا قدر الله على شيوخنا واقتصادنا في ذات الآن..
هكذا بدت سياساتنا تقفز كالبهلوان على طرفي حبل في التعامل مع الجائحة، وفي التناقض يسكن كوفيد العنيد الذي "سيعيش معنا ونتعايش معه "في مطابخنا وبيوت نومنا .. في طرقاتنا وشوارعنا ومخابزنا، و"البقاء للأقوى"..
سيلقوا بنا اليوم في يم "مناعة القطيع" التي أتت على أرواح من حاول تطبيقها وأصابت منهم ما أصابت دون ان تفرق بين الوزير والطبيب والعامل المسكين ..سيجبروننا على الاستماع إلى مواهبهم في الخطابة والعنتريات التي ما قتلت ذبابة... فالعقد المنفرط وبلا غاربة  يدفعنا إلى محاربة كوفيد العنيد بالطبلة والربابة...
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك