على خلفية الجدل حول تسمية المستشارين...بين الفخفاخ والنهضة تكتيك أم إكراه؟

على خلفية الجدل حول تسمية المستشارين...بين الفخفاخ والنهضة تكتيك أم إكراه؟

تاريخ النشر : 08:51 - 2020/04/29

مكتب الساحل «الشروق»:
من الترفيع في أسهم المكي إلى الاستعانة بمستشارين نهضويين إلى الإطاحة بمن يخاصم النهضة… كل شيء يوحي بأن الفخفاخ المستقل والذي يرأس حكومة رئيس يجتهد في إرضاء الحركة فما السبب؟
غضب عارم يعتري جانبا من الشارع التونسي جراء استعانة رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ بمستشارين نهضويين، للغضب سبب سياسي حزبي بما أن الغاضبين لا ينتمون إلى حركة النهضة ولكنه لا يخفي سببا آخر يبدو أكثر وجاهة وهو تكديس المستشارين وإثقال كاهل الميزانية بأجور وامتيازات إضافية توازيا مع اقتطاع يوم عمل من الأجراء المنهكين ماديا.
الفخفاخ يفسد ما يسعى إليه وزيره محمد عبو في حربه على امتيازات الموظفين، ولا يحرك ساكنا تجاه وزيره النهضوي عبد اللطيف المكي الذي يفتك منه الأضواء في الحرب على فيروس كورونا إلى درجة حولت المرؤوس إلى جنرال والرئيس إلى مجرد جندي.
مع هذا كله انطلقت الإعفاءات والاقالات التي شملت خصوم النهضة في انتظار أن ينتهي الفخفاخ من توضيب قطع الشطرنج لإرضاء الحركة كما وكيفا فما مرد هذا الارضاء؟.


أسباب ثلاثة
النهضة هي الفائزة بآخر انتخابات تشريعية ومن حقها أن تنال النصيب الأوفر من التعيينات والتسميات ولكن هذا الحق الدستوري لم يعد قائما منذ مرورنا من المبدأ الدستوري (حكومة الحزب الفائز) إلى الاستثناء (حكومة الرئيس).
في هذا المرور تمت الاستعاضة عن الحق الدستوري بالحسابات السياسية أملا في منح الثقة للحكومة فتم استدراج الأحزاب المؤثرة وإرضاؤها للفوز بأصواتها وهذا ما تم أثناء تشكيل الحكومة قبل عرضها على التصويت، فلم يعود الفخفاخ إلى استمالة النهضة بعد أن استمالها سلفا وأرضاها؟.
يمكننا أن نستحضر ثلاثة أسباب يتعلق أولها بالماضي وثانيها بالحاضر وثالثها بالمستقبل.
أما الأول فيفترض إقامة اتفاق مسبق بين الفخفاخ وحركة النهضة يقوم على وقوفها في صفه أثناء تشكيل الحكومة لقاء إرضائها بجزء من التعيينات وتأجيل الجزء الأخر تحسبا لردة فعل بقية المشاركين في الحكومة.


إقامة التوازن
ويكمن السبب الثاني في الحرص على إقامة التوازن بين الائتلاف الحكومي حتى لا يحس طرف خاصة إذا كان في قوة النهضة من الظيم تجاه طرف آخر… علينا أن نستحضر في هذا المجال على سبيل المثال تلك الصلاحيات التي فوضها الفخفاخ قبل أيام لوزيره عبو وما أشيع حولها من غضب نهضوي.
وأما السبب الآجل فيبدو الأقرب إلى المنطق. صحيح أن حكومة الفخفاخ فازت بثقة البرلمان في أول امتحان، ولكن هذه الثقة ليست أبدية بل بالإمكان سحبها في أي لحظة.
هذا معلوم لدى جميع المهتمين بالشأن السياسي، أما ما يعلمه الفخفاخ أكثر فهو أن النهضة تحافظ على تماسكها وعلى تحالفها الاستراتيجي مع ائتلاف الكرامة المقرب منها، وتواصل سعيها إلى تقوية نفسها بتلميع صورتها وصور قادتها وتشويه خصومها فضلا عن استثمار الخصومات التي تندلع في ما بينهم.


تفوق للنهضة
الحركة هي المتحكم الرئيس بل الوحيد في المشهد السياسي بصفة عامة وفي مصير الحكومة بصفة خاصة ولهذا التحكم ما يبرره فرئيس الحكومة لا يملك حزبا سياسيا من شأنه أن يدافع عنه وهو ما ينسحب على رئيس الجمهورية قيس سعيد بما يعني أن الكفة تميل بوضوح لرئاسة البرلمان حيث الأغلبية النهضوية ضد رئاستي الجمهورية والحكومة.
وداخل البرلمان من الظاهر أن الكتلة الديمقراطية المدعمة للحكومة والتي أقضت مضجع النهضة في السابق وحرمت الجملي من تشكيل حكومته قد بدأت في التراجع تأثرا بتجربة الحكم (علينا ألا نسهى عن تراجع أسهم عبو والحامدي).
ومع هذا لا تبدو معارضو النهضة التقليديون في أفضل حالاتهم بل إن بعضهم يستنزفون قواهم في خصوماتهم (مثال الخصومة الحالية بين حزبي قلب تونس والدستوري الحر).
الفخفاخ ليس نهضويا ولا انهزاميا ولا خائنا لخصوم النهضة الذين ساندوه بل إنه ببساطة شديدة قارئ جيد للمشهد السياسي.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

عقدت لجنة العلاقات الخارجية والتعاون الدولي وشؤون التونسيين بالخارج والهجرة اليوم الاثنين 20 ماي
20:55 - 2024/05/20
ترأّس رئيس الجمهورية قيس سعيّد، ظهر اليوم الاثنين 20 ماي 2024 بقصر قرطاج، جلسة عمل خُصّصت للنظر ف
20:29 - 2024/05/20
وجّه رئيس مجلس نواب الشعب، إبراهيم بودربالة، اليوم الاثنين، رسالة تعزية الى رئيس مجلس الشورى بالج
16:11 - 2024/05/20
قدمت تونس تعازيها الى القيادة والشعب الايراني الشقيق اثر وفاة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية
14:02 - 2024/05/20
تواصل مختلف الصحف العربية والدولية تسليط الضوء على مجريات العدوان الصهيوني على قطاع غزة .
07:00 - 2024/05/20
وهو يؤمّن خطّة مستشار بالسفارة التونسية بفرنسا من سنة 1970 إلى سنة 1973 كان السيد الحبيب بن يحيى
07:00 - 2024/05/20
شهد شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة أمس الأحد، تنظيم مسيرة مساندة لرئيس الجمهورية قيس سعيّد شارك فيه
07:00 - 2024/05/20
تنطلق اليوم الاثنين 20 ماي الجاري عملية تحيين السجل الانتخابي وفق تأكيد الهيئة العليا المستقلة لل
07:00 - 2024/05/20