انتشرت في أوروبا وأمريكا وتباطأت في تونس...هل حمت الشمس و«BCG» التونسيين من الكورونا؟
تاريخ النشر : 10:38 - 2020/04/25
لم تبح كورونا بعد بأغلب أسرارها ومازالت محل بحث وتقص واستغراب فهي تثير عديد الأسئلة خاصة فيما يتعلق بسرعة انتشارها التي تختلف من بلد الى اخر ومن قارة إلى أخرى.
ولعل السؤال المحير يتعلق اساسا ببطء انتشار هذا الفيروس في شمال افريقيا بما في ذلك تونس مقارنة بما سجلته عديد الدول الاخرى سواء في اوروبا منها فرنسا وايطاليا اوفي امريكا التي انتشر فيها الوباء بوتيرة سريعة مخلفا عددا كبيرا من الضحايا مازال في ارتفاع واسيا وما عرفته الصين من ارتفاع عدد الوفيات مقابل صفر وفاة لدى جارتها الفيتنام . فإلى ما يعود هذا التفاوت الكبير في انتشار هذا الوباء وما هي العوامل التي حدت من اثاره وانتشاره في بلدان أخرى وهل أن هذه العوامل تعود الى مناعة السكان ونظام غذائهم وحياتهم ام ان هناك عوامل اخرى منها الطقس والشمس والانضابط؟
وللإجابة عن هذا السؤال علميا اتصلت «الشروق» بالدكتورة حنان تيريوي بن عيسى عضو لجنة مجابهة فيروس كورونا ورئيسة قسم الأمراض الجرثومية والدكتور سمير عبد المؤمن رئيس قسم الطب الاستعجالي بتونس وعضو في خلية مجابهة فيروس كورونا بوزارة الصحة.
حيرة
لقد عبر عديد المختصين في الايام الاخيرة من بينهم الدكتورة ريم عبد الملك المختصة في علم الجراثيم عن تعجبهم من قلة عدد المرضى في تونس بما في ذلك اصحاب الامراض المزمنة والمسنين. و اعتبرت ان من الاسباب التي يمكن ان تفسر ضعف فاعلية الوباء في تونس هو لقاح الـbcg و الجراثيم المعوية ومناعة التونسي.
وحول هذه المسالة ذكرت الدكتورة حنان تيريوي بن عيسى عضو لجنة مجابهة فيروس كورونا ورئيسة قسم الامراض الجرثومية ل»الشروق» ان الاجراءات التي اتخذتها تونس من جانفي أي قبل ظهور الوباء الى اليوم اتت اكلها منها أجهزة قيس الحرارة بالمطارات بالإضافة إلى إقرار العزل الصحي للعائدين من الخارج وإعداد مراكز خاصة لذلك ثم اقرار الحجر الصحي العام وحظر التجول واعتبرت أنه علميا يقلص العزل الصحي عدد الإصابات بفيروس كورونا وذكرت الدكتورة إن الوسيلة الوحيدة لمنع انتشار الفيروس هو عدم تنقل المصاب فالفيروس لا ينتقل لوحده مشيرة إلى أن اتخاذ قرار الحجر التام بالبلاد واتباع الدولة لتوصيات الصحية رغم التضحيات الكبيرة الاقتصادية والاجتماعية جعلت بلادنا تنجو الى حد الان من بطش هذا الوباء ولكنها حذرت من ان الاستهتار بالحجر وتوصيات الوقاية قد يجعلنا نخسر ما كسبناه في الفترة الاخيرة. واعتبرت المتحدثة أن الإجراءات المعلن عنها والتدابير الصحية التي تم اتخاذها أتت أُكلها.
فرضيات عديدة
واتفق معها الدكتور سمير عبد المولى رئيس قسم الطب الاستعجالي في كل هذه النقاط مضيفا ان هناك فرضيات اخرى منها الكثافة السكانية ففي الفيتنام لا يمكن مقارنة عدد سكانها بالصين لذلك فان الأضرار فيها كانت اقل كما ان هذه الدول لها شعوب منضبطة اعتمدت وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي منذ بداية ظهور المرض وحول هذه المسالة اضافت الدكتورة بن عيسى ان كورونا من عائلة السارس sars-cov التي ضربت الفيتنام في 2003 وبالتالي فهي شعوب تدربت على التعامل مع هذه الاوبئة ولها جاهزية اكثر من دول اخرى. من جهته اعتبر الدكتور عبد المؤمن ان هناك عدة فرضيات سوف يدعمها العلم وقد يدحضها في الفترة القادمة حول اسباب ضعف فاعلية هذا الوباء مع بعض الشعوب منها تونس ومن هذه الفرضيات تلقيح البي سي جي الذي يبدو انه مكن التونسيين من نوع من الحصانة كما قد يكون لنمط العيش دور في ذلك اذ في تونس كانت نسب انتشار المرض مركزة في العاصمة والمدن الكبرى اما الارياف على غرار الكاف وسليانة وباجة فان هذه المناطق لم تتضرر من الكوفيد 19 واضاف ان الجانب الاجتماعي في تونس كان مهما اذ ان كبار السن في تونس يعيشون وسط عائلاتهم وهم غير مضطرين للتنقل لجلب حاجياتهم اما في اوروبا مثلا فجلهم يعيش في دور المسنين او لوحدهم مما سبب ارتفاع عدد الوفايات في صفوفهم كما ان الدول التي تعرف نسب تلوث هواء عالية كانت اكثر تضررا من غيرها ولعل للشمس والطقس دور في هذا التفاوت ايضا من جهتها اعتبرت الدكتورة بن عيسى انه قد يكون هناك تغير في تركيبة الفيروس لكن تبقى كل هذه الفرضيات ممكنة وقد لا تكون ذات فاعلية كبيرة لكن الاكيد ان الحجر الصحي والتباعد بين السكان جعل بلادنا تنجح في تفادي 25الف اصابة بكورونا والف حالة وفاة كان من المحتمل ان تقع خلال الفترة من 25مارس الى 12افريل 2020 لذلك وجب ان يحول التونسي اجراءات الوقاية من كورونا الى نمط عيش خلال فترة الحجر الموجه لان هذا الفيروس سيعيش بيننا للاسف لعدة اشهر قادمة الى ان تتوصل البحوث الى ايجاد لقاح ودواء له.

لم تبح كورونا بعد بأغلب أسرارها ومازالت محل بحث وتقص واستغراب فهي تثير عديد الأسئلة خاصة فيما يتعلق بسرعة انتشارها التي تختلف من بلد الى اخر ومن قارة إلى أخرى.
ولعل السؤال المحير يتعلق اساسا ببطء انتشار هذا الفيروس في شمال افريقيا بما في ذلك تونس مقارنة بما سجلته عديد الدول الاخرى سواء في اوروبا منها فرنسا وايطاليا اوفي امريكا التي انتشر فيها الوباء بوتيرة سريعة مخلفا عددا كبيرا من الضحايا مازال في ارتفاع واسيا وما عرفته الصين من ارتفاع عدد الوفيات مقابل صفر وفاة لدى جارتها الفيتنام . فإلى ما يعود هذا التفاوت الكبير في انتشار هذا الوباء وما هي العوامل التي حدت من اثاره وانتشاره في بلدان أخرى وهل أن هذه العوامل تعود الى مناعة السكان ونظام غذائهم وحياتهم ام ان هناك عوامل اخرى منها الطقس والشمس والانضابط؟
وللإجابة عن هذا السؤال علميا اتصلت «الشروق» بالدكتورة حنان تيريوي بن عيسى عضو لجنة مجابهة فيروس كورونا ورئيسة قسم الأمراض الجرثومية والدكتور سمير عبد المؤمن رئيس قسم الطب الاستعجالي بتونس وعضو في خلية مجابهة فيروس كورونا بوزارة الصحة.
حيرة
لقد عبر عديد المختصين في الايام الاخيرة من بينهم الدكتورة ريم عبد الملك المختصة في علم الجراثيم عن تعجبهم من قلة عدد المرضى في تونس بما في ذلك اصحاب الامراض المزمنة والمسنين. و اعتبرت ان من الاسباب التي يمكن ان تفسر ضعف فاعلية الوباء في تونس هو لقاح الـbcg و الجراثيم المعوية ومناعة التونسي.
وحول هذه المسالة ذكرت الدكتورة حنان تيريوي بن عيسى عضو لجنة مجابهة فيروس كورونا ورئيسة قسم الامراض الجرثومية ل»الشروق» ان الاجراءات التي اتخذتها تونس من جانفي أي قبل ظهور الوباء الى اليوم اتت اكلها منها أجهزة قيس الحرارة بالمطارات بالإضافة إلى إقرار العزل الصحي للعائدين من الخارج وإعداد مراكز خاصة لذلك ثم اقرار الحجر الصحي العام وحظر التجول واعتبرت أنه علميا يقلص العزل الصحي عدد الإصابات بفيروس كورونا وذكرت الدكتورة إن الوسيلة الوحيدة لمنع انتشار الفيروس هو عدم تنقل المصاب فالفيروس لا ينتقل لوحده مشيرة إلى أن اتخاذ قرار الحجر التام بالبلاد واتباع الدولة لتوصيات الصحية رغم التضحيات الكبيرة الاقتصادية والاجتماعية جعلت بلادنا تنجو الى حد الان من بطش هذا الوباء ولكنها حذرت من ان الاستهتار بالحجر وتوصيات الوقاية قد يجعلنا نخسر ما كسبناه في الفترة الاخيرة. واعتبرت المتحدثة أن الإجراءات المعلن عنها والتدابير الصحية التي تم اتخاذها أتت أُكلها.
فرضيات عديدة
واتفق معها الدكتور سمير عبد المولى رئيس قسم الطب الاستعجالي في كل هذه النقاط مضيفا ان هناك فرضيات اخرى منها الكثافة السكانية ففي الفيتنام لا يمكن مقارنة عدد سكانها بالصين لذلك فان الأضرار فيها كانت اقل كما ان هذه الدول لها شعوب منضبطة اعتمدت وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي منذ بداية ظهور المرض وحول هذه المسالة اضافت الدكتورة بن عيسى ان كورونا من عائلة السارس sars-cov التي ضربت الفيتنام في 2003 وبالتالي فهي شعوب تدربت على التعامل مع هذه الاوبئة ولها جاهزية اكثر من دول اخرى. من جهته اعتبر الدكتور عبد المؤمن ان هناك عدة فرضيات سوف يدعمها العلم وقد يدحضها في الفترة القادمة حول اسباب ضعف فاعلية هذا الوباء مع بعض الشعوب منها تونس ومن هذه الفرضيات تلقيح البي سي جي الذي يبدو انه مكن التونسيين من نوع من الحصانة كما قد يكون لنمط العيش دور في ذلك اذ في تونس كانت نسب انتشار المرض مركزة في العاصمة والمدن الكبرى اما الارياف على غرار الكاف وسليانة وباجة فان هذه المناطق لم تتضرر من الكوفيد 19 واضاف ان الجانب الاجتماعي في تونس كان مهما اذ ان كبار السن في تونس يعيشون وسط عائلاتهم وهم غير مضطرين للتنقل لجلب حاجياتهم اما في اوروبا مثلا فجلهم يعيش في دور المسنين او لوحدهم مما سبب ارتفاع عدد الوفايات في صفوفهم كما ان الدول التي تعرف نسب تلوث هواء عالية كانت اكثر تضررا من غيرها ولعل للشمس والطقس دور في هذا التفاوت ايضا من جهتها اعتبرت الدكتورة بن عيسى انه قد يكون هناك تغير في تركيبة الفيروس لكن تبقى كل هذه الفرضيات ممكنة وقد لا تكون ذات فاعلية كبيرة لكن الاكيد ان الحجر الصحي والتباعد بين السكان جعل بلادنا تنجح في تفادي 25الف اصابة بكورونا والف حالة وفاة كان من المحتمل ان تقع خلال الفترة من 25مارس الى 12افريل 2020 لذلك وجب ان يحول التونسي اجراءات الوقاية من كورونا الى نمط عيش خلال فترة الحجر الموجه لان هذا الفيروس سيعيش بيننا للاسف لعدة اشهر قادمة الى ان تتوصل البحوث الى ايجاد لقاح ودواء له.