مع الشروق : وقف الحرب مجرّد جولة في الصراع مع الاحتلال
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/10/11
بعد شهور طويلة من القتل والتدمير في غزة، وبعد عامين من حربٍ أرهقت البشر والحجر، يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ليعلن أن آلة العدوان الصهيوني قد عجزت أمام صمود الفلسطينيين، وأن الدم الذي سال لم يكن هباء، بل شهادة نصرٍ للإنسانية على التحالف الأمريكي الغربي الذي أراد سحق غزة وتهجير سكانها وإسكات صوتها المقاوم.
فحين يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو «لا يمكنك أن تحارب العالم» فهو في الحقيقة يعترف، من حيث لا يدري، بأن العالم ضاق ذرعا بإسرائيل وعدوانها، وأن الكفة لم تعد تميل إلى المعتدي مهما كان جبروته.
ذلك التصريح يتجاوز في حقيقة الأمر التوبيخٍ الدبلوماسي ويصل لدرجة الاقرار بأن الكيان الصهيوني فشل في كسر إرادة المقاومة والشعوب الحرة ، رغم الدعم الأمريكي والغربي المفتوح، وأن التوازنات الجديدة في المنطقة لم تعد تسمح باستمرار حربٍ عبثية تذبح الأطفال وتحوّل المدن إلى ركام.
فوقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ وسط مخاوف شرعية من خرقه من قبل الصهاينة ، لم يكن منّة من أحد، بل ثمرة صمود بطولي صنعه الفلسطينيون بدمهم وثباتهم تحت النار، حين أُجبر الاحتلال على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد أن عجز عن تحقيق أي من أهدافه.
لكنّ الحذر واجب، فوقف النار لا يعني نهاية الحرب، بل نهاية جولةٍ من جولات الصراع الطويل مع كيان لا يعرف سوى لغة القوة والمراوغة. فنتنياهو، الذي خسر صورته أمام الداخل والخارج، قد يحاول مجددا خلط الأوراق، إلا أن المشهد الإقليمي والدولي تغيّر، والمقاومة باتت رقما صعبا في معادلة المنطقة لا يمكن تجاوزه.
فما جرى في غزة ليس انتصارا عسكريا بالمفهوم البسيط للمعنى بل هو انتصار للكرامة الإنسانية التي قاومت الإبادة بكل الطرق الممكنة سواء بالاحتجاجات الشعبية او قوافل الصمود او مقاطعة الاحتلال ، فالعالم اكتشف أن القضية الفلسطينية ليست حربا على الحدود والنفوذ بل هي معركة وجودٍ بين من يدافع عن حقه في الارض والحياة ومن يريد محو هذا الحق.
لذلك فإن المعركة الحقيقية تبدأ الآن وهي معركة تثبيت الحق الفلسطيني وبناء الدولة المستقلة ذات السيادة الكاملة، لأن كل اتفاق لا يقود إلى هذا الهدف هو هدنة مؤقتة فحسب.
إن غزة التي صمدت عامين تحت القصف، قادرة اليوم على فرض معادلتها وهي انه لا أمن ولا سلام دون حرية فلسطين خاصة بعد ان انهزم الاحتلال أخلاقيا وسياسيا، وربح الفلسطينيون معركة الوعي العالمي.
وما على الأمة اليوم سوى أن تتمسّك بهذا الزخم وتحوله إلى مشروع دائم لتحرير الأرض وتحقيق حلم بناء الدولة الفلسطينية واسترجاع حقوق شعبها المنهوبة منذ ان تم زرع هذا الكيان في المنطقة .
ناجح بن جدو
بعد شهور طويلة من القتل والتدمير في غزة، وبعد عامين من حربٍ أرهقت البشر والحجر، يدخل اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ ليعلن أن آلة العدوان الصهيوني قد عجزت أمام صمود الفلسطينيين، وأن الدم الذي سال لم يكن هباء، بل شهادة نصرٍ للإنسانية على التحالف الأمريكي الغربي الذي أراد سحق غزة وتهجير سكانها وإسكات صوتها المقاوم.
فحين يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو «لا يمكنك أن تحارب العالم» فهو في الحقيقة يعترف، من حيث لا يدري، بأن العالم ضاق ذرعا بإسرائيل وعدوانها، وأن الكفة لم تعد تميل إلى المعتدي مهما كان جبروته.
ذلك التصريح يتجاوز في حقيقة الأمر التوبيخٍ الدبلوماسي ويصل لدرجة الاقرار بأن الكيان الصهيوني فشل في كسر إرادة المقاومة والشعوب الحرة ، رغم الدعم الأمريكي والغربي المفتوح، وأن التوازنات الجديدة في المنطقة لم تعد تسمح باستمرار حربٍ عبثية تذبح الأطفال وتحوّل المدن إلى ركام.
فوقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ وسط مخاوف شرعية من خرقه من قبل الصهاينة ، لم يكن منّة من أحد، بل ثمرة صمود بطولي صنعه الفلسطينيون بدمهم وثباتهم تحت النار، حين أُجبر الاحتلال على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد أن عجز عن تحقيق أي من أهدافه.
لكنّ الحذر واجب، فوقف النار لا يعني نهاية الحرب، بل نهاية جولةٍ من جولات الصراع الطويل مع كيان لا يعرف سوى لغة القوة والمراوغة. فنتنياهو، الذي خسر صورته أمام الداخل والخارج، قد يحاول مجددا خلط الأوراق، إلا أن المشهد الإقليمي والدولي تغيّر، والمقاومة باتت رقما صعبا في معادلة المنطقة لا يمكن تجاوزه.
فما جرى في غزة ليس انتصارا عسكريا بالمفهوم البسيط للمعنى بل هو انتصار للكرامة الإنسانية التي قاومت الإبادة بكل الطرق الممكنة سواء بالاحتجاجات الشعبية او قوافل الصمود او مقاطعة الاحتلال ، فالعالم اكتشف أن القضية الفلسطينية ليست حربا على الحدود والنفوذ بل هي معركة وجودٍ بين من يدافع عن حقه في الارض والحياة ومن يريد محو هذا الحق.
لذلك فإن المعركة الحقيقية تبدأ الآن وهي معركة تثبيت الحق الفلسطيني وبناء الدولة المستقلة ذات السيادة الكاملة، لأن كل اتفاق لا يقود إلى هذا الهدف هو هدنة مؤقتة فحسب.
إن غزة التي صمدت عامين تحت القصف، قادرة اليوم على فرض معادلتها وهي انه لا أمن ولا سلام دون حرية فلسطين خاصة بعد ان انهزم الاحتلال أخلاقيا وسياسيا، وربح الفلسطينيون معركة الوعي العالمي.
وما على الأمة اليوم سوى أن تتمسّك بهذا الزخم وتحوله إلى مشروع دائم لتحرير الأرض وتحقيق حلم بناء الدولة الفلسطينية واسترجاع حقوق شعبها المنهوبة منذ ان تم زرع هذا الكيان في المنطقة .
ناجح بن جدو
