مع الشروق ..نداء بلينكن... صرخات في واد !!

مع الشروق ..نداء بلينكن... صرخات في واد !!

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/06/12

بين فترة وأخرى يجوب وزير خارجية أمريكا دول الشرق الأوسط. وفي كل زيارة يجد من الصفاقة ما يجعله يعلن انحيازه للكيان جهارا نهارا.. وما يجعله يجدّد تأكيد انحياز الادارة الأمريكية للجلاد على حساب الضحية..
فتارة هو يزور الكيان كمواطن يهودي، يسري عليه ما يسري على يهود الكيان.. وتارة هو يرعد ويزبد في وجه كل من تحدثه نفسه من دول الجوار بالتدخل ومحاولة نجدة المظلومين في غزة.. وتارة أخرى نجده يبرّر للصهاينة ويدافع عن وجهات نظرهم بل ويستميت في تبرير نكوصهم عن تنفيذ اتفاقيات صاغها الطرف الأمريكي بمباركة وموافقة الصهاينة.. وعندما تقبلها ـ حماس ـ وينقلب عليها نتنياهو لا يجد صاحبنا بلينكن وباقي جوق المسؤولين الأمريكيين من الوقاحة وقلة الحياء ما يجعلهم يتغاضون عن بهلوانيات حليفهم الصهيوني ويحمّلون المقاومة الفلسطينية مسؤولية عدم التوصل لاتفاق هدنة يفضي إلى وقف العدوان الصهيوني.
آخر ما ظهر، كان في زيارته الأخيرة للمنطقة حاملا معه مبادرة بايدن وقرار مجلس الأمن القاضي بوقف اطلاق النار.. فقد ألقى خطبة عصماء دعا فيها من هبّ ودبّ في المنطقة للضغط على حماس كي تقبل اتفاق التهدئة.. وفي هذا ايحاء خبيث بأن المقاومة الفلسطينية هي من يرفض التهدئة وبأنها الطرف المتسبّب في استمرار العدوان.. مع ان كل العالم يدرك وفي طليعته الادارة الأمريكية أن تعنّت نتنياهو واصراره العبثي على ما أسماه تحقيق أهداف الحرب من تسريح للأسرى وتدمير لحركة حماس وكذلك هروبه إلى الأمام تفاديا للملاحقات القضائية وللمساءلات السياسية التي سوف تتهاطل عليه وتحيله إلى مزبلة التاريخ بكل تأكيد هو ما يعطّل التوصل إلى صفقة تبادل وتهدئة.. وإن هذا التعنّت هو الذي ينسف كل اتفاق تتم بلورته وهو الذي يطفئ كل شمعة تهدئة وسلام تشعل في المنطقة.. وليلتفت السيد بلينكن ان كانت ذاكرته لا تسعفه إلى الاتفاق الأخير الذي روجت الادارة الأمريكية أنها بلورته بمشاركة الكيان وقدّمته بمباركة رئيس الحكومة الصهيونية، ومجلس حربه.. وعندما وافقت عليه حماس، أسقط في يديه، وهو الذي كان يراهن على رفض حماس فرفض الاتفاق جملة وتفصيلا.. فمن يكون المسؤول في هذه الحالة عن استمرار شلال الدم الفلسطيني وعن تواصل حرب الابادة الجماعية التي يشنها الجيش الصهيوني بدعم أمريكي غربي واضح؟ ومن يجب تحميله مسؤولية تواصل الحرب؟ ومن يجب مناشدة العالم للضغط عليه حتى يتخلى عن الخيار العسكري الدموي وينخرط في مسار تهدئة يفضي إلى وقف اطلاق النار ويسمح بتبادل الرهائن ويتدرج نحو انسحاب كامل للترسانة الحربية الصهيونية وإلى وقف دائم لإطلاق النار؟؟
انها أسئلة يفترض أن تهز ضمير السيد بلينكن لو كان عنده ضمير ولو كان رجل سلام كما يريد أن يوحي في حركات مكشوفة ومبتذلة لتوريط حركة حماس وشق المقاومة وتبرئة كيان غارق في الدم وفي الجريمة من قدميه إلى رأسه..
لقد كان بالامكان  الانصات ولو جزئيا إلى مناشدات بلينكن لو كان التزم حدا أدنى من المصداقية.. ولو كان يتحلّى بحد أدنى من الانصاف.. ولو كان حاول التخلص من ولائه المطلق للكيان كمواطن يهودي كما قال وحاول أن يساعد بجدية على ايجاد عادل يجنب نساء وأطفال وشيوخ غزّة تلك المآسي التي تتابعها إدارته ولا يرف لها جفن ـ بل وتجد من الوقاحة ما يجعلها تبررها كما حدث في مجزرة النصيرات التي لم تكتف الادارة الأمريكية بالاشتراك فيها مباشرة.. بل باركتها وبرّرتها.. فكيف يريد السيد بلينكن من قيادة المقاومة أن ترتاح لأمريكا وللمبادرات الأمريكية، وتهرول إلى قبولها والاستسلام لها.. مع علمها أن أمريكا طرف أساسي في الحرب وشريك فعلي في الجريمة؟
أن من حق المقاومة أن تدقّق وتمحّص وتتوقف عند كل نقطة وفاصلة وأن تجد جوابا على كل تساؤلاتها واستجابة لكل طلباتها طالما أنها الطرف المنتصر على الميدان وطالما ان مصداقية أمريكا تداني الصفر أو هي أدنى منه بكثير.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك