مع الشروق.. ليبيا...صراع لا ينتهي

مع الشروق.. ليبيا...صراع لا ينتهي

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/07/12

بات في حكم المؤكد في ليبيا أن النخب السياسية  في واد والشعب الليبي في واد آخر، وأن هناك هوة كبيرة يصعب ردمها في ظل الصراعات الاقليمية والدولية على البلاد وتشبّث الاطراف الداخلية بالحكم مهما كلّف الثمن.
ما تعيشه ليبيا اليوم سياسيا هو "صراع العروش"،بين أطراف متعددة لا يوجد أدنى اتفاق بينها لإخراج البلاد من المأزق السياسي وذلك في الوقت الذي فشل فيه كل هؤلاء في تقديم حتى الخدمات البسيطة للمواطن الليبي.
فلا حكومة عبدالحميد الدبيبة المتمركزة في الغرب الليبي نجحت في مهامها وحلحلت الأزمات الاقتصادية والخدماتية التي تغرق فيها البلاد ولنا في مشكل الكهرباء أبرز مثال.
ولا  البرلمان المتمركز في الشرق الليبي نجح في حلحلة الأزمة السياسية، بل دخل في حسابات سياسية ومصالح شخصية ضيّقة مما زاد في تعقيد الأمور أكثر خاصة بعد تصعيده لحكومة جديدة موازية لحكومة الدبيبة.
المجلس الأعلى للدولة بقيادة خالد المشري هو الآخر كان ضمن لعبة السياسة والمصالح ولم يقم بدوره كمجلس جامع له خط واضح وهو مصلحة الدولة الليبية وشعبها ولا شيء يعلو فوق ذلك.
بدوره يتربّص رئيس الحكومة المزكّاة من برلمان الشرق فتحي باشاغ أيضا بالحكم ويتلهّف لاستلام السلطة من طرابلس تحديدا حيث كان قد حاول القيام بذلك سابقا لكن العملية فشلت وكادت أن تؤدي إلى مجزرة بين الميليشيات المسلحة.
على جانب آخر، تغرق البلاد منذ سنوات عديدة في حرب المليشيات المسلحة التي لا حسيب ولا رقيب لها وتلعب دورا مركزيا في صعود السياسيين إلى سدة الحكم.
وسط كل ذلك، يبدو المجلس الرئاسي هو الهيئة التي يمكن أن يأتي منها الحل الذي طالب به المتظاهرون مؤخرا وهو حل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وإصدار مراسيم خاصة بإجراء الانتخابات البرلمانية.
كما طالب بها أيضا المجلس الأعلى لحكماء وأعيان ليبيا، الذي أكد في بيان له اول امس أن التوجه الفوري إلى إجراء انتخابات برلمانية، "تعد الخيار الوحيد للخروج من الأزمة السياسية"، مشددا على أن "المصالحة الوطنية خيار لا بديل عنه لوحدة الصف ورأب الصدع ولمّ الشمل وجبر الضرر".
هذه المطالب وإن أعلن المجلس الرئاسي تبنّيها مستقبلا فإنها ستصطدم بقدرة المجلس نفسه على تطبيق ذلك على أرض الواقع، ثم هل يسمح له القانون بهذه الصلاحيات أم لا؟
الشيء الذي يجمع عليه المتابعون للشأن الليبي هو أن اجراء الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية يبقى المخرج الوحيد لهذا الانسداد السياسي الذي يأخذ البلاد كل يوم أكثر إلى الهاوية.
بدر الدين السياري

تعليقات الفيسبوك