مع الشروق ..عن الخداع الأمريكي والإرهاب الصهيوني

مع الشروق ..عن الخداع الأمريكي والإرهاب الصهيوني

تاريخ النشر : 08:59 - 2024/02/20

بينما يرتكب الكيان الصهيوني  جميع أنواع الارهاب ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزة، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية  لعب دور الخداع بصفة غير مسبوقة من الصلف والوقاحة.
وقد كشف هجوم السابع من أكتوبر الماضي والأحداث المتواصلة التي تلته، كمية نفاق وخداع وتمييز أمريكي غير مسبوقة تجاه الفلسطينيين، الذين يعتبرهم الصهاينة بدورهم "حيوانات بشرية".
فواشنطن أثارت الدنيا وحرّكت أساطيلها وصدّقت كل الأكاذيب التي روّجها الصهاينة في هجوم 7 أكتوبر وفتحت مخازن الأسلحة على مصراعيها للكيان المحتل، من أجل إبادة النساء والشيوخ والأطفال.
وقد حرص أغلب المسؤولين في الإدارة الأمريكية على وصف أنفسهم باليهود والصهاينة من الرئيس جو بادين الى وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وأطلقوا يد الاحتلال لارتكاب أبشع مجازر الإبادة والتطهير تحت مسمى "الدفاع عن النفس".
لكن عندما يتعلّق الأمر بالفلسطينيين الذي وصل عدد شهدائهم قرابة  الثلاثين ألفا، يكون الجواب الأمريكي والغربي عموما هو الإحساس بالوجع والألم وكأن الأمر يدور حول مجرّد مشهد مأساوي صغير والحال أنّه حرب إبادة وتطهير وتجويع وتهجير غير مسبوقة.
وآخر فصول هذا الخداع والنفاق الأمريكي هي مسألة وقف الحرب، فمن ناحية هدّدت واشنطن بإحباط مشروع قرار جديد طرحته الجزائر على مجلس الأمن الدولي ويطالب "بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية" في قطاع غزة.
ومن ناحية أخرى سارعت الى اقتراح مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعم "وقفا مؤقتا لإطلاق النار في قطاع غزة في أقرب وقت ممكن"، ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل، تركت واشنطن مسألة مواصلة الحرب مفتوحة (وقف مؤقت) ومسألة الهدنة الانسانية أيضا مفتوحة (في أقرب وقت).
طبعا الهدف الأمريكي ليس حماية أرواح الفلسطينيين، وإنما منح وقت أكبر للصهاينة من أجل إبادة رفح "بطريقة نظيفة"، أي دون إحداث مجازر جماعية إلا عندما تقتضي الضرورة وتهجيرهم قسرا تحت العدوان البري والجوي والبحري.
وفي الحقيقة شجّع هذا الدعم الأمريكي المطلق واللامحدود للصهاينة، على ارتكاب كل ما يحلو لهم من جميع صنوف الارهاب ضدّ الفلسطينيين والتعالي على كل القوانين الدولية والدوس حتى على المبادئ والقيم الغربية نفسها.
لقد أبرزت لنا هذه الحرب الشنيعة بما لا يدع مجالا للشك، أن الراعي الرسمي للإرهاب  وإبادة الشعوب وتفكيك الدول هي الولايات المتحدة الامريكية، وما الكيان الصهيوني سوى معول بيدها في الشرق الأوسط.
ولعلّ تصريح الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن ذات يوم، بأنه "لو لم تكن هناك إسرائيل لأوجدناها"، يأخذنا إلى الفكرة والهدف الحقيقي لواشنطن وهو الحرص على عدم وحدة هذه الأمة بأي صفة كانت، بل أن تظلّ دائما مفتّتة مقسّمة مشتّتة.
لذلك تتدخّل واشنطن في كل صغيرة وكبيرة وتضع يدها على الأمور في تنصيب من تشاء وإسقاط من تشاء، وهي التي تعرف جيّدا أن أيّ وحدة عربية سياسية واقتصادية وخاصة عسكرية حقيقية ستعني زوال الاحتلال وكنسها هي نفسها من المنطقة.
بدرالدّين السّيّاري 
 

تعليقات الفيسبوك