مع الشروق .. خريف أوكرانيا الحاسم
تاريخ النشر : 07:00 - 2023/08/15
بين هجوم كييف المضاد المدعوم غربيا بقوة والذي فشل فشلا ذريعا الى حدّ الآن، وصمود موسكو الاسطوري لا بل والتحضير لهجوم حاسم الشهر المقبل، يبدو أن مصير الحرب في أوكرانيا سيحسم هذا الخريف.
«لا يمكن شن حربٍ على أساس التفاؤل، هذا ما نقله تقرير لصحيفة «التايمز» البريطانية، عن ضابط عسكري أمريكي، عمل مدرباً للقوات الأوكرانية، حيث أكّد أنّ حلف «الناتو» أمل وتوقّع من الهجوم الأوكراني المضاد «حدوث معجزةٍ وعدت بها كييف».
تقرير الصحيفة ، لفت إلى أنّ الإخفاقات الأوكرانية في الهجوم المضاد، أدّت إلى تبادلٍ للاتهامات بين كييف وحلفائها الغربيين، مشيرا إلى أنّ «البت في مسألة التسوية السلمية بشأن أوكرانيا باتت خياراً مطروحاً».
وبعد طول الحديث الغربي والتهليل للهجوم المضاد الموعود الذي سيقهر روسيا، فإن ما يمكن استنتاجه الآن من التقارير الغربية نفسها هو الخيبة العارمة والحديث عن انتصار مبني عن الأمنيات وعلى وعود كييف، لكن وكما يقول المثل «لا تبع جلد الدب قبل صيده».
الأكثر من فشل الهجوم الأوكراني المضاد، هو الخسائر الفادحة في الارواح والعتاد سواء بالنسبة لكييف أو لحلفائها الغربيين الذين يقاتلون بمرتزقتهم هناك، حتى أن تقارير غربية باتت تتحدّث عن هروب وعدم رغبة في القتال والاستسلام الجماعي أحيانا.
وقد صرّح في هذا الاطار ضابط الاستخبارات الأمريكي المتقاعد، سكوت ريتر، بأنّ روسيا يرجح أن تلحق بالجيش الأوكراني قريباً هزيمة استراتيجية، مضيفا أنّ «أوكرانيا تخسر في كلّ الاتجاهات، والقوات المسلحة الأوكرانية استنزفت احتياطياتها، وهي على وشك الانهيار التام».
وقبل أيام، كشف منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، أنّ الولايات المتحدة أعطت الأوكرانيين كل ما طلبوه لشنّ هجوم مضاد، لكنه «أبطأ مما نودّ، ومع بداية الخريف سيكون من الأصعب الاستمرار فيه».
في المقابل يبدو أن موسكو التي قهرت آليات ومستشاري الغرب العسكريين الذي يقدمون الدعم لكييف، ستبدأ من أين انتهى جون كيربي، حيث بدأت فعلا في شن هجوم مضاد كاسح في خاركيف وتحشد قوات كبيرة لتنفيذ هجوم ساحق الشهر المقبل.
الآن بات نظام كييف ومن ورائه الغرب أمام خيارين لا ثالث لهما، الاول هو مواصلة الخسارة حتى آخر جندي أوكراني والذي يعني الهزيمة الشاملة والقاسية وبالتالي إعطاء موسكو أكثر مما طلبت.
أما الخيار الثاني فيتمثّل في إجبار زيلينسكي على الدخول في مفاوضات سلام بشروط موسكو، وهو أمر لا يريده الغرب الى حد الآن ويريد الذهاب في الخيار العسكري الى الأخير والسؤال هنا هو إلى مدى معركة روسيا والغرب في أوكرانيا قد تكون اقتربت من النهاية؟ لكنّها تبقى مجرّد واجهة رئيسية لصراع أكبر اقتصادي وعسكري وجيوسياسي وحتى حضاري وثقافي وسيأخذ وقتا طويلا بالتأكيد.
تقول الكاتبة الأمريكية، ليونيل شرايفر في مقال لصحيفة «ذي سبيكتاتور»، أن «بوتين كان على حق عندما أعلن الحرب ضد الغرب الذي تجرد من روحه وقيمه، ولم يصبح مهدا للرأسمالية العالية وحسب، وإنما للدعاية الفاشية والمثلية الجنسية وازدواجية الجنس وداعمي فكرة تغيير الجنس».
بدرالدّين السّيّاري
بين هجوم كييف المضاد المدعوم غربيا بقوة والذي فشل فشلا ذريعا الى حدّ الآن، وصمود موسكو الاسطوري لا بل والتحضير لهجوم حاسم الشهر المقبل، يبدو أن مصير الحرب في أوكرانيا سيحسم هذا الخريف.
«لا يمكن شن حربٍ على أساس التفاؤل، هذا ما نقله تقرير لصحيفة «التايمز» البريطانية، عن ضابط عسكري أمريكي، عمل مدرباً للقوات الأوكرانية، حيث أكّد أنّ حلف «الناتو» أمل وتوقّع من الهجوم الأوكراني المضاد «حدوث معجزةٍ وعدت بها كييف».
تقرير الصحيفة ، لفت إلى أنّ الإخفاقات الأوكرانية في الهجوم المضاد، أدّت إلى تبادلٍ للاتهامات بين كييف وحلفائها الغربيين، مشيرا إلى أنّ «البت في مسألة التسوية السلمية بشأن أوكرانيا باتت خياراً مطروحاً».
وبعد طول الحديث الغربي والتهليل للهجوم المضاد الموعود الذي سيقهر روسيا، فإن ما يمكن استنتاجه الآن من التقارير الغربية نفسها هو الخيبة العارمة والحديث عن انتصار مبني عن الأمنيات وعلى وعود كييف، لكن وكما يقول المثل «لا تبع جلد الدب قبل صيده».
الأكثر من فشل الهجوم الأوكراني المضاد، هو الخسائر الفادحة في الارواح والعتاد سواء بالنسبة لكييف أو لحلفائها الغربيين الذين يقاتلون بمرتزقتهم هناك، حتى أن تقارير غربية باتت تتحدّث عن هروب وعدم رغبة في القتال والاستسلام الجماعي أحيانا.
وقد صرّح في هذا الاطار ضابط الاستخبارات الأمريكي المتقاعد، سكوت ريتر، بأنّ روسيا يرجح أن تلحق بالجيش الأوكراني قريباً هزيمة استراتيجية، مضيفا أنّ «أوكرانيا تخسر في كلّ الاتجاهات، والقوات المسلحة الأوكرانية استنزفت احتياطياتها، وهي على وشك الانهيار التام».
وقبل أيام، كشف منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي، أنّ الولايات المتحدة أعطت الأوكرانيين كل ما طلبوه لشنّ هجوم مضاد، لكنه «أبطأ مما نودّ، ومع بداية الخريف سيكون من الأصعب الاستمرار فيه».
في المقابل يبدو أن موسكو التي قهرت آليات ومستشاري الغرب العسكريين الذي يقدمون الدعم لكييف، ستبدأ من أين انتهى جون كيربي، حيث بدأت فعلا في شن هجوم مضاد كاسح في خاركيف وتحشد قوات كبيرة لتنفيذ هجوم ساحق الشهر المقبل.
الآن بات نظام كييف ومن ورائه الغرب أمام خيارين لا ثالث لهما، الاول هو مواصلة الخسارة حتى آخر جندي أوكراني والذي يعني الهزيمة الشاملة والقاسية وبالتالي إعطاء موسكو أكثر مما طلبت.
أما الخيار الثاني فيتمثّل في إجبار زيلينسكي على الدخول في مفاوضات سلام بشروط موسكو، وهو أمر لا يريده الغرب الى حد الآن ويريد الذهاب في الخيار العسكري الى الأخير والسؤال هنا هو إلى مدى معركة روسيا والغرب في أوكرانيا قد تكون اقتربت من النهاية؟ لكنّها تبقى مجرّد واجهة رئيسية لصراع أكبر اقتصادي وعسكري وجيوسياسي وحتى حضاري وثقافي وسيأخذ وقتا طويلا بالتأكيد.
تقول الكاتبة الأمريكية، ليونيل شرايفر في مقال لصحيفة «ذي سبيكتاتور»، أن «بوتين كان على حق عندما أعلن الحرب ضد الغرب الذي تجرد من روحه وقيمه، ولم يصبح مهدا للرأسمالية العالية وحسب، وإنما للدعاية الفاشية والمثلية الجنسية وازدواجية الجنس وداعمي فكرة تغيير الجنس».
بدرالدّين السّيّاري
