مع الشروق : حتّى لا يكون التلاميذ وقود المعارك السياسية
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/09/26
ضجّة جديدة تطفو على السّطح لتحرّك شبكات التواصل الاجتماعي ويصطفّ لها التونسيون كما في كل مرة بين رافض ومحتجّ، وداعم ومساند، وبين صامت يكتفي بالمشاهدة وانتظار ما ستؤول إليه الأحداث.
إذ تداول مستخدمو الفايسبوك صورا لمجموعة من التلاميذ بمعهد محمد بوذينة بالحمامات يؤدون الصلاة جماعة داخل السّاحة ، وقد تمّ منعهم من قِبل إدارة المعهد. الخبر لم يقف عند هذا الحد أمام إصرار القيّمة العامة على المنع وتمسّك أحد التلاميذ بحقه في الصلاة بناء على أنه « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق «!!
تناقل المتفاعلون فيديو الحوار بين التلميذ والقيّمة بأسلوب شدّ الحبل ، فكل طرف أوّل الحدث على هواه ، وانزاح إلى حقيقة يراها مقنعة. ممّا أثار ردود فعل متباينة بين مُبارك لـ»شجاعة» التلميذ على التحدي ، والمطالبة بحقه في آداء فريضته رغما عن إدارة المعهد. و بين منتقد لهبوط مستوى الحوار من طرف تلميذ لم يلتزم بقانون المعهد الدّاخلي ولم يحترم القائمين عليه وتجاوز حدود اللياقة في المحاججة والاستعراض بحجة الدّفاع عن الدّين و»الثورة «على مؤسسة لم تتجاوب معه.
والحال أن المؤسسات التربوية ظلت على مرّ عقود فضاءات للتّعليم والتّربية أساسا . وباعتبارنا دولة عربية مسلمة فإنّ مدارسنا تدرّس التربية الإسلامية مادّة يُمتحن فيها التّلميذ ويُجزى بعدد كسائر المواد. ولم تكن منبتّة ولا مجتثّة عن الدّين الإسلامي. بل تسعى إلى تأطيره وفق مناهج وبرامج مصادق عليها من وزارة التربية حتّى لا يغنّي كلّ واحد على ليلاه.
طبعا لم يأت ذلك من عدم لأن من داخل المدارس الدينية هناك تيارات معتدلة وأخرى متشدّدة ومنها أيضا من تغالي في التشدّد إلى مرحلة التطرّف،هذه المغالاة جاءتنا بالإرهاب والدّواعش ما بعد الثورة ، ، أربكت المجتمع وأحلّت الفوضى والانقسام حتّى داخل الأسرة الواحدة.
ولم تسلم الجامعة وقد رُفع فيها العلم الأسود ،وتنازع فيها الطلبة نزاع العدوّ لعدوّه ، وظهرت مدرسة الرڨاب وشقيقاتها، ودخلنا في فتنة فصل الأنثى عن الذكر وثقافة الحلال والحرام والتكفير وجهاد النكاح والزواج العرفي بين صفوف الطلبة وغيرها من البدع.
مثل هذه السّوابق في زرع التطرّف ببلادنا بين صفوف التّلاميذ والطلبة ، تجعلنا اليوم نقرأ ما حدث في المعهد الثانوي محمّد بوذينة ليس بعيدا عمّا حدث في مدرسة الرڨاب ، وجامعة منوبة، وما حدث في الثمانينات في أحداث باب سويقة واستغلال التلاميذ في جريمة الماء الحارق( ماء الفرق).
وعليه، من الضروري الحذر وتأطير هذه الانفلاتات السلوكية والتعاطي معها بذكاء لقطع الطريق على تجار الدّين وصنّاع الفتنة.
وحيدة المي
ضجّة جديدة تطفو على السّطح لتحرّك شبكات التواصل الاجتماعي ويصطفّ لها التونسيون كما في كل مرة بين رافض ومحتجّ، وداعم ومساند، وبين صامت يكتفي بالمشاهدة وانتظار ما ستؤول إليه الأحداث.
إذ تداول مستخدمو الفايسبوك صورا لمجموعة من التلاميذ بمعهد محمد بوذينة بالحمامات يؤدون الصلاة جماعة داخل السّاحة ، وقد تمّ منعهم من قِبل إدارة المعهد. الخبر لم يقف عند هذا الحد أمام إصرار القيّمة العامة على المنع وتمسّك أحد التلاميذ بحقه في الصلاة بناء على أنه « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق «!!
تناقل المتفاعلون فيديو الحوار بين التلميذ والقيّمة بأسلوب شدّ الحبل ، فكل طرف أوّل الحدث على هواه ، وانزاح إلى حقيقة يراها مقنعة. ممّا أثار ردود فعل متباينة بين مُبارك لـ»شجاعة» التلميذ على التحدي ، والمطالبة بحقه في آداء فريضته رغما عن إدارة المعهد. و بين منتقد لهبوط مستوى الحوار من طرف تلميذ لم يلتزم بقانون المعهد الدّاخلي ولم يحترم القائمين عليه وتجاوز حدود اللياقة في المحاججة والاستعراض بحجة الدّفاع عن الدّين و»الثورة «على مؤسسة لم تتجاوب معه.
والحال أن المؤسسات التربوية ظلت على مرّ عقود فضاءات للتّعليم والتّربية أساسا . وباعتبارنا دولة عربية مسلمة فإنّ مدارسنا تدرّس التربية الإسلامية مادّة يُمتحن فيها التّلميذ ويُجزى بعدد كسائر المواد. ولم تكن منبتّة ولا مجتثّة عن الدّين الإسلامي. بل تسعى إلى تأطيره وفق مناهج وبرامج مصادق عليها من وزارة التربية حتّى لا يغنّي كلّ واحد على ليلاه.
طبعا لم يأت ذلك من عدم لأن من داخل المدارس الدينية هناك تيارات معتدلة وأخرى متشدّدة ومنها أيضا من تغالي في التشدّد إلى مرحلة التطرّف،هذه المغالاة جاءتنا بالإرهاب والدّواعش ما بعد الثورة ، ، أربكت المجتمع وأحلّت الفوضى والانقسام حتّى داخل الأسرة الواحدة.
ولم تسلم الجامعة وقد رُفع فيها العلم الأسود ،وتنازع فيها الطلبة نزاع العدوّ لعدوّه ، وظهرت مدرسة الرڨاب وشقيقاتها، ودخلنا في فتنة فصل الأنثى عن الذكر وثقافة الحلال والحرام والتكفير وجهاد النكاح والزواج العرفي بين صفوف الطلبة وغيرها من البدع.
مثل هذه السّوابق في زرع التطرّف ببلادنا بين صفوف التّلاميذ والطلبة ، تجعلنا اليوم نقرأ ما حدث في المعهد الثانوي محمّد بوذينة ليس بعيدا عمّا حدث في مدرسة الرڨاب ، وجامعة منوبة، وما حدث في الثمانينات في أحداث باب سويقة واستغلال التلاميذ في جريمة الماء الحارق( ماء الفرق).
وعليه، من الضروري الحذر وتأطير هذه الانفلاتات السلوكية والتعاطي معها بذكاء لقطع الطريق على تجار الدّين وصنّاع الفتنة.
وحيدة المي
