مع الشروق .. بين عبّـــاس وأبـو عبيـــدة

مع الشروق .. بين عبّـــاس وأبـو عبيـــدة

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/05/19

في سياق صخب دولي حول جرائم الاحتلال الصهيوني، وحراك شبابي و طلابي  أعطى زخما لم تشهده قضية فلسطين منذ وجودها في العام  1948، يطلّ رئيس السلطة الفلسطينية  في رام الله محمود عباس ليتّهم حركة حماس بأنها منحت الاحتلال ذرائع ليدخل غزّة و يعمل في القتل و التخريب و كأن الاحتلال لم يسبق له أن أخضع القطاع لحصار منذ العام  2009. و أن أهالي غزّة يعيشون كما سكان الضفة الغربية في سجون مغلقة، بما فيها سلطة رام الله التي لا يمكنها أن تتحرك إلاّ بإمرة حكومة الاحتلال. 
إن خطاب محمود عباس هو خطاب منفصل عن الواقع و بعيد كل البعد عن متغيرات المشهد الدولي، وهو انعكاس صريح لمعسكر التطبيع العربي الذي ما زال يراهن على مؤتمرات دولية للسلام و على مبادرات سلمية يمكنها أن تقنع عصابة المجانين في تل أبيب، بأنّ حلّ الدولتين  يمكن أن يقود لاستقرار. وعباس باعتباره ناطقا باسم معسكر التطبيع يؤيد نشر قوات دولية و هي ذات الفكرة  التي تطرحها الولايات المتحدة و اسرائيل نفسها وتراهن على أن تكون قوات من دول معسكر التطبيع حتى تتكفل بتصفية أي صوت مقاوم و بالتالي تتحمل الأعباء التي يتكبّدها الاحتلال في حرب الاستنزاف الجارية في القطاع الصامد. و الحقيقة أن هذا الخطاب السياسي الصادر عن محور التطبيع ،عليه أن يصمت و إلى الأبد لأنه لم ينتج الحلول التي تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة. ففلسطين ولاّدة وهي قادرة على إنتاج خطاب سياسي و فعل مقاوم لن ينتهي إلاّ إلى تحقيق الأهداف التي  ناضل من أجلها شعب فلسطين منذ  العام  1948. لقد تشكّلت  ذهنية فلسطينية جديدة في كل فلسطين تتجاوز طروحات عبّاس و المعسكر العربي الذي له قابلية للاستعمار. وهذا المعسكر لا يمكنه أن يفهم الخطاب المقاوم الجديد الذي عبّر عنه أبو عبيدة في أول إطلالة عقب قمة المنامة قال فيها  "نحن غزّة بسمائها وهوائها وبحرها ورمالها، والتي سنذكّركم في كل مرة لأنها مقبرة للغزاة، نحن نقاوم المحتلّين عبر العصور، فلَكُم في التاريخ والحاضر عبرة، والقادم أدهى وأمرّ عليكم بعون الله تعالى وأمره." ويضيف  أبو عبيدة" إن متلازمة الفشل والتخبط بقيادة العدو السياسية والعسكرية في المعركة البرية تتطلب ما يسمى بالضغط العسكري لتحرير الأسرى والمحتجزين، ووصفه لتسريع ذهاب أسرى العدو إلى المجهول. وشدد الشاب الملثّم كما يوصف في وسائل الإعلام العالمية،  على أنه وبعد 32 أسبوعا منذ السابع من أكتوبر المجيد وشعب غزة العظيم المبارك ومجاهدوه ومقاومته العظيمة يخوضون حربا غير متكافئة ودفاعا أسطوريا ضد الهمجية الصهيونية في أبشع صورها، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين. وأضاف أبو عبيدة: أيام وليال وأسابيع طويلة يمارس فيها العدو وحكومته النازية أبشع صور الإبادة الجماعية ضد شعبنا أمام مرأى ومسمع العالم، فلم يترك صورة من صور جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي نصّت عليها شرائع السماء وقوانين البشر إلا ارتكبها بكل دناءة وهمجية. هذا الخطاب الجديد يجبّ ما قبله ... خطاب المنامة. 
كمال بالهادي

تعليقات الفيسبوك