مع الشروق : المستحيل ليس تونسيا
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/11/20
مزيج من الافتخار والاعتزاز هو ذاك الذي سكن قلوب التونسيين وهم يتابعون بشغف ما قدّمه منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام منتخب «السيليساو» البرازيلي أحد عمالقة كرة القدم في العالم وصاحب الأمجاد التليدة والذي يكفي اسمه وقيمة لاعبيه الذين يلعبون في أكبر الفرق الأوروبية ليرعب أي منافس يلعب ضدّه... ولكن تونس كانت الاستثناء.
لم تكن القيمة التسويقية للاعبين البرازيليين ولا نجوميتهم الطاغية ولا إمكانياتهم العريضة ولا مدربهم الشهير أنشيلوتي لتشكّل حاجزا أمام الإرادة التونسية في التألق والوقوف بندية أمام منتخب فعل كل شيء ليفوز بالمباراة التي قد يكون استسهلها بعد فوزه في آخر مباراة بخماسية أمام تونس التي فجّرت المفاجأة وجعلت ليلة الثلاثاء استثنائية للتونسيين جميعهم بالمردود الباهر لمنتخب بلادهم الذي تعادلت معه البرازيل بضربة جزاء لا بجملة تكتيكية أو بضغط عال رغم محاولات السيليساو.
ما قدّمه منتخبنا الوطني والذي استحق عليه الإشادة من كبريات الصحف والمواقع العالمية جاء ليؤكد أنه متى تعلقت همة التونسيين بتحقيق النجاح فإنهم ينالونه حتما، وأن شباب هذه البلاد قادر على تحقيق غاياته وعلى التطور والتألق بما يمتلكه من إمكانيات ومن نخوة ومن جينات تأبى الفشل، فالمقابلة ضد البرازيل لم تكن مجرد لقاء كرة قدم بل رسمت سطرا آخر يثبت قدرة شبابنا على التفوق وعلى تحقيق ما يظنه البعض مستحيلا.
مباراة الثلاثاء لا يمكن تفسيرها كرويا، بل تجاوزت ذلك المدى، فمنتخبنا «استفزّنا» إيجابيا وهو يستحضر جينات «حنبعل» وروحه القتالية التي صنعت ما يشبه الملحمة وليس في الأمر مبالغة، لأن من واجهناه لم يكن سوى العملاق البرازيلي القادر على سحق أي منافس بنجومه العالمية ومدربه الكبير، ولكنه أُجبر على التعادل أمام منتخب تونس وأبنائها ممن آمنوا بقدرتهم على التألق والنجاح، ويضعهم أمام حتمية استحضار تلك الروح التي ينبغي البناء عليها ولا ينبغي أن تخفت أبدا في الاستحقاقات القادمة سواء كأس العرب أو كأس أمم إفريقيا أو كأس العالم وهم متيقنون أن طموحاتنا وثقتنا في نسور قرطاج كبرت بعد ما قدموه أمام منتخب السيليساو.
فالدرس المستخلص من هذه المقابلة الكروية المرجعية، أن الشباب التونسي قادر على صنع النجاحات متى آمن بقدراته على تحقيق ما يراه غيره صعبا وأن الانتقادات مهما عظمت حدّتها لا يجب أن تثنيه عن مقارعة الصعوبات مهما كان حجمها، فالمستحيل ليس تونسيا مهما سعى الغير إلى إحباطك.
فلا مناص اليوم من الإصغاء إلى الشباب وتطلعاته وتعبيد الطريق أمامه لتحقيق طموحاته، من خلال تشريعات محفزة وإجراءات مشجعة تضمن له ممارسة دوره الوطني كاملا في النهوض ببلاده وتشريفها، فالعقل التونسي مبدع والذكاء التونسي أصبح واقعا يُفتخر به ويتطلب العمل على استثماره، وهو القادر متى وجد الظروف الملائمة على التحليق عاليا وعلى إثبات علوّ كعبه في كل الميادين والمجالات وعلى كسب رهان المنافسة.
هاشم بوعزيز
مزيج من الافتخار والاعتزاز هو ذاك الذي سكن قلوب التونسيين وهم يتابعون بشغف ما قدّمه منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام منتخب «السيليساو» البرازيلي أحد عمالقة كرة القدم في العالم وصاحب الأمجاد التليدة والذي يكفي اسمه وقيمة لاعبيه الذين يلعبون في أكبر الفرق الأوروبية ليرعب أي منافس يلعب ضدّه... ولكن تونس كانت الاستثناء.
لم تكن القيمة التسويقية للاعبين البرازيليين ولا نجوميتهم الطاغية ولا إمكانياتهم العريضة ولا مدربهم الشهير أنشيلوتي لتشكّل حاجزا أمام الإرادة التونسية في التألق والوقوف بندية أمام منتخب فعل كل شيء ليفوز بالمباراة التي قد يكون استسهلها بعد فوزه في آخر مباراة بخماسية أمام تونس التي فجّرت المفاجأة وجعلت ليلة الثلاثاء استثنائية للتونسيين جميعهم بالمردود الباهر لمنتخب بلادهم الذي تعادلت معه البرازيل بضربة جزاء لا بجملة تكتيكية أو بضغط عال رغم محاولات السيليساو.
ما قدّمه منتخبنا الوطني والذي استحق عليه الإشادة من كبريات الصحف والمواقع العالمية جاء ليؤكد أنه متى تعلقت همة التونسيين بتحقيق النجاح فإنهم ينالونه حتما، وأن شباب هذه البلاد قادر على تحقيق غاياته وعلى التطور والتألق بما يمتلكه من إمكانيات ومن نخوة ومن جينات تأبى الفشل، فالمقابلة ضد البرازيل لم تكن مجرد لقاء كرة قدم بل رسمت سطرا آخر يثبت قدرة شبابنا على التفوق وعلى تحقيق ما يظنه البعض مستحيلا.
مباراة الثلاثاء لا يمكن تفسيرها كرويا، بل تجاوزت ذلك المدى، فمنتخبنا «استفزّنا» إيجابيا وهو يستحضر جينات «حنبعل» وروحه القتالية التي صنعت ما يشبه الملحمة وليس في الأمر مبالغة، لأن من واجهناه لم يكن سوى العملاق البرازيلي القادر على سحق أي منافس بنجومه العالمية ومدربه الكبير، ولكنه أُجبر على التعادل أمام منتخب تونس وأبنائها ممن آمنوا بقدرتهم على التألق والنجاح، ويضعهم أمام حتمية استحضار تلك الروح التي ينبغي البناء عليها ولا ينبغي أن تخفت أبدا في الاستحقاقات القادمة سواء كأس العرب أو كأس أمم إفريقيا أو كأس العالم وهم متيقنون أن طموحاتنا وثقتنا في نسور قرطاج كبرت بعد ما قدموه أمام منتخب السيليساو.
فالدرس المستخلص من هذه المقابلة الكروية المرجعية، أن الشباب التونسي قادر على صنع النجاحات متى آمن بقدراته على تحقيق ما يراه غيره صعبا وأن الانتقادات مهما عظمت حدّتها لا يجب أن تثنيه عن مقارعة الصعوبات مهما كان حجمها، فالمستحيل ليس تونسيا مهما سعى الغير إلى إحباطك.
فلا مناص اليوم من الإصغاء إلى الشباب وتطلعاته وتعبيد الطريق أمامه لتحقيق طموحاته، من خلال تشريعات محفزة وإجراءات مشجعة تضمن له ممارسة دوره الوطني كاملا في النهوض ببلاده وتشريفها، فالعقل التونسي مبدع والذكاء التونسي أصبح واقعا يُفتخر به ويتطلب العمل على استثماره، وهو القادر متى وجد الظروف الملائمة على التحليق عاليا وعلى إثبات علوّ كعبه في كل الميادين والمجالات وعلى كسب رهان المنافسة.
هاشم بوعزيز