مع الشروق ..المستثمرون في القضية... المستثمرون في الدماء !
تاريخ النشر : 07:00 - 2023/12/06
مع الأيام ومع إمعان الصهاينة في العدوان وفي تنفيذ جريمة العصر في حق الأبرياء العزّل في قطاع غزّة ورغم تكشّف نوايا الصهاينة في إبادة أهالي القطاع وتخييرهم بين الموت تحت الأنقاض أو الهجرة إلى صحراء سيناء المصرية.. مع كل هذا تتكشّف مع الأيام المزيد من فصول المؤامرة الكبرى التي تنفذ ضد سكان قطاع غزّة.. وتنكشف وجوه المستثمرين في قضية الشعب الفلسطيني والمستثمرين في دماء أبنائه.
حرب غزة أو بالأحرى العدوان على غزّة مشروع استثماري كبير أوكلت مهمة تهيئة الأرض والظروف لاستكماله إلى المقاول الصهيوني نتنياهو.. هذا المقاول الذي سبق طوفان الأقصى بأسابيع في كشف تفاصيل المخطط ـ المؤامرة الذي توافق الأمريكان والصهاينة بتواطؤ عربي على إنجازه.. والعالم كله يذكر تلك الخارطة التي استظهر بها نتنياهو أثناء خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي أفاض في الحديث عنها وفي تعداد مزاياها وفي مدح «عسلها» الذي سيغرق فيه شركاء المقاولة الكبرى.. وهي الخارطة التي أظهرت ملامح ومسارات طريق الهند ـ أوروبا التي توافق عليها كبار العالم في قمة العشرين (20 G) والتي ستصل الهند بالقارة العجوز مرورا بدول شرق أوسطية مثل العراق وسوريا وفلسطين المحتلة وصولا إلى السعودية. ونذكر أيضا كيف أطنب نتنياهو في الحديث عن قناة بن غوريون التي يسعى الصهاينة إلى إنجازها منذ قرابة السبعين عاما وظلوا يتحيّنون الظروف الدولية الملائمة لإنجازها.. وذلك بعد أن اصطدم مسار إنجازها الأوّلي بصعوبات جغرافية وفنية يصعب تجاوزها حتى أن أمريكا اقترحت قصف المناطق الجبلية بالسلاح النووي بغية تهيئتها وتذليلها عندما كان المسار يمرّ بميناء العقبة.. كما أن نتنياهو شرح المسار الجديد لقنال بن غوريون وهو الذي رُسم له مسار يمر عبر شواطئ غزة وبه ممران أوسع وأعمق من قناة السويس المصرية وهو ما سيمكّنه من استقطاب الجزء الأكبر من حركة الملاحة والتجارة الدولية بالنظر للمزايا التي يوفرها ويتفوق بها على قناة السويس من اختصار للمسافات واختزال للوقت.
لقد كان ذلك الشرح الذي أفاض فيه نتنياهو وعيونه تتلألآن بعد أن فاز بالوكالة على إنجاز هذا المشروع الكبير الذي سيصيب حزام وطريق الحرير الصيني في مقتل، والذي سيشكل في نفس الوقت آخر لبنة في بناء «إسرائيل الكبرى» بمثابة إعلان انطلاق المشروع بما يعنيه من إخلاء لقطاع غزة إما بالاغراءات المالية والعينية وإما بالضغوط وإما بالحرب والعدوان.. وقد كشف أحد قادة «حماس» أنهم تلقوا قبل حوالي شهر من «طوفان الأقصى» عرضا اسرائيليا عبر وكيل اقليمي كبير يعلمهم بأنه «لا بقاء ولا مستقبل لهم في قطاع غزة».. و«ينصحهم» بقبول الاغراءات المالية وغيرها لتوطينهم في مدينة جديدة تقام في سيناء وعلى تخوم غزة تتوفر فيها كل المرافق و«يطيب فيها العيش».. وعندما رفضت «حماس» هذا العرض وتمسكت بأرض فلسطين بدأت عجلة العدوان في الدوران وهو ما استبقته المقاومة بعملية «طوفان الأقصى» التي كان هدفها الأكبر ولا يزال إجهاض المخطط الشيطاني الهادف إلى اقتلاع سكان غزة وزرعهم في الصحراء المصرية أو توزيعهم على شتات جديد في مصر وتركيا والعراق وسوريا ولبنان والأردن وغيرها.. وكان ما كان.
وحين ننظر إلى فصول العدوان الصهيوني الدامية وإلى حرب الإبادة التي يشنها على سكان القطاع لكسر إرادتهم وإرادة مقاومتهم وإجبارهم بالتالي على قبول المقايضة أو الموت تحت الأنقاض.. حين ننظر إلى هذه الفصول وإلى الصمت الذي تبديه الأنظمة العربية الرئيسية في المنطقة وقد توزعت بين صامت وأخرس ومتواطئ ومنتظر ومستحثّ لنتنياهو بالتعجيل في إكمال المقاولة حتى ينتهي حرجهم أمام شعوبهم وأمام الرأي العام العالمي.. حين ننظر إلى كل هذا ندرك لماذا تترك غزة وحيدة.. ولماذا يترك الشعب الفلسطيني وحيدا.. ولماذا تنزل على رقاب الأبرياء سكاكين عربية طامعة في نصيبها من الكعكة، وان كان الذبح بأياد صهيونية نفهم إلى أي هوة سحيقة يتردى كل المستثمرين في قضية الشعب الفلسطيني وكل المستثمرين في الدم الفلسطيني..هؤلاء الذين كانوا يصمّون آذان الشعوب العربية بحديث ممجوج عن قدسية القضية وعن عروبة فلسطين فإذا بغزة تفضحهم وتكشف وجوههم القبيحة لكل العالم.. وإذا هم مجرد تجار ومرابين ومضاربين بشرف القضية وبدماء الأبرياء.. ليس أكثر.
عبد الحميد الرياحي
مع الأيام ومع إمعان الصهاينة في العدوان وفي تنفيذ جريمة العصر في حق الأبرياء العزّل في قطاع غزّة ورغم تكشّف نوايا الصهاينة في إبادة أهالي القطاع وتخييرهم بين الموت تحت الأنقاض أو الهجرة إلى صحراء سيناء المصرية.. مع كل هذا تتكشّف مع الأيام المزيد من فصول المؤامرة الكبرى التي تنفذ ضد سكان قطاع غزّة.. وتنكشف وجوه المستثمرين في قضية الشعب الفلسطيني والمستثمرين في دماء أبنائه.
حرب غزة أو بالأحرى العدوان على غزّة مشروع استثماري كبير أوكلت مهمة تهيئة الأرض والظروف لاستكماله إلى المقاول الصهيوني نتنياهو.. هذا المقاول الذي سبق طوفان الأقصى بأسابيع في كشف تفاصيل المخطط ـ المؤامرة الذي توافق الأمريكان والصهاينة بتواطؤ عربي على إنجازه.. والعالم كله يذكر تلك الخارطة التي استظهر بها نتنياهو أثناء خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي أفاض في الحديث عنها وفي تعداد مزاياها وفي مدح «عسلها» الذي سيغرق فيه شركاء المقاولة الكبرى.. وهي الخارطة التي أظهرت ملامح ومسارات طريق الهند ـ أوروبا التي توافق عليها كبار العالم في قمة العشرين (20 G) والتي ستصل الهند بالقارة العجوز مرورا بدول شرق أوسطية مثل العراق وسوريا وفلسطين المحتلة وصولا إلى السعودية. ونذكر أيضا كيف أطنب نتنياهو في الحديث عن قناة بن غوريون التي يسعى الصهاينة إلى إنجازها منذ قرابة السبعين عاما وظلوا يتحيّنون الظروف الدولية الملائمة لإنجازها.. وذلك بعد أن اصطدم مسار إنجازها الأوّلي بصعوبات جغرافية وفنية يصعب تجاوزها حتى أن أمريكا اقترحت قصف المناطق الجبلية بالسلاح النووي بغية تهيئتها وتذليلها عندما كان المسار يمرّ بميناء العقبة.. كما أن نتنياهو شرح المسار الجديد لقنال بن غوريون وهو الذي رُسم له مسار يمر عبر شواطئ غزة وبه ممران أوسع وأعمق من قناة السويس المصرية وهو ما سيمكّنه من استقطاب الجزء الأكبر من حركة الملاحة والتجارة الدولية بالنظر للمزايا التي يوفرها ويتفوق بها على قناة السويس من اختصار للمسافات واختزال للوقت.
لقد كان ذلك الشرح الذي أفاض فيه نتنياهو وعيونه تتلألآن بعد أن فاز بالوكالة على إنجاز هذا المشروع الكبير الذي سيصيب حزام وطريق الحرير الصيني في مقتل، والذي سيشكل في نفس الوقت آخر لبنة في بناء «إسرائيل الكبرى» بمثابة إعلان انطلاق المشروع بما يعنيه من إخلاء لقطاع غزة إما بالاغراءات المالية والعينية وإما بالضغوط وإما بالحرب والعدوان.. وقد كشف أحد قادة «حماس» أنهم تلقوا قبل حوالي شهر من «طوفان الأقصى» عرضا اسرائيليا عبر وكيل اقليمي كبير يعلمهم بأنه «لا بقاء ولا مستقبل لهم في قطاع غزة».. و«ينصحهم» بقبول الاغراءات المالية وغيرها لتوطينهم في مدينة جديدة تقام في سيناء وعلى تخوم غزة تتوفر فيها كل المرافق و«يطيب فيها العيش».. وعندما رفضت «حماس» هذا العرض وتمسكت بأرض فلسطين بدأت عجلة العدوان في الدوران وهو ما استبقته المقاومة بعملية «طوفان الأقصى» التي كان هدفها الأكبر ولا يزال إجهاض المخطط الشيطاني الهادف إلى اقتلاع سكان غزة وزرعهم في الصحراء المصرية أو توزيعهم على شتات جديد في مصر وتركيا والعراق وسوريا ولبنان والأردن وغيرها.. وكان ما كان.
وحين ننظر إلى فصول العدوان الصهيوني الدامية وإلى حرب الإبادة التي يشنها على سكان القطاع لكسر إرادتهم وإرادة مقاومتهم وإجبارهم بالتالي على قبول المقايضة أو الموت تحت الأنقاض.. حين ننظر إلى هذه الفصول وإلى الصمت الذي تبديه الأنظمة العربية الرئيسية في المنطقة وقد توزعت بين صامت وأخرس ومتواطئ ومنتظر ومستحثّ لنتنياهو بالتعجيل في إكمال المقاولة حتى ينتهي حرجهم أمام شعوبهم وأمام الرأي العام العالمي.. حين ننظر إلى كل هذا ندرك لماذا تترك غزة وحيدة.. ولماذا يترك الشعب الفلسطيني وحيدا.. ولماذا تنزل على رقاب الأبرياء سكاكين عربية طامعة في نصيبها من الكعكة، وان كان الذبح بأياد صهيونية نفهم إلى أي هوة سحيقة يتردى كل المستثمرين في قضية الشعب الفلسطيني وكل المستثمرين في الدم الفلسطيني..هؤلاء الذين كانوا يصمّون آذان الشعوب العربية بحديث ممجوج عن قدسية القضية وعن عروبة فلسطين فإذا بغزة تفضحهم وتكشف وجوههم القبيحة لكل العالم.. وإذا هم مجرد تجار ومرابين ومضاربين بشرف القضية وبدماء الأبرياء.. ليس أكثر.
عبد الحميد الرياحي