مع الشروق.. القضـــاء والسجــون... والشبــــاب

مع الشروق.. القضـــاء والسجــون... والشبــــاب

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/03/06

منذ يومين اصدر احد القضاة حكمه بسجن طفلين وايداعهم الاصلاحية بتهمة سرقة قطع بسكويت اثناء الاحتجاجات الاخيرة التي عرفتها مدن واحياء في تونس.
محامون وحقوقيون اعلنوا انهم سيتدخلون لانقاذ الطفلين واستئناف الحكم.
قبل ذلك صدر حكم بسجن شبان لمدة ثلاثين عاما بتهمة استهلاك مخدرات في مكان عام، حكم اثار الكثير من الاستغراب والغضب في نفس الوقت.
منذ يومين فقط توفي أحد الشبان في مدينة بمركز ايقاف في مدينة صفاقس بسبب عدم التدخل لاسعافه وهو مصاب بمرض السكر.
ماذا يحدث في تونس ، سجون تعج بالاف الموقوفين من اجل تهم وجنح بسيطة وشباب يزج بهم بهم في السجون ومراهقون تم ايقافهم فتحولوا الى منحرفين.
ليس المشكل في القضاة بل الاشكال في القانون وفي التشريع، لا يمكن ان يستمر هذا الحال ولايمكن ان يتواصل الزج بالشباب والاطفال في السجون من اجل اخطاء وجنح بسيطة، هناك معلومات تؤكد اليوم ان السجون التونسية من اكثر السجون اكتظاظا في العالم وان عدد الموقوفين يعد بالآلاف داخلها ينتظرون لشهور طويلة محاكمتهم.
آلاف الشباب في تونس يتحوّلون الى منحرفين ومجرمين بسبب الزج بهم في السجون لارتكابهم لاخطاء بسيطة، كان يمكن اصلاحهم وكان يمكن توفير الرعاية النفسية لهم وانقاذهم والى جانب هؤلاء الاف الشبان والاطفال يطردون سنويا من المدارس والمعاهد وتسلط عليهم وزارة التربية عقوبات تأديبية صارمة وقاسية دون مراعاة الى اي جانب انساني.
تونس تحتاج الى ثورة في مجالات التشريعات ومراجعة القوانين التي دمرت المجتمع وصارت سببا مباشرا في تخريج المنحرفين ، الاف الشباب فقدوا مستقبلهم وخسروا حاضرهم بسبب تشريعات وقوانين بالية تطبيقها يحيلنا على عصور قديمة تجاوزها العالم.
السياسيون الذين يصيحون كل يوم في كل المنابر هم ايضا صاروا خارج الزمن ولن يغفر لهم التونسيون انهم كانوا سببا في تدمير وتخريب مجتمعهم وانهم لم يقدموا لنا سوى الوعود الكاذبة ، بعد عشر سنوات من الصياح والكذب اثبتوا فشلهم وعجزهم عن ادارة الدولة وتسيير دواليبها وانقاذها.
مراجعة التشريعات والقوانين صار واجبا والآن لايمكن ان تستمر الدولة في ظلم ابنائها.
سفيان الاسود

تعليقات الفيسبوك