مع الشروق.. الفلسطينيون... بشر... ويشبهونكم!
تاريخ النشر : 07:00 - 2022/03/09
مستفيدا من تحوّل الاهتمام العالمي صوب الحرب الأوكرانية، عمد الكيان الصهيوني إلى تشديد قبضته على المدنيين العزّل في فلسطين المحتلة... بل أن يد العدوان لم تتوقف عن استهداف الأراضي السورية كما لو أن سوريا ليست عضوا كامل الحقوق والواجبات في الأمم المتحدة وكما لو لم تكن لسيادتها وسلامة أراضيها وأجوائها وشعبها حرمة..
ويبدو أن الأزمة الأوكرانية بكل تداعياتها قد شكّلت تربة خصبة لتنامي مشاعر التمييز والعنصرية بين البشر. وهي بالمناسبة نفس التربة التي ينفّس فيها كيان الاحتلال عن عقده العنصرية إزاء أبناء الشعب الفلسطيني.
حيث دأب على إطلاق آلته العسكرية لاستهداف المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ... كما دأب على إطلاق جرافاته لهدم بيوت الفلسطينيين وممارسة التطهير العرقي في أكمل مظاهره خاصة في مدينة القدس العتيقة (حي الشيخ جراح نموذجا)...
في أوكرانيا وعلى البوابات الحدودية تجري عملية فرز وقحة ومشينة يتم فيها التمييز بين أصحاب العيون الزرقاء والخضراء وأصحاب البشرة البيضاء والشعور الصفراء وبين غيرهم من أصحاب البشرات السمراء والشعور المجعّدة... وبالمحصلة يجري إعطاء الأولوية في عملية الإجلاء والعبور لـ«من يشبهوننا» (على اعتبار أنهم من الأوكرانيين والأوروبيين) فيما يتكدس «الغرباء» في جحيم البرد والعراء والتمييز ويتكدسون في طوابير طويلة.. وهذا السلوك العنصري المريض والمقيت هو تحديدا نفس السلوك الذي يعبّر عنه الصهاينة إزاء أبناء الشعب الفلسطيني... إنه عربي، دعه يموت.. دعه يعرى.. دعه يتشرّد لكأن لسان حال المؤسسة الحاكمة في الكيان الصهيوني يعتمد هذه «الأدبيات» العنصرية قواعد سلوك وتعامل مع الفلسطينيين، قواعد تسوّل لهم قتل الفلسطيني الأعزل حتى ولو كان طفلا، فلن تشفع له براءة الطفولة.. وتسوّل لهم هدم المنازل وتشريد العائلات... بل وتسوّل لهم قطع وقلع أشجار الزيتون في حركات رمزية تحاكي اقتلاع أبناء فلسطين من جذورهم ومن أرضهم التي عاشوا ويعيشون فيها منذ قرون...
الفلسطينيون وفق هذه العقلية وهذه القواعد هم غرباء على أرضهم ومجرّدون من حقوق البشر وكأنهم كائنات من درجة عاشرة... تماما كما هم مجرّدون من حريتهم الضائعة ومن كرامتهم المهدورة ومن حقوقهم الوطنية المغتصبة وأولها حقهم في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كما تنص على ذلك قرارات الشرعية الدولية... كل ذلك والغرب منهمك في التباكي على أوكرانيا متناسيا مأساة الشعب الفلسطيني التي تتواصل منذ عشرات العقود.. مأساة يتشرد وفقها نصف شعب في الشتات والمنافي ويخضع نصفه الآخر لأبشع وأقسى صنوف الاحتلال...
فمتى يدرك الغرب بأن أبناء الشعب الفلسطيني بشر ولهم آمال وحقوق وتطلعات؟ ومتى يدرك بأن أبناء الشعب الفلسطيني بشر تسري عليهم وتشملهم المنظومة الكونية لحقوق الإنسان التي يتباكون عليها في أوكرانيا مع دعمنا لحق الشعب الأوكراني في العيش بسلام؟
ومتى يدرك الغرب أن الحرية هي الحرية، وأن الموازين والمكاييل المزدوجة التي يعتمدها قد انكشف وبانت وجوهها القبيحة.
باختصار، متى يعي الغرب بأن أبناء الشعب الفلسطيني بشر ويشبهون الشعوب الغربية عساه يتحرك لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنصاف شعب يذوق ويلات ودمارات الاحتلال منذ عقود طويلة؟
عبد الحميد الرياحي
مستفيدا من تحوّل الاهتمام العالمي صوب الحرب الأوكرانية، عمد الكيان الصهيوني إلى تشديد قبضته على المدنيين العزّل في فلسطين المحتلة... بل أن يد العدوان لم تتوقف عن استهداف الأراضي السورية كما لو أن سوريا ليست عضوا كامل الحقوق والواجبات في الأمم المتحدة وكما لو لم تكن لسيادتها وسلامة أراضيها وأجوائها وشعبها حرمة..
ويبدو أن الأزمة الأوكرانية بكل تداعياتها قد شكّلت تربة خصبة لتنامي مشاعر التمييز والعنصرية بين البشر. وهي بالمناسبة نفس التربة التي ينفّس فيها كيان الاحتلال عن عقده العنصرية إزاء أبناء الشعب الفلسطيني.
حيث دأب على إطلاق آلته العسكرية لاستهداف المدنيين العزّل من أطفال ونساء وشيوخ... كما دأب على إطلاق جرافاته لهدم بيوت الفلسطينيين وممارسة التطهير العرقي في أكمل مظاهره خاصة في مدينة القدس العتيقة (حي الشيخ جراح نموذجا)...
في أوكرانيا وعلى البوابات الحدودية تجري عملية فرز وقحة ومشينة يتم فيها التمييز بين أصحاب العيون الزرقاء والخضراء وأصحاب البشرة البيضاء والشعور الصفراء وبين غيرهم من أصحاب البشرات السمراء والشعور المجعّدة... وبالمحصلة يجري إعطاء الأولوية في عملية الإجلاء والعبور لـ«من يشبهوننا» (على اعتبار أنهم من الأوكرانيين والأوروبيين) فيما يتكدس «الغرباء» في جحيم البرد والعراء والتمييز ويتكدسون في طوابير طويلة.. وهذا السلوك العنصري المريض والمقيت هو تحديدا نفس السلوك الذي يعبّر عنه الصهاينة إزاء أبناء الشعب الفلسطيني... إنه عربي، دعه يموت.. دعه يعرى.. دعه يتشرّد لكأن لسان حال المؤسسة الحاكمة في الكيان الصهيوني يعتمد هذه «الأدبيات» العنصرية قواعد سلوك وتعامل مع الفلسطينيين، قواعد تسوّل لهم قتل الفلسطيني الأعزل حتى ولو كان طفلا، فلن تشفع له براءة الطفولة.. وتسوّل لهم هدم المنازل وتشريد العائلات... بل وتسوّل لهم قطع وقلع أشجار الزيتون في حركات رمزية تحاكي اقتلاع أبناء فلسطين من جذورهم ومن أرضهم التي عاشوا ويعيشون فيها منذ قرون...
الفلسطينيون وفق هذه العقلية وهذه القواعد هم غرباء على أرضهم ومجرّدون من حقوق البشر وكأنهم كائنات من درجة عاشرة... تماما كما هم مجرّدون من حريتهم الضائعة ومن كرامتهم المهدورة ومن حقوقهم الوطنية المغتصبة وأولها حقهم في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كما تنص على ذلك قرارات الشرعية الدولية... كل ذلك والغرب منهمك في التباكي على أوكرانيا متناسيا مأساة الشعب الفلسطيني التي تتواصل منذ عشرات العقود.. مأساة يتشرد وفقها نصف شعب في الشتات والمنافي ويخضع نصفه الآخر لأبشع وأقسى صنوف الاحتلال...
فمتى يدرك الغرب بأن أبناء الشعب الفلسطيني بشر ولهم آمال وحقوق وتطلعات؟ ومتى يدرك بأن أبناء الشعب الفلسطيني بشر تسري عليهم وتشملهم المنظومة الكونية لحقوق الإنسان التي يتباكون عليها في أوكرانيا مع دعمنا لحق الشعب الأوكراني في العيش بسلام؟
ومتى يدرك الغرب أن الحرية هي الحرية، وأن الموازين والمكاييل المزدوجة التي يعتمدها قد انكشف وبانت وجوهها القبيحة.
باختصار، متى يعي الغرب بأن أبناء الشعب الفلسطيني بشر ويشبهون الشعوب الغربية عساه يتحرك لتطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنصاف شعب يذوق ويلات ودمارات الاحتلال منذ عقود طويلة؟
عبد الحميد الرياحي
