مع الشروق .. الغرب يغرق في مستنقع أوكرانيا

مع الشروق .. الغرب يغرق في مستنقع أوكرانيا

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/07/26

"الهجوم الأوكراني المضاد قائم لكنّه فشل، الغرب بأسره يرى أن معداته الفاخرة تحترق تماما، بل إن المعدات السوفياتية تتفوق عليها في بعض النواحي"، هكذا صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقائه الأخير مع نظيره  وحليفه البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
الهجوم الأوكراني المضاد الذي وضع الغرب كل بيضه في سلّته، لإخضاع روسيا وإجبارها على المفاوضات أو لإذلالها باء بالفشل، وهذا باعتراف غربي وأوكراني خاصة حيث أقرّ وزير الدفاع الأوكراني، أليكسي ريزنيكوف، امس، بأنّ الهجوم المضاد الذي خططت له كييف "لم يحقق أهدافه في الوقت المحدد".
وحتى ماكينة الإعلام الغربية التي صنعت الهجوم الأوكراني المضاد وروّجت عنه أنه لا يصد ولا يرد، باتت الآن تتحدّث أغلبها عن الخيبة من هذا الهجوم بل وحمّلت أوكرانيا فشله بسبب قلة  الكفاءة وسوءالادارة.
وفيما خفت صوت المسؤولين الغربيين، وهو صمت مليء بالمرارة، تتعالى أصوات المسؤولين الروس وحلفائهم منتشية أولا بالصمود وإفشال الهجوم المضاد وثانيا بالتحوّل من الدفاع الى الهجوم.
فشل الهجوم الأوكراني المضاد الذي انطلق رسميا  يوم 4 جوان الماضي، كان  لسببين رئيسيين فاجأ المؤسسة العسكرية الاوكرانية وخاصة المؤسسات العسكرية الغربية التي يشرف بعضها على الهجوم بشكل مباشر.
السبب الأول هو تطوّر قدرات الجيش الروسي القتالية والتكتيكية وأخذ الدروس من النكسات السابقة وخاصة خسارة أجزاء واسعة من خاركيف سبتمبر الماضي ومن خسارة نصف خيرسون في الجنوب.
أما السبب الثاني فهو صمود القوات الروسية وبناؤها "حزاما دفاعيا قويا" أعطب القوات الأوكرانية وأرهقها بشكل كبير وكبّدها خسائر فادحة خاصة في الآليات العسكرية الغربية خاصة دبابة "ليوبارد" الألمانية ومدرّعة "برادلي" الامريكية.
الأكثر من ذلك أن القوات الروسية تحوّلت من الصمود وصدّ الهجوم المضاد في شرق وجنوب اوكرانيا، الى الهجوم في شمال شرق اوكرانيا، تحديدا في خاركيف أين تريد موسكو استرجاع ما خسرته في سبتمبر الماضي.
وسط كل ذلك سرت الخيبة العميقة في الاوساط الغربية بشكل كبير، حيث أشار أوليغ سوسكين، مستشار الرئيس الأوكراني الأسبق، ليونيد كوتشما إلى أن "رفض الغرب إمداد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة، يضعها في موقف صعب وخطير، ما يعتبر تمهيدا لاستسلامها وهزيمتها".
أكثر من ذلك، ما أفادت به صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بأنّ المسؤولين العسكريين الغربيين كانوا على علم، قبل بدء الهجوم الأوكراني المضاد، بأن كييف "لا تملك قدراتٍ تدريبية أو أسلحة أو قذائف كافية لمواجهة القوّات الروسية".
مؤشرات الانقسام والخيبة بدأت تظهر تدريجيا على الجانب الغربي، حيث قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (مرشّح بقوة للفوز مجددا سنة 2024) إن "على أوروبا أن تقدّم أكثر من 100 مليار دولار دعما لأوكرانيا، حتى يتسنى لها مضاهاة المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة".
فاتورة الحرب باتت باهظة للغربيين، وعوض استنزاف روسيا باتوا هم المستنزفون، لذلك بدأت بعض  الدول في إغلاق حنفية المساعدات المالية العسكرية على اوكرانيا، والأشهر القادمة ستكون حاسمة للجميع.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك