…حكاية جلب المستثمرين الى تونس ودعم حركة الإستثمار تبين للأسف أنها كذبة كبرى تستمر على مدى كل هذه السنوات…
الحديث عن إجراءات دعم الإستثمار هو حديث عن السراب في تونس ، آخر الأخبار تؤكد أن شركة هامة في مجال الطاقة تستعد لمغادرة البلاد التونسية بعد أن غادرتها خلال المدة الماضية واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال الطاقة في حين أفادت أخبار أخرى أن مشروع استثماري خليجي كبير انتقل الى إسبانيا بعد أن عجز عن الاستثمار في تونس رغم كل المجهودات التي بذلت وكل الوساطات التي تمت …
في الأثناء عجزت واحدة من أهم المجموعات الاستثمارية النمساوية عن إنجاز مشروع استثماري ضخم في ولاية ڤابس يمكن أن يشغل أكثر من خمسة آلاف عامل بسبب عراقيل كثيرة حالت دون تمكين هذه المجموعة الإستثمارية من التقدم في مشروعها العملاق …
لماذا تسعى كل الدول في العالم اليوم الى فتح الطريق أمام المستثمرين في حين تغلق الأبواب أمامهم في تونس ، أين الحكومة من كل ما يحدث ويعترض المستثمرين من عراقيل وصعوبات في بلد يحتاج الى الاستثمار أكثر من أي وقت مضى …
الحكومة التونسية اليوم مطالبة اليوم بمراجعة كل المنظومة التشريعية وإلغاء ترسانة القوانين المعقدة والمعطلة للاستثمار في تونس ومطالبة بمنح حوافز جديدة وسخية على غرار باقي بلدان العالم …
لقد ثبت اليوم أن الادارة هي أكبر معطل للاستثمار في تونس وأن عدم مراجعة القوانين سيجعلنا في مقدمة الخاسرين ، نطالب اليوم ببعث هيكل موحد ووحيد للاستثمار في تونس يتولى تذليل الصعوبات وإزالة العراقيل...
تونس اليوم تحتاج الى كل الجهود لإنقاذها وتحتاج الى فتح الطريق أمام المستثمرين في وقت تقل فيه فرص العمل للشباب العاطل والباحث عن فرص الهجرة غير الشرعية …
لا يمكن أن تتواصل قوانين الاستثمار في تونس بكل هذا التخلف وبكل ذلك التعقيد …
سفيان الأسود