مع الشروق .. الخداع والتضليل الأمريكي في حرب غزّة

مع الشروق .. الخداع والتضليل الأمريكي في حرب غزّة

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/06/15

مع دخول حرب الابادة في غزّة شهرها التاسع ، مزال التضليل والخداع الامريكي سيد الموقف سواء في ما يتعلق بالمفاوضات المتعثرة التي تقودها وتتهم المقاومة بتعطيلها ، او من خلال تحركاتها العسكرية المريبة في شواطئ غزة ومشاركتها العسكرية في مجزرة النصيرات التي أودت بحياة اكثر من مائتي شهيد وسط القطاع.
آخر فصول التظليل الامريكي للرأي العام الدولي قصد قلب الحقائق هو اتهام وزير الخارجية انتوني بلينكن ، الذي يصف نفسه بالصهيوني ، للمقاومة في غزة بعرقلة التوصل الى صفقة لوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى والمحتجزين ، بعد ان ادعى ان حركة حماس تأخرت في تقديم ردها الذي جاء عبر الوسطاء. وتمادى هذا الوزير في مجانبة الصواب بعد ان صرّح ان الكيان الصهيوني مستعد لقبول صفقة وقف الحرب ليأتي الرد والتكذيب سريعا من رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي الذي قال ان بلاده لن تقبل بالصفقة وستواصل الحرب حتى استعادة الاسرى وتحقيق النصر المزعوم.
هذه السقطة الامريكية الجديدة هي واحدة من بين التناقضات العديدة التي تمارسها الولايات المتحدة الامريكية منذ بداية العدوان سيما بعد تأكيدها المتواصل الوقوف في خندق الكيان الصهيوني ودعم جرائمه في غزة تحت ذريعة الدفاع عن النفس ، إضافة الى امدادها للكيان المحتل بشتى انواع الاسلحة لارتكاب المجازر بحق المدنيين وآخرها مذبحة النصيرات التي نفّذت بتوقيع القنابل والصواريخ الامريكية.
امريكا لم تدعم مجزرة النصيرات بالقنابل فقط ، بل ارسلت قواتها للمشاركة في هذه المجزرة التي ارتكبت من اجل استعادة 4 أسرى صهاينة ، حيث قال مسؤول أمريكي لصحيفة "نيويورك تايمز" إن فريقا أمريكيا رسميا متمركزا في إسرائيل ومتخصصا في إنقاذ الرهائن، شارك في العملية من خلال توفير معلومات استخبارية وغيرها من الدعم اللوجستي. كما اعترفت القيادة العسكرية الأمريكية الوسطى أن الجيش الإسرائيلي استخدم الميناء الامريكي المخصص للمساعدات خلال عملية استعادة الاسرى.
اذن كل هذه الدلائل والتحرّكات والتصريحات تؤكد ان واشنطن شريكة بشكل رسمي في العدوان على غزّة ، وهي تحاول اليوم ايهام العالم بأنها وسيط نزيه بين المقاومة والاحتلال رغم تبنيها المطلق للخطاب الاسرائيلي ومنعها لكل محاولات ادانة قادة الاحتلال واعتراضها عديد المرات على وقف العدوان في مجلس الامن. وكل هذا يجعلها شريكا وحليفا للصهاينة ، لا وسيطا نزيها ، وهو ما تعيه المقاومة جيدا وتدركه منذ اليوم الاول.
ويبقى التساؤل هنا ماهي غاية امريكا من التوسّط اليوم بين المقاومة الباسلة والعدو الصهيوني المجرم لوقف العدوان بعد لعبها دور الوساطة لإعادة الهدوء ؟. ومن خلال جملة الشواهد والتناقضات يبدو ان هدف امريكا واضح وهو محاولة ابتزاز المقاومة والضغط عليها ودفعها لرفض اي صفقة لتوفير غطاء دولي وقانوني لمواصلة الحرب على غزة. اما الهدف الامريكي الثاني فهو السعي لتوريط المقاومة في دوامة المفاوضات لتحقيق الاهداف الصهيونية في ميدان الديبلوماسية بعد ان عجزوا عن تحقيق اهدافهم في ساحات القتال.
وفي العموم يبدو ان كل التحركات الامريكية سواء بتبنيها ملف المفاوضات او الادعاء بتوفير المساعدات هي محاولة لركوب موجة الانسانية المتعاطفة مع فلسطين قصد تجميل صورتها البشعة التي تشوهت بسبب دعمها لإبادة غزة وتسببها في استشهاد اكثر من 37 ألف مواطن..
ناجح بن جدو
 

تعليقات الفيسبوك