مع الشروق .. التمديد في العطل.. والإفراط في العمل!

مع الشروق .. التمديد في العطل.. والإفراط في العمل!

تاريخ النشر : 08:14 - 2024/04/15

وعاد بعض الموظفين اليوم الاثنين إلى عملهم بعد أن اتخذوا " عنوة " لأنفسهم عطلة عيد مطولة ألحقوا بها يوم الجمعة  لينهوا أسبوعا كاملا تقريبا تحت عنوان عطلة عيد الفطر المبارك ..
ونشط الأطباء وسلّم بعضهم ، ودون فحوصات طبية شهائد تؤكد أن هذا الموظف مريض يوم الجمعة فقط ، وسيعافى بإذن الله اليوم الاثنين ويعود إلى سالف عمله بأكثر حيوية ونشاط ، وبضمير مهني  حي يؤمن إيمانا جازما أن العمل واجب وطني وخدمة المواطن فرض ديني ومدني..
هكذا هو حال بعض إداراتنا ، وذاك هو حال بعض موظفينا يسرقون الوقت للراحة على حساب مصلحة المواطن والوطن ، المهم " هوما دبروا روسهم " في يومي راحة رغم أنف " الدولة " التي لم تتساهل مع موظفيها لتمطط عطلة عيد الفطر وتمددها بما يخدم النفوس المريضة العليلة.
بعض إداراتنا في الأيام العادية شبه مشلولة ، شبابيك خالية من موظفيها ، وموظف يتقد حيوية ونشاطا موجود في مكتبه ، إما بهاتفه يتلقى الأوامر من الزوجة  لجلب خبزة عند العودة ، أو أمام جهاز حاسوب يتصفح من خلاله " الفايسبوك " و" التيك توك " و"الأنستغرام " ويكتب التدوينات ويعلق على بعض الأخبار التي تهزه وتستفزه ، وعلى شفتيه كلمة يرددها بشكل ببغائي "ارجع غدوة " ، فالزميل المكلف بهذه الوثائق في اجتماع رسمي مع " عرفو " ..
تلك هي بعض إداراتنا في الأيام العادية من العام ، فما بالك بأيام العيد وبعده وقبله ، فأغلب المكاتب وجدران الأروقة الخالية من الموظفين حفظت عن ظهر قلب هذه الجمل الكاذبة ، ولو نطقت حجارتها ومناضدها لشهدت على قدرة بعض الموظفين على الاجتهاد في طرق " الفصعة " وأساليب " التكربيل" المبتكرة ومناهج " التسلحيب " المستحدثة للتخلي عن العمل .. 
إداراتنا مشلولة يوم السبت في أغلبها ، وبعض الأصوات تنادي بإلغاء هذه الراحة الأسبوعية لعدد من المؤسسات العمومية لأنها في تقديرهم لا تساير في راحتها بقية المؤسسات كالتعليم والصحة والنقل وغيرها من القطاعات الحيوية ..
إدارات تونسية تشتغل وأخرى لا ، في وطن بحاجة إلى كل يوم عمل وكل ساعة عمل بل وكل دقيقة عمل .. في بلد يحتاج للبناء وإلى الشغل المضاعف ، فلا بناء دون عمل ولا تطوّر دون إنتاج وإنتاجية ودون عملة وموظفين يؤمنون أن العمل عبادة وحب للوطن ..
صحيح أن بعض الدول تدرس حاليا تقليص أسبوع العمل إلى أربعة أيام عوضا عن خمسة..لكن أين نحن من هذه الدول وفي وطني مصطلح سحري يقول "ارجع غدوة" ، وموظفون متّهمون بكثرة العمل والإفراط فيه ..عفوا نسيت أن اذكر أن عددا كبيرا من تلاميذنا وطلبتنا مددوا عطلتهم هم الآخرون وتغيبوا يوم الجمعة والسبت ..وكل عام وأيامنا    وأعيادنا مطوّلة ..
راشد شعور  

تعليقات الفيسبوك