مع الشروق .. أوهن من بيت العنكبوت

مع الشروق .. أوهن من بيت العنكبوت

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/06/20

ما أقدم عليه حزب الله اللبناني من اختراق لأدق المواقع الإسرائيلية وأكثرها حساسية سواء منها العسكرية أو الاقتصادية أو المدنية يشكّل بكل المقاييس هزيمة استراتيجية غير مسبوقة للكيان الصهيوني الغاصب ويثبت حالة الضعف التي تعتريه والتي تجعل منه مجرد أكذوبة إعلامية واتصالية تم التسويق لها لضمان مصالح القوى الاستعمارية في المنطقة ومنع كل نهضة عربية ممكنة خصوصا وأن دولنا تملك من مقومات التطور البشرية والمالية والحضارية الشيء الكثير وهو ما تدركه قوى الهيمنة تلك.
عمق الهزيمة الصهيونية لا يتجلى فقط في تعرية الكيان المحتل بالكامل وكشف أدق تفاصيله فحسب وهي الهزيمة المذلّة لأن ما تم كشفه يُعدّ من قبيل الأمن القومي الاستراتيجي لكل دولة وإن تم كشفه فإن ذلك يعني بالمحصّلة أن الدولة مستباحة ومكشوفة للعدو والصديق، بل إن الإذلال الحقيقي يعود إلى أن الطرف الذي اخترق قلب إسرائيل هو إحدى قوى المقاومة وليس دولة قائمة الذات بقوتها ومخابراتها وجيشها بل فصيل مقاوم مهما كانت قوته فإنه لا يرتقي مطلقا لمقوّمات الدولة المجهّزة وهنا بالذات ينكشف ضعف هذا الكيان الغاصب.
فطائرة "الهدهد" التي صالت وجالت كما أرادت في عمق إسرائيل وصوّرت كما طاب لها المناطق العسكرية الحساسة والمواقع الاقتصادية والتجارية والمدنية فإنها بذلك توجّه رسالة مكتملة الأركان إلى قادة الكيان الصهيوني حول امتلاكها للعديد من خيوط اللعبة وقدرتها على الوصول إلى أي منطقة تريدها في قلب الكيان الغاصب في ظلّ وضع دقيق تشهده المنطقة وارتفاع التوتر على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع تواصل تعنت رئيس الحكومة الفاشية نتنياهو ومواصلته للعدوان الظالم في غزة ورفح واستعداده لإشعال فتيل حرب شاملة لمجرّد هوسه بالسلطة والرغبة في استدامة أمد حكمه.
هذه الهزيمة الاستخباراتية والعسكرية المذلة للصهاينة يقابلها تواصل الجنون الصهيوني من خلال مصادقة جيش الاحتلال على خطط عملياتية لشنّ هجمات في لبنان وهو ما يشير بوضوح إلى أن المنطقة مقبلة على أيام صعبة في الفترة المقبلة ولكن نتيجتها لن تكون مطلقا لصالح الكيان المحتل الذي فشل لأكثر من ثمانية أشهر في كسر شوكة المقاومة وبالتالي فإن أي عمل متهور آخر باستهداف دولة عربية ستكون مغامرة غير محسوبة العواقب لأن إسرائيل فقدت كل مقومات الردع لديها وعرّتها المقاومة بالكامل وأثبتت عجزها ووهنها لولا دعم حلفائها لها الذي يمكّنها فقط من الصمود ولم يمنحها مطلقا القدرة على تحقيق الانتصار في ظل الضربات المتتالية والهزائم المتوالية التي تتخبّط فيها بشكل غير مسبوق.
هاشم بوعزيز
 

تعليقات الفيسبوك