مع الشروق .. «وما تدري نفس بأي أرض تموت»...لكن !

مع الشروق .. «وما تدري نفس بأي أرض تموت»...لكن !

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/06/24

إقالة وزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي على خلفية وفاة 49 حاجا بمكة المكرمة كانت منتظرة ، ففي الوقت الذي تتلوى فيه العائلات هنا حزنا وكمدا على وفاة أو ضياع قريب هناك، كان الوزير في الأراضي المقدسة يلتقط صور " سلفي " مستفزة  للمشاعر..
لن أتوقف هنا عند السياسة الاتصالية لبعض الوزارات والمؤسسات والإدارات ، فيكفي متابعة بعض البلاغات لنتوقف عند كوارث في الصياغة والتعبير ، في الدفاع والتبرير، في التصرف وحسن التدبير ..الأمر يحتاج في تقديرنا إلى المراجعة ، والمراجعة قد تبدأ بمراجعة المسؤول لطريقة تواصله واتصاله.. العاملون معه من بعض الزملاء  ومدى نجاعتهم وحرفيتهم .. لن أتوقف عند هذه النقاط رغم أهميتها لأن المجال لا يسمح ،وقد نعود إليها في بطاقة مستقلة نشير فيها إلى بعض الثغرات في عدد من المؤسسات وطنيا وجهويا ، ثغرات تستوجب المراجعة على الأقل ،مع اقرارنا بوجود ملحقين إعلاميين يتمتعون بحرفية كبرى.  
    الوزير وبعد صور "السلفي" تحدث على استحياء شديد على إمكانية وجود تقصير ، "مبشرا " بالتقييم والمحاسبة .." ، فكان القرار سريعا بالإقالة التي قد لا تتوقف معه  لتشمل ربما مسؤولين آخرين ووعاظ ومعتمدين للشؤون الدينية لم يكلفوا أنفسهم عناء مواساة عائلات فقدت حبيبا فاضت روحه في البقاع المقدسة .
وزارة الشؤون الدينية ليست وحدها مسؤولة عن التقصير ، فهناك هياكل أخرى من مؤطرين ومسعفين بعضهم تغيب عنه شعائر الحج ومصاعبها ومشاغلها وطريقة متابعة ومرافقة حجيج منهم من تجاوز الـ80 من عمر رسم في أجسامهم أمراضا وعللا ، والبعض الآخر يدفعه التوق إلى الرحمان ومغفرته ، إلى الاندفاع دون احتساب للعواقب ..
الطقس حار جدا في البقاع المقدسة  والشمس تلفح بقوة ، هذا صحيح ، عدد الحجاج من غير الرسميين كبير،  وهذا صحيح أيضا .. لكن كل هذا لم يكن في عالم "الغيبيات" ، بل كان معلوما ومنتظرا ، وكان على " المسؤولين " التوقي  باتخاذ كل الإجراءات الكفيلة للتقليل على الأقل من عدد وفيات حجاجنا بل وكل حجاج الأمة الإسلامية رحمهم الله جميعا. 
أسباب كثيرة كانت وراء وفاة أكثر من الف حاج  هذا العام ، من أبرزها الحرارة التي بلغت في السعودية 45 درجة مائوية، وفي مكة سجلت 52 درجة ، ومع الحرارة والشمس الحارقة ، التدافع ، عدم اتخاذ الحيطة والتوقي ،كبر سن الحجيج في أغلبهم ، النقص في أجهزة التبريد والنقل ..وغيرها من الأسباب التي كانت وراء وفاة هذا العدد الكبير من حجيجنا هذا العام رحمهم الله تعالى.
المطلوب لاحقا التوقي وأخذ الحيطة بشكل دقيق ومعمق من خلال التنسيق الجيد مع السلطات السعودية ، مراجعة طريقة تنظيم الحج ، التعامل مع وكالات الأسفار ، المؤطرون والمسعفون ..وغيرها من الطرق والوسائل التي تستوجب المراجعة لضمان القيام بالركن الخامس من ديننا الحنيف  في ظروف جيدة.
راشد شعور
 

تعليقات الفيسبوك