مع الشروق : «الدبلوماسية الرياضية» والترويج لصورة تونس
تاريخ النشر : 19:06 - 2025/11/20
خلال اليومين الأخيرين، تردّد اسم تونس في وسائل الاعلام العالمية وعلى منصات التواصل الاجتماعي في عديد دول العالم كما لم يتردد من قبل، وذلك بعد المقابلة التي جمعت المنتخب الوطني لكرة القدم بنظيره البرازيلي مساء الثلاثاء بمدينة ليل الفرنسية.. مُجرد مقابلة ودّية جعلت اسم تونس وصور علمها يتصدران عشرات المرات الصحف والمجلات والبرامج الرياضية على التلفزات والاذاعات بعديد دول العالم بعد ان قدمت أبناء الفريق الوطني أداء متميزا وبطوليا ضد اسطورة كرة القدم العالمية الفريق البرازيلي وهو يعج بأفضل نجومه وحققوا أمامه تعادلا إيجابيا كانت فيه المبادرة بالتسجيل لتونس .
مقابلة تاريخية روّجت لاسم تونس كما لم تروج له سابقا اية تظاهرة أخرى، وجاءت لتؤكد أن الرياضة تتحول أحيانا إلى «دبلوماسية» يمكن أن تنافس كل اشكال الدبلوماسيات الاخرى التي تسعى للتعريف بتونس وللترويج لصورتها ولسياحتها ولمنتجاتها ولقدراتها الاقتصادية ولموروثها الثقافي والحضاري بما في ذلك الديبلوماسية الاقتصادية والديبلوماسية الثقافية والفنية وغيرها. فاسم تونس تصدر بعد المقابلة الصفحات الأولى من الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية والعناوين الرئيسية لعديد البرامج الرياضية في عديد الدول فضلا عن منصات التواصل الاجتماعي .
ملايين المشاهدين حول العالم تابعوا ما ردّده المعلق الإماراتي عامر عبد الله على قناة أبو ظبي - الناقلة الحصرية للمباراة – عن تونس وعن شعبها وعن صورتها الثقافية والحضارية.. والملايين تابعوا – الى جانب الأداء المتميز للمنتخب الوطني - الحضور الجماهيري الكبير في ملعب مدينة ليل الفرنسية وما خلقه من أجواء احتفالية رائعة كشفت مدى تعلق الشعب التونسي بالرياضة بشكل عام وبالرياضة الكونية الأولى - كرة القدم - بشكل خاص التي عادة ما تجمع الشعوب والدول حول مبادئ السلم وروابط التحابب الإنساني والأخلاقي. وهو ما يؤكد أهمية «الدبلوماسية الرياضية» في الترويج لصورة الدول ولمواصفات شعوبها..
وقد جاءت هذه المباراة لتؤكد مرة أخرى أن الرياضة ما انفكت تساهم في مزيد انفتاح الدول على بعضها البعض وفي تقريب الشعوب وتحقيق التحابب والألفة بينها وخاصة في التعريف بالدول وبشعوبها وبصورة الدولة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية والحضارية والثقافية. وكل ذلك من شأنه أن يساهم بدوره في تحقيق التقارب والتعاون الاقتصادي والتنموي بين الدول وفي تدعيم الانفتاح السياحي للشعوب على بعضها البعض، وهو ما قد تعجز عنه أحيانا الدبلوماسية الاقتصادية او غيرها من أشكال الدبلوماسيات الاخرى.
أصبحت مراهنة الدول اليوم على الرياضة لا تقل أهمية عن المراهنة على النمو الاقتصادي وليست أقل شأنا من المراهنة على التطور التكنولوجي او من التقدم العلمي والصناعي. وقد أصبحت الحكومات تُخصص ميزانيات مالية خيالية للعناية بمنشآتها الرياضية وبالرياضيين وبالتجهيزات وبكل ما يتطلبه هذا القطاع من إمكانات وقدرات لوجيستية وتنظيمية وتجني في المقابل ثمارا لا يقدر بثمن على الصعيد المالي وأيضا على الصعيد الاقتصادي والتنموي وكذلك من الناحية الاجتماعية. حيث تساهم الرياضة في تهذيب الذوق العام لدى الناشئة ولدى المجتمع بشكل عام وتساهم في التقليل من منسوب الجريمة وغيرها من المظاهر السيئة الاخرى.
في تونس لا يمكن ان تقوم الرياضة اليوم بهذه الادوار وهي في وضعها الحالي. ورغم أن التاريخ يحفظ لتونس عديد النجاحات الرياضية التي تحققت على مرّ السنين والمتواصلة الى الآن، ورغم المهارات المتعددة المتوفرة في مختلف أصناف الرياضات ورغم الكفاءات البشرية المتاحة على الصعيد الفني والإداري، إلا أن وضع الرياضة تراجع اليوم بشكل لافت. فحالة أغلب المنشآت الرياضية (الملاعب والقاعات الرياضية والمسابح..) تراجعت بشكل لافت بل ان بعضها اصبح غير صالح للاستعمال، وأغلب التجهيزات بدورها تقادمت ولم يقع تجديدها، والجانب التنظيمي والاداري في أغلب الاختصاصات الرياضية مازال مهمشا وتسوده الفوضى وسوء التسيير وبعض الشبهات. وقد آن الأوان اليوم لأن يكون رهان الدولة على الرياضة بشكل عام وعلى كرة القدم بشكل خاص أكثر قوة ونجاعة من أي وقت مضى على مستوى الميزانيات المالية المخصصة وعلى المستوى التنظيمي والإداري.
فاضل الطياشي
خلال اليومين الأخيرين، تردّد اسم تونس في وسائل الاعلام العالمية وعلى منصات التواصل الاجتماعي في عديد دول العالم كما لم يتردد من قبل، وذلك بعد المقابلة التي جمعت المنتخب الوطني لكرة القدم بنظيره البرازيلي مساء الثلاثاء بمدينة ليل الفرنسية.. مُجرد مقابلة ودّية جعلت اسم تونس وصور علمها يتصدران عشرات المرات الصحف والمجلات والبرامج الرياضية على التلفزات والاذاعات بعديد دول العالم بعد ان قدمت أبناء الفريق الوطني أداء متميزا وبطوليا ضد اسطورة كرة القدم العالمية الفريق البرازيلي وهو يعج بأفضل نجومه وحققوا أمامه تعادلا إيجابيا كانت فيه المبادرة بالتسجيل لتونس .
مقابلة تاريخية روّجت لاسم تونس كما لم تروج له سابقا اية تظاهرة أخرى، وجاءت لتؤكد أن الرياضة تتحول أحيانا إلى «دبلوماسية» يمكن أن تنافس كل اشكال الدبلوماسيات الاخرى التي تسعى للتعريف بتونس وللترويج لصورتها ولسياحتها ولمنتجاتها ولقدراتها الاقتصادية ولموروثها الثقافي والحضاري بما في ذلك الديبلوماسية الاقتصادية والديبلوماسية الثقافية والفنية وغيرها. فاسم تونس تصدر بعد المقابلة الصفحات الأولى من الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية والعناوين الرئيسية لعديد البرامج الرياضية في عديد الدول فضلا عن منصات التواصل الاجتماعي .
ملايين المشاهدين حول العالم تابعوا ما ردّده المعلق الإماراتي عامر عبد الله على قناة أبو ظبي - الناقلة الحصرية للمباراة – عن تونس وعن شعبها وعن صورتها الثقافية والحضارية.. والملايين تابعوا – الى جانب الأداء المتميز للمنتخب الوطني - الحضور الجماهيري الكبير في ملعب مدينة ليل الفرنسية وما خلقه من أجواء احتفالية رائعة كشفت مدى تعلق الشعب التونسي بالرياضة بشكل عام وبالرياضة الكونية الأولى - كرة القدم - بشكل خاص التي عادة ما تجمع الشعوب والدول حول مبادئ السلم وروابط التحابب الإنساني والأخلاقي. وهو ما يؤكد أهمية «الدبلوماسية الرياضية» في الترويج لصورة الدول ولمواصفات شعوبها..
وقد جاءت هذه المباراة لتؤكد مرة أخرى أن الرياضة ما انفكت تساهم في مزيد انفتاح الدول على بعضها البعض وفي تقريب الشعوب وتحقيق التحابب والألفة بينها وخاصة في التعريف بالدول وبشعوبها وبصورة الدولة الاجتماعية والاقتصادية والسياحية والحضارية والثقافية. وكل ذلك من شأنه أن يساهم بدوره في تحقيق التقارب والتعاون الاقتصادي والتنموي بين الدول وفي تدعيم الانفتاح السياحي للشعوب على بعضها البعض، وهو ما قد تعجز عنه أحيانا الدبلوماسية الاقتصادية او غيرها من أشكال الدبلوماسيات الاخرى.
أصبحت مراهنة الدول اليوم على الرياضة لا تقل أهمية عن المراهنة على النمو الاقتصادي وليست أقل شأنا من المراهنة على التطور التكنولوجي او من التقدم العلمي والصناعي. وقد أصبحت الحكومات تُخصص ميزانيات مالية خيالية للعناية بمنشآتها الرياضية وبالرياضيين وبالتجهيزات وبكل ما يتطلبه هذا القطاع من إمكانات وقدرات لوجيستية وتنظيمية وتجني في المقابل ثمارا لا يقدر بثمن على الصعيد المالي وأيضا على الصعيد الاقتصادي والتنموي وكذلك من الناحية الاجتماعية. حيث تساهم الرياضة في تهذيب الذوق العام لدى الناشئة ولدى المجتمع بشكل عام وتساهم في التقليل من منسوب الجريمة وغيرها من المظاهر السيئة الاخرى.
في تونس لا يمكن ان تقوم الرياضة اليوم بهذه الادوار وهي في وضعها الحالي. ورغم أن التاريخ يحفظ لتونس عديد النجاحات الرياضية التي تحققت على مرّ السنين والمتواصلة الى الآن، ورغم المهارات المتعددة المتوفرة في مختلف أصناف الرياضات ورغم الكفاءات البشرية المتاحة على الصعيد الفني والإداري، إلا أن وضع الرياضة تراجع اليوم بشكل لافت. فحالة أغلب المنشآت الرياضية (الملاعب والقاعات الرياضية والمسابح..) تراجعت بشكل لافت بل ان بعضها اصبح غير صالح للاستعمال، وأغلب التجهيزات بدورها تقادمت ولم يقع تجديدها، والجانب التنظيمي والاداري في أغلب الاختصاصات الرياضية مازال مهمشا وتسوده الفوضى وسوء التسيير وبعض الشبهات. وقد آن الأوان اليوم لأن يكون رهان الدولة على الرياضة بشكل عام وعلى كرة القدم بشكل خاص أكثر قوة ونجاعة من أي وقت مضى على مستوى الميزانيات المالية المخصصة وعلى المستوى التنظيمي والإداري.
فاضل الطياشي