مع الشروق..التقارب المصري التركي... ومصير الإسلام السياسي !

مع الشروق..التقارب المصري التركي... ومصير الإسلام السياسي !

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/05/06

احتضنت القاهرة أمس أولى جلسات التقارب بين مصر وتركيا بعد ثماني سنوات من الجفاء اتخذت خلالها تركيا مواقف عدائية من النظام المصري وفتحت فيها الباب للمتطرفين المصريين ومكنتهم من الإقامة ومن بعث المشاريع والفضائيات والمواقع الألكترونية لمهاجمة النظام المصري وثورة 30يونيو التي خلصت مصر من الأخطبوط الاخواني الجاثم عليها منذ 1928والذي كان دائما حاجزا أمام التنمية والتحديث ودفع المصريون ثمنا غاليا من أجل التخلّص من هذا الأخطبوط. 
ولم تكن أزمة العلاقات المصرية التركية مقتصرة على البلدين إذ امتدت الأزمة بالوكالة إلى الدول التي يتمتع فيها الإخوان بنفوذ سياسي ومالي مثل تونس وليبيا إذ أصبحت تركيا تقود حربا إقليمية على مصر خاصة في ليبيا ولكن بعد أن تم حشرها في الزاوية على إثر الاتفاقيات التي أبرمتها مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج وحالة جنون العظمة التي أصابت أردوغان فهم الأتراك أن سياسة التنطع والمكابرة واستعداء الجميع وفتح جبهات في كل مكان من اليونان إلى قبرص إلى مصر إلى العراق إلى سوريا لا يمكن أن تحقق لهم إلا النكسات والحصار مثل الحصار الذي عاناه النظام العراقي قبل أن يسقط بتدخل أمريكي مباشر وليتم احتلال العراق! 
ولتجنّب هذا المصير يحاول اليوم أردوغان وحزبه  العدالة والتنمية التقرّب من النظام المصري الذي أصبح القوة العسكرية والاقتصادية الصاعدة في منطقة الشرق الأوسط فالرئيس عبدالفتاح السيسي  يشكّل اليوم رجل الشرق الأوسط القوي وسيكون الحضور المصري سواء في إعادة الإعمار في ليبيا أو في ترتيبات الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية أو في منطقة القرن الافريقي وأزمة سد النهضة والمسار السياسي في السودان محددا في كل هذه الملفات والقضايا الإقليمية. 
لقد تعافت مصر رغم الضريبة الغالية التي دفعتها بسبب إرهاب الإخوان ونجحت خلال أقل من عشر سنوات في تحقيق مؤشر تنمية لافت بعد أن تخلّصت من الإسلام السياسي المعادي لحرية الشعوب واستقلالها وهو مخلب الاستعمار الجديد وما تعانيه تونس منذ عشر سنوات هو ضريبة حكم الإسلام السياسي المبني على معاداة قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتجارة بالدين. 
فتركيا التي كانت تقود الحرب على مصر وتدعم الإسلام السياسي تشتري ود القاهرة وهي مستعدة لأي تنازلات من أجل أن ترضى القاهرة بما فيها تسليم الأرهابيين المور طين في قتل المصريين. 
نورالدين بالطيب 

تعليقات الفيسبوك