مع الشروق .. لا فرق بين أنياب كلاب العدو وجامعيّ مُطبّع...
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/07/20
انتفضت عشرات الجامعات الأوروبية على الصهاينة وامتثلت لاحتجاجات طلابها الشّرسة في مناصرتهم للفلسطينيين، وقطعت علاقاتها الأكاديمية مع جامعات اسرائيلية ، ولم تعد تهتم بالانخراط في مجتمع البحث العلمي الدولي الذي بات يُسيل لعاب الباحثين.
جامعات بإسبانيا ، بلجيكيا، الدنمارك ، إيطاليا ، هولاندا، وحتى بعض جامعات من داخل الجُحْر الأمريكيّ نفسه ، ومن داخل بريطانيا الداعمة لحرب الإبادة على الفلسطينيين، أعلنت تحْت الضغط الطلاّبي مقاطعتها اسرائيل أكاديميّا ورفض التعامل مع جامعات صهيونية بأيّ شكل من الأشكال. وما إذا كانت هذه المواقف تُطبّق على أرض الواقع أو تظل مجرّد قرار أتّخذ تحت الضغط، فإنّها في النّهاية تُحسب وتُسجّل من المواقف الشُجاعة.
فقد فتحت الصورة أعين العالم على الحقيقة وفضحت توحّش العدوّ وظلمه في حرب إبادة يشنّها ضدّ أصحاب الأرض منذ أكثر من سبعين سنة ، وعرّت المواقف بعد السّابع من أكتوبر وطوفان الأقصى ،وأعادت تشكيل الوعي العالمي وإعادة النظر في بعض المفاهيم والمصطلحات مثل القيمة والمبدأ والشهامة والإنسانية والأخوّة التي لم تعد حكرا على العرب.
وبان بالكاشف أنّ أنظمةَ عديد الدول العربية ليست غير أياد تُحرّكها القوى المتحكّمة في العالم عن بعد باستعمال منطق المصلحة والضغط وتوظيف "النُّخب" وهي الأقدر على فهم خطورة هذه المصطلحات وإدراكها وتبيّنها أكثر من غيرها، ومع ذلك تصيبها التعمية وتفعل العكس.
أمام هذا الوعي الأوروبي المتغيّر ، تواصل بعض جامعاتنا التونسيّة للأسف التورّط في التطبيع، وفتح الباب أمام أكاديميين صهاينة أو هرولة بعض جامعييها في اتجاه هؤلاء بحثا عن المناصب والمواقع والامتيازات المالية والجوائز والألقاب العلمية تحت غطاء الحرية الأكاديمية والعلمية والانفتاح على الآخر.
يتذكّر المتابعون لهذا الملف ماحدث في جامعة منوبة منذ سنوات قليلة مع عميدها السّابق ، وفضيحة تورّطه مع الصهاينة ، وما حدث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس باستضافة أكاديمية من جامعة إسرائيلية(جوليا بيترس رسنيك) في مؤتمر نظمه مخبر بحث علم الاجتماع بالكلية ، واسْتضَافتها أيضا في ندوة عن بُعد من جامعة المنار ، انتهى الأمر ببيانات الغضب والتنديد من الأساتذة الشرفاء ، لكن طوي الملف بلا عودة رغم تورّط جامعيان من وحدة البحث في دعوتها للمشاركة وهما ينشطان إلى اليوم في نفس المجال، بل أجزيا!! .
لم يكن ما حدث في كلية صفاقس مجرّد زلّة قدم، كما لم تسع رئاسة الجامعة وعمادة الكلية ومن ورائهما وزارة التعليم العالي إلى الضغط على الأطراف المتورّطة في هذه الزيارة المشبوهة بقرصة أذن تكون درسا لأمثالهم من "النخبة" الانتهازية وتضع حدّا لمثل هذه الخيانات ، إذ كان الصمت بابا مفتوحا لمزيد التجاوز وتوسيع الشّرخ في الجدار والتمدّد أكثر إلى ما هو أخطر.
بل تمت مكافأة المتورطان بالتعيين في لجنتي الانتداب والترقية بالتعليم العالي والبحث العلمي، ورغم هذه المسؤولية العلمية الجسيمة سافر الجامعيان مؤخرا لحضور مؤتمر علميّ حول علم الاجتماع بكندا نظمته الجمعية الدولية لخبراء علماء الاجتماع الفرَنكفونيين برئاسة الأكاديمية الاسرائيلية( رسنيك) ، وتمّ انتخاب أحدهما عضوا في المكتب التنفيذي للجمعية الفرونكفونية خلال المؤتمر الأخير من 8 إلى 11جويلية الجاري مع تسعة أعضاء من دول مختلفة منها المغرب ، بوركينافاسو ،فرنسا ،سويسرا ، البرتغال، والبريزيل !!. وبهذا التموقع في جمعية صهيونية يصبح تعيينهما في لجان البحث العلمي خطرا على مستقبل الجامعة التونسية وأجيال المدرّسين الباحثين وعارا على التونسيين.
لم تقتصر المشاركة التونسية على استضافة الأستاذة الجامعية الصهيونية للأستاذين المذكورين ،بل ضمّ الفريق التونسي عشرة حلّقوا إلى كندا للتحاضر في مواضيع ذات صلة بعلم الاجتماع ، وهؤلاء ينتمون إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس ، جامعة تونس المنار ،كلية العلوم الاجتماعية والانسانية بتونس،المعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بكل من صفاقس وتونس. أمام الصمت عن التجاوزات السّابقة ، والتراخي في التعامل مع المطبّعين، مضى هؤلاء أشواطا في الخيانة ، وواصلوا زحفهم وتسلّقهم للوصول إلى مواقع القرار داخل جامعاتنا ، والتموقع في مجتمع البحث العلمي العالمي، لتنطبق عليهم مقولة " إذا خلا لك الجوّ بيضي وفرّخي". ونحن نرى هؤلاء يفرّخون ويتناسلون في جامعاتنا ، بل يتبجحون بمشاركاتهم في هذه التظاهرات ويعلنون انتماءهم إلى منظماتها وهيئاتها الملوّثة ويظلون فوق المحاسبة.
مثل هذه الممارسات جريمة في حقْ الإنسانية ، وحقّ الجامعيّ الشريف المدافع عن الجامعة لتظل قلعة للنضال وتسييد الوعي ، وحقّ تونس الشجّاعة شعبا وقيادة في دعمها للقضية، وهي أيضا جريمة في حقّ الفلسطينيّ المغتصب في أرضه وعرضه، والصمت على ما يحدث سيرفع السّقف ، ويفتح الباب ليحدُث الطوفان.
عار على المطبّعين تلويث الحرم الجامعيّ ،والتسلّق وتحقيق النجاحات والحصول على الامتيازات بالدّوس على جثث الأطفال والنّساء وإهداء اللحم الفلسطيني الحيّ لأنياب كلاب العدو في حرب ترويع وتهجير بالقوّة!!... ولعلّ من لم يُدرك فداحة ما يفعله تحت مسميات كثيرة يحتاج لمن يُرجع إليه صوابه ويُوقظ ضميره بقبضة من حديد!!.
وحيدة المي
انتفضت عشرات الجامعات الأوروبية على الصهاينة وامتثلت لاحتجاجات طلابها الشّرسة في مناصرتهم للفلسطينيين، وقطعت علاقاتها الأكاديمية مع جامعات اسرائيلية ، ولم تعد تهتم بالانخراط في مجتمع البحث العلمي الدولي الذي بات يُسيل لعاب الباحثين.
جامعات بإسبانيا ، بلجيكيا، الدنمارك ، إيطاليا ، هولاندا، وحتى بعض جامعات من داخل الجُحْر الأمريكيّ نفسه ، ومن داخل بريطانيا الداعمة لحرب الإبادة على الفلسطينيين، أعلنت تحْت الضغط الطلاّبي مقاطعتها اسرائيل أكاديميّا ورفض التعامل مع جامعات صهيونية بأيّ شكل من الأشكال. وما إذا كانت هذه المواقف تُطبّق على أرض الواقع أو تظل مجرّد قرار أتّخذ تحت الضغط، فإنّها في النّهاية تُحسب وتُسجّل من المواقف الشُجاعة.
فقد فتحت الصورة أعين العالم على الحقيقة وفضحت توحّش العدوّ وظلمه في حرب إبادة يشنّها ضدّ أصحاب الأرض منذ أكثر من سبعين سنة ، وعرّت المواقف بعد السّابع من أكتوبر وطوفان الأقصى ،وأعادت تشكيل الوعي العالمي وإعادة النظر في بعض المفاهيم والمصطلحات مثل القيمة والمبدأ والشهامة والإنسانية والأخوّة التي لم تعد حكرا على العرب.
وبان بالكاشف أنّ أنظمةَ عديد الدول العربية ليست غير أياد تُحرّكها القوى المتحكّمة في العالم عن بعد باستعمال منطق المصلحة والضغط وتوظيف "النُّخب" وهي الأقدر على فهم خطورة هذه المصطلحات وإدراكها وتبيّنها أكثر من غيرها، ومع ذلك تصيبها التعمية وتفعل العكس.
أمام هذا الوعي الأوروبي المتغيّر ، تواصل بعض جامعاتنا التونسيّة للأسف التورّط في التطبيع، وفتح الباب أمام أكاديميين صهاينة أو هرولة بعض جامعييها في اتجاه هؤلاء بحثا عن المناصب والمواقع والامتيازات المالية والجوائز والألقاب العلمية تحت غطاء الحرية الأكاديمية والعلمية والانفتاح على الآخر.
يتذكّر المتابعون لهذا الملف ماحدث في جامعة منوبة منذ سنوات قليلة مع عميدها السّابق ، وفضيحة تورّطه مع الصهاينة ، وما حدث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس باستضافة أكاديمية من جامعة إسرائيلية(جوليا بيترس رسنيك) في مؤتمر نظمه مخبر بحث علم الاجتماع بالكلية ، واسْتضَافتها أيضا في ندوة عن بُعد من جامعة المنار ، انتهى الأمر ببيانات الغضب والتنديد من الأساتذة الشرفاء ، لكن طوي الملف بلا عودة رغم تورّط جامعيان من وحدة البحث في دعوتها للمشاركة وهما ينشطان إلى اليوم في نفس المجال، بل أجزيا!! .
لم يكن ما حدث في كلية صفاقس مجرّد زلّة قدم، كما لم تسع رئاسة الجامعة وعمادة الكلية ومن ورائهما وزارة التعليم العالي إلى الضغط على الأطراف المتورّطة في هذه الزيارة المشبوهة بقرصة أذن تكون درسا لأمثالهم من "النخبة" الانتهازية وتضع حدّا لمثل هذه الخيانات ، إذ كان الصمت بابا مفتوحا لمزيد التجاوز وتوسيع الشّرخ في الجدار والتمدّد أكثر إلى ما هو أخطر.
بل تمت مكافأة المتورطان بالتعيين في لجنتي الانتداب والترقية بالتعليم العالي والبحث العلمي، ورغم هذه المسؤولية العلمية الجسيمة سافر الجامعيان مؤخرا لحضور مؤتمر علميّ حول علم الاجتماع بكندا نظمته الجمعية الدولية لخبراء علماء الاجتماع الفرَنكفونيين برئاسة الأكاديمية الاسرائيلية( رسنيك) ، وتمّ انتخاب أحدهما عضوا في المكتب التنفيذي للجمعية الفرونكفونية خلال المؤتمر الأخير من 8 إلى 11جويلية الجاري مع تسعة أعضاء من دول مختلفة منها المغرب ، بوركينافاسو ،فرنسا ،سويسرا ، البرتغال، والبريزيل !!. وبهذا التموقع في جمعية صهيونية يصبح تعيينهما في لجان البحث العلمي خطرا على مستقبل الجامعة التونسية وأجيال المدرّسين الباحثين وعارا على التونسيين.
لم تقتصر المشاركة التونسية على استضافة الأستاذة الجامعية الصهيونية للأستاذين المذكورين ،بل ضمّ الفريق التونسي عشرة حلّقوا إلى كندا للتحاضر في مواضيع ذات صلة بعلم الاجتماع ، وهؤلاء ينتمون إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بصفاقس ، جامعة تونس المنار ،كلية العلوم الاجتماعية والانسانية بتونس،المعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بكل من صفاقس وتونس. أمام الصمت عن التجاوزات السّابقة ، والتراخي في التعامل مع المطبّعين، مضى هؤلاء أشواطا في الخيانة ، وواصلوا زحفهم وتسلّقهم للوصول إلى مواقع القرار داخل جامعاتنا ، والتموقع في مجتمع البحث العلمي العالمي، لتنطبق عليهم مقولة " إذا خلا لك الجوّ بيضي وفرّخي". ونحن نرى هؤلاء يفرّخون ويتناسلون في جامعاتنا ، بل يتبجحون بمشاركاتهم في هذه التظاهرات ويعلنون انتماءهم إلى منظماتها وهيئاتها الملوّثة ويظلون فوق المحاسبة.
مثل هذه الممارسات جريمة في حقْ الإنسانية ، وحقّ الجامعيّ الشريف المدافع عن الجامعة لتظل قلعة للنضال وتسييد الوعي ، وحقّ تونس الشجّاعة شعبا وقيادة في دعمها للقضية، وهي أيضا جريمة في حقّ الفلسطينيّ المغتصب في أرضه وعرضه، والصمت على ما يحدث سيرفع السّقف ، ويفتح الباب ليحدُث الطوفان.
عار على المطبّعين تلويث الحرم الجامعيّ ،والتسلّق وتحقيق النجاحات والحصول على الامتيازات بالدّوس على جثث الأطفال والنّساء وإهداء اللحم الفلسطيني الحيّ لأنياب كلاب العدو في حرب ترويع وتهجير بالقوّة!!... ولعلّ من لم يُدرك فداحة ما يفعله تحت مسميات كثيرة يحتاج لمن يُرجع إليه صوابه ويُوقظ ضميره بقبضة من حديد!!.
وحيدة المي
