مع الشروق : لا أحد سينجو من الطوفان!
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/07/15
بجرّة قلم، قرّرت الإدارة الأمريكية إنهاء اتفاقيات ـ سايكس بيكو ـ المبرمة عام 1916 والتي رسمت حدودا وأنشأت دولا عندما كانت الامبراطوريتان البريطانية والفرنسية هما المسيطرتان...
الآن وبانهيار الامبراطورتين السابقتين وبانفراد الامبراطورية الأمريكية بالهيمنة على العالم، فقد تطلعت شأنها شأن كل الامبراطوريات الغالبة إلى منطقتنا العربية منطقة الشرق الأوسط موطن الثروات الطبيعية من نفط وغاز وغيرهما وموطن الممرات المائية المتحكمة في طرق التجارة الدولية... وكذلك، وهذا عنصر هام ومستجد آخر لتواجد الكيان الصهيوني فيها، الآن تطلعت إلى محو الحدود السابقة واستبدالها بحدود جديدة على مقاس أمريكا وعلى مقاس حليفها ـ اسرائيل ـ الذي وعد ترامب حتى قبل صعوده إلى الحكم بـ«توسيع حدوده التي أصبحت ضيقة جدا»!
وقد ظل العالم والشعوب العربية يسمعون منذ عقود اسطوانة «التقسيم وإعادة التشكيل» للمنطقة العربية. وظلوا يعيشون على وقع نظرية برنارد لويس (1916 ـ 2018) وهي تتدحرج وتصطاد اللحظة التاريخية المناسبة لوضعها موضع التنفيذ كذلك ابتكرت الادارة الأمريكية نظرية «الفوضى الخلاقة» لإضعاف دول ولتدمير جيوش ولإسقاط أنظمة تمهيدا للحظة الانقضاض على منطقتنا العربية بمشرط ـ التقسيم وإعادة التشكيل... ويبدو أن هذه اللحظة المجنونة قد حانت بسقوط عراق الشهيد صدام حسين وجماهيرية الشهيد معمر القذافي وما تبعهما من حل الجيشين العراقي والليبي وكذلك بإسقاط الرئيس بشار الأسد وحل الجيش العربي السوري.. وأيضا بتدمير غزة وفتح أبواب التهجير أمام سكان القطاع وسكان الضفة الغربية وباغتيال سيد الشهداء الراحل حسن نصر الله وإضعاف حزب الله ودفع إيران إلى الانكفاء على ذاتها ولو ظرفيا.. لذلك اندفعت إدارة ترامب نحو إلغاء حدود ـ سايكس بيكو ـ واستبدالها بخارطة جديدة.. خارطة سوف تؤدي إلى زلزال كبير في الشرق الأوسط والخليج العربي تختفي إثره دول وتقوم أخرى على أنقاضها.. بما يفسح الطريق خاصة نحو قيام اسرائيل الكبرى.. وبما يفضي كذلك إلى قيام كيانات جديدة تدور في فلك أمريكا بالكامل وتسهم في إنجاح استراتيجيتها الجديدة للمنطقة وفي تمرير ترتيباتها للإقليم برمته في سياق إعداده لمعارك أمريكا الكبيرة والمقبلة من قبيل معركتها مع «البريكس» ومعركة طريقها الرابط بين الهند وأوروبا مع طريق وحزام الحرير الصيني...
وعلى هذا الدرب كثر الحديث وتعالت الضوضاء هذه الأيام عن «الزلزال الكبير» الذي تقف منطقتنا العربية على أعتابه.. ويبدو وفق تصريحات المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم ترامب أن لبنان الشقيق سيكون أول دولة ستدفع فاتورة التقسيم وإعادة التشكيل حيث يتدافع المسؤولون الأمريكيون للقول إن لبنان كيان مصطنع وأن الدولة اللبنانية ضعيفة وتعجز عن ضبط سلاح ـ حزب الله ـ (الذي يؤرق الكيان الصهيوني) ولذلك فليس أمام هذا «اللبنان» إلا الاندثار من خلال الحاقه بسوريا التي سلمت لقيادة مستعدة لإبرام كل الصفقات بما فيها التخلي عن هضبة الجولان في سبيل البقاء في الحكم...
الزلزال لن يتوقف عند حدود لبنان بل إن التسريبات تشمل دول الخليج حيث ستغيب إمارات و«تنتفخ» مملكات ليمتد الحريق ربما إلى مصر التي بدأ ضجيج «الفوضى الخلاقة» يحوم حولها بغية إرباك قيادتها وتهيئة مناخات عبور المخطط الكبير الذي يربط حدود «إسرائيل الكبرى» بنهر النيل (المصري) شرقا ونهر الفرات العراقي غربا.
أين العرب من كل هذا الحراك ومن كل هذا الغليان؟ وما رأيهم في هذه التصريحات التي خرجت إلي العلن والتي تستهدف دولا عربية عضو في جامعة الدول العربية؟ وأين هذه الجامعة وقد أصبحت مهددة بالتقويض بمعول أمريكي ـ صهيوني؟ هل يعقل أن يواكب الجميع هذا الطوفان الكبير بدس الرأس في الرمل في انتظار مرور العاصفة؟ ألا يعلم هؤلاء أن الطوفان إذا حلّ مغرقهم لا محالة وأن العاصفة إن ضربت مقتلعتهم لا محالة؟
عبد الحميد الرياحي
بجرّة قلم، قرّرت الإدارة الأمريكية إنهاء اتفاقيات ـ سايكس بيكو ـ المبرمة عام 1916 والتي رسمت حدودا وأنشأت دولا عندما كانت الامبراطوريتان البريطانية والفرنسية هما المسيطرتان...
الآن وبانهيار الامبراطورتين السابقتين وبانفراد الامبراطورية الأمريكية بالهيمنة على العالم، فقد تطلعت شأنها شأن كل الامبراطوريات الغالبة إلى منطقتنا العربية منطقة الشرق الأوسط موطن الثروات الطبيعية من نفط وغاز وغيرهما وموطن الممرات المائية المتحكمة في طرق التجارة الدولية... وكذلك، وهذا عنصر هام ومستجد آخر لتواجد الكيان الصهيوني فيها، الآن تطلعت إلى محو الحدود السابقة واستبدالها بحدود جديدة على مقاس أمريكا وعلى مقاس حليفها ـ اسرائيل ـ الذي وعد ترامب حتى قبل صعوده إلى الحكم بـ«توسيع حدوده التي أصبحت ضيقة جدا»!
وقد ظل العالم والشعوب العربية يسمعون منذ عقود اسطوانة «التقسيم وإعادة التشكيل» للمنطقة العربية. وظلوا يعيشون على وقع نظرية برنارد لويس (1916 ـ 2018) وهي تتدحرج وتصطاد اللحظة التاريخية المناسبة لوضعها موضع التنفيذ كذلك ابتكرت الادارة الأمريكية نظرية «الفوضى الخلاقة» لإضعاف دول ولتدمير جيوش ولإسقاط أنظمة تمهيدا للحظة الانقضاض على منطقتنا العربية بمشرط ـ التقسيم وإعادة التشكيل... ويبدو أن هذه اللحظة المجنونة قد حانت بسقوط عراق الشهيد صدام حسين وجماهيرية الشهيد معمر القذافي وما تبعهما من حل الجيشين العراقي والليبي وكذلك بإسقاط الرئيس بشار الأسد وحل الجيش العربي السوري.. وأيضا بتدمير غزة وفتح أبواب التهجير أمام سكان القطاع وسكان الضفة الغربية وباغتيال سيد الشهداء الراحل حسن نصر الله وإضعاف حزب الله ودفع إيران إلى الانكفاء على ذاتها ولو ظرفيا.. لذلك اندفعت إدارة ترامب نحو إلغاء حدود ـ سايكس بيكو ـ واستبدالها بخارطة جديدة.. خارطة سوف تؤدي إلى زلزال كبير في الشرق الأوسط والخليج العربي تختفي إثره دول وتقوم أخرى على أنقاضها.. بما يفسح الطريق خاصة نحو قيام اسرائيل الكبرى.. وبما يفضي كذلك إلى قيام كيانات جديدة تدور في فلك أمريكا بالكامل وتسهم في إنجاح استراتيجيتها الجديدة للمنطقة وفي تمرير ترتيباتها للإقليم برمته في سياق إعداده لمعارك أمريكا الكبيرة والمقبلة من قبيل معركتها مع «البريكس» ومعركة طريقها الرابط بين الهند وأوروبا مع طريق وحزام الحرير الصيني...
وعلى هذا الدرب كثر الحديث وتعالت الضوضاء هذه الأيام عن «الزلزال الكبير» الذي تقف منطقتنا العربية على أعتابه.. ويبدو وفق تصريحات المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم ترامب أن لبنان الشقيق سيكون أول دولة ستدفع فاتورة التقسيم وإعادة التشكيل حيث يتدافع المسؤولون الأمريكيون للقول إن لبنان كيان مصطنع وأن الدولة اللبنانية ضعيفة وتعجز عن ضبط سلاح ـ حزب الله ـ (الذي يؤرق الكيان الصهيوني) ولذلك فليس أمام هذا «اللبنان» إلا الاندثار من خلال الحاقه بسوريا التي سلمت لقيادة مستعدة لإبرام كل الصفقات بما فيها التخلي عن هضبة الجولان في سبيل البقاء في الحكم...
الزلزال لن يتوقف عند حدود لبنان بل إن التسريبات تشمل دول الخليج حيث ستغيب إمارات و«تنتفخ» مملكات ليمتد الحريق ربما إلى مصر التي بدأ ضجيج «الفوضى الخلاقة» يحوم حولها بغية إرباك قيادتها وتهيئة مناخات عبور المخطط الكبير الذي يربط حدود «إسرائيل الكبرى» بنهر النيل (المصري) شرقا ونهر الفرات العراقي غربا.
أين العرب من كل هذا الحراك ومن كل هذا الغليان؟ وما رأيهم في هذه التصريحات التي خرجت إلي العلن والتي تستهدف دولا عربية عضو في جامعة الدول العربية؟ وأين هذه الجامعة وقد أصبحت مهددة بالتقويض بمعول أمريكي ـ صهيوني؟ هل يعقل أن يواكب الجميع هذا الطوفان الكبير بدس الرأس في الرمل في انتظار مرور العاصفة؟ ألا يعلم هؤلاء أن الطوفان إذا حلّ مغرقهم لا محالة وأن العاصفة إن ضربت مقتلعتهم لا محالة؟
عبد الحميد الرياحي
