مع الشروق : حلّ السلطة الفلسطينية بين الوهم والحقيقة
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/09/03
تسريب صوتي يتحدّث عن حلّ السلطة الفلسطينية وطردها من مناطق "سي" التي تشكل نحو ثلثي الضفة الغربية، اثار جدلا واسعا بالرغم من أن جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني أعلن القبض عن مروجي الفيديو وتعهد بتقديمهم للمحاكمة، وحذّر من مغبّة العبث بأمن المجتمع أو إثارة البلبلة. ولكن لا شيء يأتي من فراغ في فلسطين المحتلّة خاصة أن هناك نوايا معلنة إسرائيلية و أمريكية تثبت وجود مخطط لإعدام فكرة الدولة الفلسطينية قبل نهاية الشهر الحالي ومن الطبيعي أن تكون سلطة رام الله المعزولة في فوّهة البركان هذه المرّة.
لم تترك السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس فرصة تمرّ دون أن توجه اللوم لحركة حماس لتهورها وتسببها في ما يحدث في غزة من مآسي، ومعروف عن عباس عداءه الشديد لنهج المقاومة وقد صرّح في أكثر من مرّة بذلك علنا. ولكن هل أن خيار الصمت والاستسلام كان سيحقق هدفا سياسيا في المفاوضات مع العدو الصهيوني الذي صرّح رئيس حكومته بأن اتفاق أسولو كان خطأ كبيرا. وغدا الخميس ستجتمع حكومة الحرب الصهيونية لتحسم أمر ضمّ الضفة الغربية وإعادة السيطرة عليها، فهل أن التسريب هو مجرّد بالون اختبار أم أنّه يأتي في سياق خطوة لما بعد اجتماع الخميس.
سلطة عباس باتت معزولة دوليا والولايات المتحدة رفضت منح التأشيرة لعباس لإلقاء خطاب في اجتماعات الجمعية العامة التي من المنتظر أن يتم فيها إعلان دولي للاعتراف بدولة فلسطين. وهذه كلها خطوات عملية لاستكمال هدف إعادة احتلال كامل فلسطين. فهل ستواصل السلطة التزام الصمت والتحرك فقط لمن تعتبرهم يثيرون الشغب في حين أن الخطر الداهم سيعيد الجميع سلطة وشعبا إلى الملاجئ.
هذا العدو الصهيوني أعلن نواياه صريحة وهي لا تحتمل أي تأويل، هو يريد كامل المنطقة وليس فلسطين فقط، وهو يتغذى من الضعف العربي ومن حالة الاستسلام والهوان، وسياسة دس الرؤوس في الرمال المتبعة لن تحمي أحدا. وحدها المقاومة ورغم ثمنها الباهظ جدا هي الطريق للتحرر. والتاريخ لم يذكر لنا شعبا تحرر بالتخاذل والتواكل والعكس صحيح.
كمال بالهادي
تسريب صوتي يتحدّث عن حلّ السلطة الفلسطينية وطردها من مناطق "سي" التي تشكل نحو ثلثي الضفة الغربية، اثار جدلا واسعا بالرغم من أن جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني أعلن القبض عن مروجي الفيديو وتعهد بتقديمهم للمحاكمة، وحذّر من مغبّة العبث بأمن المجتمع أو إثارة البلبلة. ولكن لا شيء يأتي من فراغ في فلسطين المحتلّة خاصة أن هناك نوايا معلنة إسرائيلية و أمريكية تثبت وجود مخطط لإعدام فكرة الدولة الفلسطينية قبل نهاية الشهر الحالي ومن الطبيعي أن تكون سلطة رام الله المعزولة في فوّهة البركان هذه المرّة.
لم تترك السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس فرصة تمرّ دون أن توجه اللوم لحركة حماس لتهورها وتسببها في ما يحدث في غزة من مآسي، ومعروف عن عباس عداءه الشديد لنهج المقاومة وقد صرّح في أكثر من مرّة بذلك علنا. ولكن هل أن خيار الصمت والاستسلام كان سيحقق هدفا سياسيا في المفاوضات مع العدو الصهيوني الذي صرّح رئيس حكومته بأن اتفاق أسولو كان خطأ كبيرا. وغدا الخميس ستجتمع حكومة الحرب الصهيونية لتحسم أمر ضمّ الضفة الغربية وإعادة السيطرة عليها، فهل أن التسريب هو مجرّد بالون اختبار أم أنّه يأتي في سياق خطوة لما بعد اجتماع الخميس.
سلطة عباس باتت معزولة دوليا والولايات المتحدة رفضت منح التأشيرة لعباس لإلقاء خطاب في اجتماعات الجمعية العامة التي من المنتظر أن يتم فيها إعلان دولي للاعتراف بدولة فلسطين. وهذه كلها خطوات عملية لاستكمال هدف إعادة احتلال كامل فلسطين. فهل ستواصل السلطة التزام الصمت والتحرك فقط لمن تعتبرهم يثيرون الشغب في حين أن الخطر الداهم سيعيد الجميع سلطة وشعبا إلى الملاجئ.
هذا العدو الصهيوني أعلن نواياه صريحة وهي لا تحتمل أي تأويل، هو يريد كامل المنطقة وليس فلسطين فقط، وهو يتغذى من الضعف العربي ومن حالة الاستسلام والهوان، وسياسة دس الرؤوس في الرمال المتبعة لن تحمي أحدا. وحدها المقاومة ورغم ثمنها الباهظ جدا هي الطريق للتحرر. والتاريخ لم يذكر لنا شعبا تحرر بالتخاذل والتواكل والعكس صحيح.
كمال بالهادي
