إعداد: وحيدة المي

يولد ابن الرّيف عادة على غير الأطفال الآخرين ،تتلقّفه الطبيعة في أحضانها، يرى الوجه الحقيقي للأشياء ،ويتدرّب على  الحياة على بس

يكبر أطفال العائلات الكادحة قبل الأوان ، تَعْجنهم الظروف  مبكّرا ،فيواجهون الحياة بسواعد لا خيار لها إلاّ أن  تَشتدّ قبل الأوان

بين كتابٍ وشجرةِ زيتون، نبت في داخله حقلُ الألوان، وتشكّلت مملكةُ الفنّ.

 كانت شاهدة على قرار مصيري اتخذه الزّعيم الحبيب بورقيبة بعد الاستقلال وهو  إجبارية التعليم للذكور والإناث على حدّ السّواء، وكان

نعم تُفتح نوافذ الصيف على الأوجاع  أيضا. عندما يغيب البحر والليل والسّمر والأفراح والأهازيج  وتكون الطفولة معطوبة ، ماذا نفعل؟

هي امرأة تحمل في داخلها غابة ، وتنبت في ذاكرتها شجرة رمان و أزهار الجلّنار.

سنتحدّث اليوم  عن مبدع من طراز نادر، ورفيع، منقذ عصاميّ خبِر قيعان الأودية لانتشال الجثث الضائعة .

طفلة مختلفة ، تُتقن الصّمت المُتأمّل ،لا يشدّها ما يثير الآخرين لأنّها تحاول فهم ما يحيط بها على طريقتها ،  كانت تهرب إلى نفسها

النّبش في طفولتها هو نبش في جراح كثيرة، لكنّه أيضا  درس في  القوّة  والتحدّي  والقفز على العقبات لأجل تحقيق الحلم.

تربّت في أحضان الطبيعة ، بين «المندرة  والحصاد» و «جني اللّوز والتّين وقطاف العنب».