وسط أجواء احتفالية متميّزة وبحضور جمهور غفير وعددا من الضيوف، اختتمت الإربعاء 7 اوت 2019 بالموقع الأثري يونقة، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان المحرس للثقافة والتراث بعد 4 أيام من الانشطة الثرية التي جمعت بين معارض الحرفين وعروض فنية وتكريمات وندوات علمية وعروض تنشيط الشوارع. وشهد اليوم الأول من افتتاح المهرجان مشاركة وحضور الأهالي والعائلات المقيمة بالخارج وعددا من السيّاح وثلة من الإطارات والمسؤولين المحليين و الضيوف، و الذي جمع عددا من الفقرات الإستعراضية منها عرض فرجوي لمجموعة "نقر الطبول بالمحرس" وعرض للفنون الشعبية والفروسية (مجموعة بوروينة) و الباردية، إضافة إلى عرض لطبّال قرقنة.

أما في السهرة، فقد كان الجمهور على موعد مع عرض فني بعنوان " لمة الأحباب " كتكريم للفنان الشعبي ابن المحرس الهادي بركالله (قادر) ثم عرض لتقاليد حفل الزواج (الحنة المحرسية ).

في حين جمع اليوم الثاني عددا من الفقرات منها ندوة علمية بالشراكة مع ديوان التونسيين بالخارج والمندوبية الجهوية للسياحة بصفاقس تحت عنوان " دور المرأة المهاجرة في توطيد علاقة ابنائها بتراث أجدادهم والترويج له سياحيا " وذلك بإشراف كل من المدير الجهوي بصفاقس لديوان التونسيين بالخارج المنصف الخليفي و المندوب الجهوي بصفاقس للسياحة فتحي زريدة .

هذا وقد كان الجمهور في السهرة على موعد مع عرض «الزردة» للمنتج عبد الكريم الباسطي الذي سبح في بحور الموسيقى الصوفية جامعا كل أنماط المخزون التراثي الصوفي من سلامية وعوادة وعيساوية واسطمبالي. اليوم الثالث، تواصلت المعارض مع تأثيث عرض موسيقي وعرض لكورال دار الثقافة بالمحرس وعرض تنشيطي للأطفال تقديم مجموعة "سيزام" مع تكريم المشاركين بالمعرض التجاري بحضور المندوب الجهوي للثقافة بصفاقس مهذب القرفي رفقة ثلة من الإطارات بالمندوبية .

أما السهرة فقد تميّزت بالحضور الجماهيري الهام لعرض الفنانة سمية الحثروبي، وهو ما يعكس رغبة الجماهير المحبة للسهر في متابعة العروض الموسيقية الكبرى.

اليوم الإختتامي ، فقد خصص بالموقع الأثري يونقة والذي جمع عددا من الفقرات التنشيطية الثرية و المتنوعة نذكر منها عروض فنية شعبية و عرض الباردية و عرض ل"طبال قرقنة" و عرض للأكلة الشعبية من التراث المحرسي وهي «الحسيا بالخل و الشريحة » او المرقة الحلوة و التي تعتبر من أشهر الأكلات في الجهة، فهي ضاربة في القدم و محبوبة من قبل الصّغار والكبار.

نجاح رغم الصعوبات

وفي لقاءات خاطفة مع من تابع هذه الدورة اجمع هؤلاء أن هيئة المهرجان نجحت في توزيع الفعاليات فشملت عدة فضاءات منها كورنيش الفنون التشكيلية والساحات والشوارع العامة والموقع الأثري يونقة بالمحرس وتمكنت من توفير ظروف تقنية وفنية من طراز عال مؤكدين على رضاهم وثنائهم على هذه الدورة.

ونشير إلى انه رغم المعوقات الكبيرة التي اعترضت هيئة المهرجان المتكونة من عدلي الرديسي رئيسا وسليم مفتاح ولمياء الزيتوني وأكرم الرميلي ولمياء زروقة ونجيب الرقيق وسماح لجنف ومريم الجربي وشكري لجنف وريم فرج أعضاء إلا أن إصرارهم مكّنهم من تجاوز كل المعيقات لنجاح هذه الدورة جماهيريا باعتبارها قد شهدت اقبالا مكثفا من متساكني الجهة وعدد من المناطق المجاورة وساهمت في التعريف بالمكاسب الثقافية والفنية لمدينة المحرس والمخزون التاريخي الهام بها.