من "لعنة الفراعنة" إلى علاج السرطان.. اكتشاف مذهل في فطر قاتل
تاريخ النشر : 16:53 - 2025/06/23
نجح فريق من العلماء، بقيادة جامعة بنسلفانيا، في عزل جزيئات فعّالة ضد السرطان من فطر قاتل يعرف باسم Aspergillus flavus.
ويُعرف هذا الفطر بأنه النوع نفسه الذي اشتُبه في تسببه بوفيات غامضة بين علماء آثار دخلوا مقابر فرعونية قديمة.
ويعد Aspergillus flavus من الكائنات المجهرية السامة المرتبطة منذ قرن تقريبا بأسطورة "لعنة الفراعنة"، إذ انتشرت حالات وفاة غامضة بعد فتح مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922، كما توفي 10 علماء في بولندا في سبعينيات القرن الماضي بعد دخولهم مقبرة كازيمير الرابع، وتبيّن لاحقا أن الفطر السام كان موجودا هناك.
ورغم خطورته، استطاع العلماء الاستفادة من هذا "القاتل المجهري" من خلال استخراج مركب نادر يسمى "أسبيريجيميسين"، ضمن فئة من الجزيئات تعرف باسم RiPPs، وهي ببتيدات تُنتج داخل الخلية ثم تُعدّل لتعزيز خصائصها الحيوية.
وعند اختبار هذه الجزيئات على خلايا سرطان الدم، أظهر اثنان من بين 4 متغيرات منها قدرة على قتل الخلايا السرطانية. وازدادت الفعالية بشكل كبير بعد تعديل بسيط بإضافة جزيء دهني، ما جعل أداء المركب يماثل أدوية السرطان المعتمدة مثل "سيتارابين" و"داونوروبيسين".
وكشف فريق البحث أن الجين SLC46A3 يلعب دور "البوابة" التي تسمح بدخول "أسبيريجيميسين" إلى خلايا سرطان الدم، حيث يعطّل المركب عملية الانقسام الخلوي عبر تدمير الأنابيب الدقيقة المسؤولة عن انقسام الخلايا. وهذا التأثير كان محدودا على أنواع أخرى من السرطان، ما يشير إلى أن تأثيره انتقائي وموجّه، وهي سمة مهمة في تطوير أدوية آمنة.
وأوضحت البروفيسورة شيري غاو، قائدة الدراسة: "وهبتنا الطبيعة صيدلية مذهلة، ومهمتنا هي كشف أسرارها. ما اكتشفناه الآن قد يكون مجرد البداية".
ولطالما كانت الفطريات مصدرا هاما للعقاقير، وأبرز مثال على ذلك هو البنسلين، الذي غيّر مسار الطب في القرن العشرين. أما اليوم، فقد يتحول Aspergillus flavus من فطر قاتل إلى علاج محتمل ضد السرطان.
والآن، يستعد الفريق لاختبار هذا المركب على نماذج حيوانية تمهيدا للتجارب السريرية على البشر، في خطوة يأمل العلماء أن تفتح بابا جديدا في أبحاث السرطان.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Chemical Biology.

نجح فريق من العلماء، بقيادة جامعة بنسلفانيا، في عزل جزيئات فعّالة ضد السرطان من فطر قاتل يعرف باسم Aspergillus flavus.
ويُعرف هذا الفطر بأنه النوع نفسه الذي اشتُبه في تسببه بوفيات غامضة بين علماء آثار دخلوا مقابر فرعونية قديمة.
ويعد Aspergillus flavus من الكائنات المجهرية السامة المرتبطة منذ قرن تقريبا بأسطورة "لعنة الفراعنة"، إذ انتشرت حالات وفاة غامضة بعد فتح مقبرة الملك توت عنخ آمون عام 1922، كما توفي 10 علماء في بولندا في سبعينيات القرن الماضي بعد دخولهم مقبرة كازيمير الرابع، وتبيّن لاحقا أن الفطر السام كان موجودا هناك.
ورغم خطورته، استطاع العلماء الاستفادة من هذا "القاتل المجهري" من خلال استخراج مركب نادر يسمى "أسبيريجيميسين"، ضمن فئة من الجزيئات تعرف باسم RiPPs، وهي ببتيدات تُنتج داخل الخلية ثم تُعدّل لتعزيز خصائصها الحيوية.
وعند اختبار هذه الجزيئات على خلايا سرطان الدم، أظهر اثنان من بين 4 متغيرات منها قدرة على قتل الخلايا السرطانية. وازدادت الفعالية بشكل كبير بعد تعديل بسيط بإضافة جزيء دهني، ما جعل أداء المركب يماثل أدوية السرطان المعتمدة مثل "سيتارابين" و"داونوروبيسين".
وكشف فريق البحث أن الجين SLC46A3 يلعب دور "البوابة" التي تسمح بدخول "أسبيريجيميسين" إلى خلايا سرطان الدم، حيث يعطّل المركب عملية الانقسام الخلوي عبر تدمير الأنابيب الدقيقة المسؤولة عن انقسام الخلايا. وهذا التأثير كان محدودا على أنواع أخرى من السرطان، ما يشير إلى أن تأثيره انتقائي وموجّه، وهي سمة مهمة في تطوير أدوية آمنة.
وأوضحت البروفيسورة شيري غاو، قائدة الدراسة: "وهبتنا الطبيعة صيدلية مذهلة، ومهمتنا هي كشف أسرارها. ما اكتشفناه الآن قد يكون مجرد البداية".
ولطالما كانت الفطريات مصدرا هاما للعقاقير، وأبرز مثال على ذلك هو البنسلين، الذي غيّر مسار الطب في القرن العشرين. أما اليوم، فقد يتحول Aspergillus flavus من فطر قاتل إلى علاج محتمل ضد السرطان.
والآن، يستعد الفريق لاختبار هذا المركب على نماذج حيوانية تمهيدا للتجارب السريرية على البشر، في خطوة يأمل العلماء أن تفتح بابا جديدا في أبحاث السرطان.
نشرت نتائج الدراسة في مجلة Nature Chemical Biology.