معادلات التصعيد الأقصى لمواجهة أم الكوارث.. الهجوم الإبادي على رفح

معادلات التصعيد الأقصى لمواجهة أم الكوارث.. الهجوم الإبادي على رفح

تاريخ النشر : 22:25 - 2024/02/15

افترضنا قبل أشهر على هذا الموقع (الشروق اون لاين في 5 ديسمبر 2023) ان الهجوم على رفح جنوب غزة يدخل في سيناريوهات العدوان الدموي الواسع في مراحله المتقدمة لملاحقة الشعب الفلسطيني وملاحقة المقاومة والبحث عن الأسرى وتدمير البنية العسكرية للمقاومات وتصفية الرموز الفلسطينية اغتيالا وإبادة أكثر ما يمكن من أهلنا في غزة والإطباق على الحدود. وقتها لم تكن ثمة خطط متداولة للعدو ولا خرائط منشورة ولا تقارير غربية أو عربية ولا تصريحات لقادة الابادة الجماعية في صفوف العدو. وأما الآن وقد ظهرت وتظهر خطط العدو مع مرور الوقت وهو يواصل حرب الابادة الجماعية ويوسعها بمشاركة وإدارة ودعم غربي واسع على رأسه أمريكا وبريطانيا، فلا شك، إذا لم يتم إيقاف هذا العدوان، من اتجاه الأمور نحو هذا المنحى خاصة وان الأعمال الإجرامية الإرهابية والتهجيرية والابادية في حق رفح وأهلها وعموم النازحين الفلسطينيين جارية على الأرض. 
تظهر في هذا السياق عدة أسئلة تتمحور حول سؤال وماذا بعد؟ أو وكيف بعد؟ لإيقاف العدو وهزمه وإيقاف العدوان وخروج غزة منتصرة في الميدان وفي السياسة. وهنا يتوجب علينا أن نوضح أربعة أمور. 
أولا: تبين من تجارب التاريخ والحروب في الوطن العربي بالذات وفي كل مكان في الواقع في تواريخ الشعوب وتواريخ الثورات والمقاومات والتاريخ العسكري.. ان المقاومة والمقاومات هي التي تنفع وهي الحل وليس جيوش الدول لاعتبارات كثيرة يطول شرحها.
 ثانيا: المقاومة والتحرير والحرب تكتيكات واستراتيجيات وليست لا عبثا ولا فوضى. وبالتالي فإن من يفترض ان جبهات مساندة غزة تفعل ما تشاء وقتما تشاء دون حساب تأثير ذلك ميدانيا على الداخل الفلسطيني إيجابا أو سلبا ودون حساب تأثير ذلك في السياسة والتفاوض إيجابا أو سلبا، إيقافا أو استمرارا، فضلا عن الأهداف والمراحل والمستقبل، هو على خطأ تام.
 ثالثا: من يظن ان العمل الجبهوي الجماعي بين قوى المقاومة من داخل وخارج فلسطين المحتلة لا يخضع للدرس الجماعي في تحديد الخيارات وتنفيذها، إلى جانب خصوصيات كل جبهة على حده طبعا، هو أيضا على خطأ كبير ويتناسى وحدة الساحات المصيرية وليس مجرد التنسيق. 
رابعا: من يتغافل للحظة عن حقيقة ان الكلمة العليا تبقى للمقاومة في الميدان في الداخل الفلسطيني المحتل وفي غزة بالذات وهي التي تنقل الصورة الحقيقية للواقع في غزة إلى كل الجبهات الأخرى خارج فلسطين المحتلة وهي التي يعتمد عليها في تقدير الموقف الصحيح في فلسطين وما الذي يتوجب فعله ليكون سليما ومنعكسا بشكل دقيق وجيد على معادلات التحرير داخل فلسطين المحتلة وخارجها وبدقة وعلى المستويات العسكرية والسياسية والاستراتيجية بأبعادها الوطنية والإقليمية والدولية، من يتغافل للحظة يكون على خطأ تام على طول الخط. 
وبناء على كل ما سبق فإن المعادلات القصوى، إذا فرضتها الضرورة وليس في مطلق الأحوال، تكون كالتالي:
1- التصعيد إلى درجة أعلى والارتقاء في الضغط العالي من كل الجبهات الخارجية حول فلسطين المحتلة البعيدة منها والقريبة. 
2-التصعيد الفلسطيني الداخلي الأقصى في كل الجبهات الداخلية في فلسطين المحتلة بتمامها شعبيا وعسكريا وصولا إلى الذروة أي في شهر رمضان المعظم إذا لم يتوقف العدوان وخاصة إذا ذهبنا إلى أقصى درجات التصعيد في القدس الشريف والأقصى المبارك وخاصة أيضا كما كتبنا قبل أشهر (الشروق، 11 نوفمبر 2023) إذا تم الاعتداء على المقدسات واذا تم أسر صهاينة جدد واذا وقعت أحداث شبيهة بــ 7 أكتوبر وإن بشبه محدود وبشكل مصغر.
3- اتجاه المقاومة الفلسطينية في غزة إلى حرق الأرض تحت الصهاينة بكل الطرق وخاصة الإتجاه المكثف إلى عمليات تعطيل العدو عن أهدافه في رفح قبلها اعتراضا وإلتفافا وتطويقا، وبالأخص عبر العمليات الاستشهادية الفدائية. 
4- الهجوم على المناطق والأهداف العسكرية والأمنية والمنشآت الأكثر حساسية بأكثر ما يمكن من تنسيق نيران وتقاطع نيران وصواريخ من خارج فلسطين المحتلة ومن داخلها في مشهد جحيم على كيان العدو. 
5-تنقل الرجال والسلاح على كل حدود وعبر كل الطرق وعلى كل الجبهات داخل وخارج فلسطين المحتلة وتنفيذ عمليات اقتحام وسيطرة لا يتخيلها أحد. 
6- فك الحصار بالقوة وفتح الحدود بالقوة وإجبار العدو على الخروج من غزة ونقل أثقال الحرب إلى داخل العدو أو إجباره على التوقف والقبول بشروط المقاومة. 
7- مشهد حرب إقليمية واسعة ومفتوحة وطويلة ومشاركة دولية أوسع لا يعرف أحد كيف تبدأ وكيف تنتهي. 
وإن كل هذا متوقف على إشارة من المقاومة الفلسطينية من داخل غزة مفادها توقف إطلاق الصواريخ من غزة وانقطاع أخبار العمليات ضد العدو في غزة قتلا واحراقا للآليات والإعلان عن ذلك كما في الأشهر الماضية وحتى الآن ونحن نتجه إلى الشهر الخامس على التوالي. وعند ذلك الوقت نكون في مرحلة جديدة تماما ويقع شيء مما ذكرنا في 7 نقاط. 

 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

ستبقى الجمهورية التونسية وفية لشهدائها وزعمائها الأبطال الذين استشهدوا من أجل الاستقلال والحرية و
07:00 - 2024/12/04
وكان نصر الله موعودا. ألا إنّ نصر الله قريب.
07:00 - 2024/12/02
هَطَلَ مطرٌ غزيرٌ ففاض النهر وهدر تيّاره وأرعد وأزبد وجرف ما كان قريبًا من عدوتيه من عربات وحيوان
07:00 - 2024/12/02
الإهداء: إلى الشهداء أكرم ما في الدنيا وأنبل بني البشر،وإلى الشرفاء الأحرار وزينة الحياة،وبناة ال
07:00 - 2024/12/01
إن الفلاسفة و المفكرين هم حملة لواء التغيير و الفعل و الإنجاز والبناء.
07:00 - 2024/12/01
علمني الإسلام أن أصافح أخي المسلم إذا لقيته، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «ما من مسلمي
07:00 - 2024/11/29
قال تعالى في القران يا أيها الرسول وقال يا أيها النبي  والسؤال هو ما الفرق بين الرسول والنبي.؟
07:00 - 2024/11/29