كتاب "أطياف العجائبي": مقاربة أدبية فلسفية لقضية العقلي والتخييلي في الأدب قديما وحديثا
تاريخ النشر : 17:41 - 2023/05/05
يطرح الباحث الدكتور علي السياري في مؤلفه الجديد "أطياف العجائبي: من الأفق السرديّ إلى الأفق الثقافيّ" مسألة نقدية طريفة شغلت النقّاد في الشرق وفي الغرب، تتعلق بموضوع العجائبي في العمل الأدبي.
والكتاب الذي صدر في تونس عن دار عليسة للنشر يقع في 432 صفحة. وتكمن إضافته للمباحث الأدبية المعاصرة في تقديمه لفهم جديد للعجائبي ولقراءة معمّقة للتحوّلات التي طرأت على المفهوم في علاقتها بنظريّات الأدب وفي علاقتها بالمقاربات الفلسفيّة لقضيّة العقليّ والتخييليّ في الأدب قديما وحديثا، فضلا عن أنّه نظر إلى زوايا أهملها النقاد فحاول إضاءتها عبر منهجيّة صارمة في البحث تجمع بين النظري والتطبيقي.
وينقسم كتاب "أطياف العجائبي: من الأفق السرديّ إلى الأفق الثقافيّ" إلى أبواب ثلاثة، عنوان الأوّل "هيرمينوطيقا العجائبي"، ويحتوي على فصلين اثنين، أولهما "العجائبيّ من منظور النقد الغربي"، وثانيهما "العجائبيّ من منظور النقد العربي".
وأمّا الباب الثاني وعنوانه "شعريّة العجائبي"، فهو مقسّم إلى ثلاثة فصول، أولها "عتبات الكتابة واللغة الروائيّة"، والثاني "خصائص الحكاية في السرد العجائبي"، والفصل الثالث عنوانه "الخطاب القصصي العجائبي"، فيما تمحور الباب الثالث حول "العجائبي والثقافة: نحو منظور جديد"، وهو مقسّم إلى فصلين، عنوان الأوّل "روافد العجائبي في المخيال الروائي المغاربي"، وعنوان الفصل الثاني هو "جماليّات تلقّي العجائبي".
وقد اعتمد الباحث على مدوّنة سرديّة لمصادر بحثه، تضمّ عشر روايات عربيّة تمّ اختيارها بدقّة ووفق شكل يستجيب لأهداف البحث، كما اعتمد أيضا على مراجع مهمّة صدر أغلبها في السنوات الأخيرة وهو ما جعل البحث مواكبا للموضوع النقدي الذي يشتغل عليه، ومنح نتائجه مصداقية أكبر.
وممّا جاء في هذا البحث أنّ "العجائبيّ مجال منفلت عن التحديد حيث يصعب تلمّس كلّ جوانبه، ولذلك يعدّ مفهوما مرنا قابلا للتحوّل، وقابلا، أيضا، للفهم والمقاربة من عدّة أوجه".
وأكّد السياري في كتابه أنّ الروايات المدروسة في البحث استفادت في تشييد عوالمها السردية العجائبيّة وفي ابتناء شعريّتها من انفتاحها على مخيال عربيّ إسلامي غنيّ بالموروث الشعبي والديني والأسطوري، وزاخر بالخارق واللامألوف واللامعقول، حيث نهلت منه ووظّفته وفق طرائق متعدّدة، حيث إنّ هذا الموروث كان، في مجمله، مهملا ومُلقى في درجات متدنّية من الاهتمام بسبب المكائد الثقافية التي تعرّض إليها، وبسبب "المؤامرات" التي حاكتها ضدّه الثقافة العربية الإسلامية المتمركزة على سلطة الفقهيّ والنخبويّ" وفق تعبيره.
وممّا انتهى إليه الناقد أيضا في هذا الكتاب أنّ الميل أصبح واضحا في السرد العجائبي الحديث إلى حصر العجائبيّ في الغرابة المقلقة (وفق المفهوم الذي قدّمه لها سيغموند فرويد)، وهذه الغرابة المقلقة هي مجال من مجالات العجائبيّ ومفهوم من المفاهيم المجاورة له والمتاخمة لحدوده.
ويرى الباحث أنّ الرواية العجائبيّة، وهي تشيّد عوالمها السرديّة وتبنيها، باتت غير محتاجة إلى استدعاء ما هو خارج عن دائرة الواقع والطبيعة والعقل والوجود لإنتاج الغرابة لأنّها حقّقت اكتفاءها من غرابة ما هو داخل تلك الدائرة.

يطرح الباحث الدكتور علي السياري في مؤلفه الجديد "أطياف العجائبي: من الأفق السرديّ إلى الأفق الثقافيّ" مسألة نقدية طريفة شغلت النقّاد في الشرق وفي الغرب، تتعلق بموضوع العجائبي في العمل الأدبي.
والكتاب الذي صدر في تونس عن دار عليسة للنشر يقع في 432 صفحة. وتكمن إضافته للمباحث الأدبية المعاصرة في تقديمه لفهم جديد للعجائبي ولقراءة معمّقة للتحوّلات التي طرأت على المفهوم في علاقتها بنظريّات الأدب وفي علاقتها بالمقاربات الفلسفيّة لقضيّة العقليّ والتخييليّ في الأدب قديما وحديثا، فضلا عن أنّه نظر إلى زوايا أهملها النقاد فحاول إضاءتها عبر منهجيّة صارمة في البحث تجمع بين النظري والتطبيقي.
وينقسم كتاب "أطياف العجائبي: من الأفق السرديّ إلى الأفق الثقافيّ" إلى أبواب ثلاثة، عنوان الأوّل "هيرمينوطيقا العجائبي"، ويحتوي على فصلين اثنين، أولهما "العجائبيّ من منظور النقد الغربي"، وثانيهما "العجائبيّ من منظور النقد العربي".
وأمّا الباب الثاني وعنوانه "شعريّة العجائبي"، فهو مقسّم إلى ثلاثة فصول، أولها "عتبات الكتابة واللغة الروائيّة"، والثاني "خصائص الحكاية في السرد العجائبي"، والفصل الثالث عنوانه "الخطاب القصصي العجائبي"، فيما تمحور الباب الثالث حول "العجائبي والثقافة: نحو منظور جديد"، وهو مقسّم إلى فصلين، عنوان الأوّل "روافد العجائبي في المخيال الروائي المغاربي"، وعنوان الفصل الثاني هو "جماليّات تلقّي العجائبي".
وقد اعتمد الباحث على مدوّنة سرديّة لمصادر بحثه، تضمّ عشر روايات عربيّة تمّ اختيارها بدقّة ووفق شكل يستجيب لأهداف البحث، كما اعتمد أيضا على مراجع مهمّة صدر أغلبها في السنوات الأخيرة وهو ما جعل البحث مواكبا للموضوع النقدي الذي يشتغل عليه، ومنح نتائجه مصداقية أكبر.
وممّا جاء في هذا البحث أنّ "العجائبيّ مجال منفلت عن التحديد حيث يصعب تلمّس كلّ جوانبه، ولذلك يعدّ مفهوما مرنا قابلا للتحوّل، وقابلا، أيضا، للفهم والمقاربة من عدّة أوجه".
وأكّد السياري في كتابه أنّ الروايات المدروسة في البحث استفادت في تشييد عوالمها السردية العجائبيّة وفي ابتناء شعريّتها من انفتاحها على مخيال عربيّ إسلامي غنيّ بالموروث الشعبي والديني والأسطوري، وزاخر بالخارق واللامألوف واللامعقول، حيث نهلت منه ووظّفته وفق طرائق متعدّدة، حيث إنّ هذا الموروث كان، في مجمله، مهملا ومُلقى في درجات متدنّية من الاهتمام بسبب المكائد الثقافية التي تعرّض إليها، وبسبب "المؤامرات" التي حاكتها ضدّه الثقافة العربية الإسلامية المتمركزة على سلطة الفقهيّ والنخبويّ" وفق تعبيره.
وممّا انتهى إليه الناقد أيضا في هذا الكتاب أنّ الميل أصبح واضحا في السرد العجائبي الحديث إلى حصر العجائبيّ في الغرابة المقلقة (وفق المفهوم الذي قدّمه لها سيغموند فرويد)، وهذه الغرابة المقلقة هي مجال من مجالات العجائبيّ ومفهوم من المفاهيم المجاورة له والمتاخمة لحدوده.
ويرى الباحث أنّ الرواية العجائبيّة، وهي تشيّد عوالمها السرديّة وتبنيها، باتت غير محتاجة إلى استدعاء ما هو خارج عن دائرة الواقع والطبيعة والعقل والوجود لإنتاج الغرابة لأنّها حقّقت اكتفاءها من غرابة ما هو داخل تلك الدائرة.