قدّم الباحث الدكتور محمّد كرو بفضاء التوقيعات بصالون سوسة الدولي للكتاب إصداره الجديد « l’autre révolution » وهو عصارة سنوات من التأمّل والبحث في تداعيات ما حصل منذ 2011 والسياق التاريخي العام الذي أفضى إلى هذه التحولات التي تعيشها تونس.
وقد تولت الأستاذة عواطف الزراد تقديم الكتاب الصادر عن دار "سيراس" للنشر، والذي قال عنه صاحبه إنّه "ليس دراسة أكاديمية" وإنه وجد صعوبة بالغة في كتابته بل إنه كاد يتخلى عن المشروع أصلا معتبرا أنّ تسارع الأحداث يجعل من التأريخ لفترة زمنية قصيرة (ثماني سنوات) أمرا صعبا، وأنّ الكتابة الآنية هي شأن العمل الصحفي ولكن حتى يفهم الكاتب ويصف ويكتب، فهذا يتطلب بعض الوقت.
واعتبر كرو أنّ تونس شهدت على امتداد السنوات الثماني الماضية جملة من التحولات الرمزية، ومنها ما سماه "الاستعمال المفرط للعلم الوطني" خصوصا في مرحلة حكم "الترويكا" وكأنه كان تعبيرا من التونسيين على عدم رضاهم عن تلك الفترة وعلى تمسكهم بتونس كما يرونها، لا كما عبّرت عنه الأطراف الحاكمة آنذاك.
وأكد كرو أنّ "الثورة الأخرى" المطلوبة هي ثورة مواطنة، أي أن يعي الناس إحساسهم بالمواطنة، أن يدفعوا الضرائب ويحترموا القانون ويحموا بلادهم ويعتنوا بنظافتها وغير ذلك من مظاهر الحس المدني الذي يحقق للتونسيين مواطنتهم، وهذا هو الجانب المنقوص من مشهد ما بعد الثورة حسب تعبيره.